هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين اجتماعا مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والاستراتيجية بين البلدين شملت توقيع 30 اتفاقا مختلفا.
وفي اليوم الثاني لزيارة ماكرون لمصر، استقبله السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي بضاحية مصر الجديدة في القاهرة وعقدا اجتماعا ثنائيا أعقبه توقيع نحو ثلاثين اتفاقا وعقدا تجاريا "بقيمة مئات ملايين اليوروهات" بحسب الرئاسة الفرنسية.
وهذه العقود التي وضعت تحت خانة تنويع العرض التجاري الفرنسي حيال مصر ستشمل قطاعات النقل والطاقة المتجددة والصحة والصناعات الغذائية. ويرافق ماكرون في زيارته لمصر نحو خمسين من رؤساء الشركات الفرنسية في مجالات النقل والطاقة والصحة.
وبعد ثماني سنوات من الربيع العربي، سيناقش الرئيسان كذلك القضايا الجيوسياسية والأزمات الإقليمية.
وقال الرئيس الفرنسي الأحد إن "استقرار مصر يهمنا كثيرا. إنها شريك مهم في ما يتعلق بليبيا وفي مكافحة الراديكالية".
اقرأ أيضا: ماكرون من القاهرة: حقوق الإنسان في مصر أسوأ من عهد مبارك
والموضوع الأكثر حساسية هو حقوق الإنسان في مصر التي يعتزم ماكرون التحدث عنه "بصراحة أكبر" خلال زيارته، خصوصا خلال المؤتمر الصحفي المشترك المقرر عقده بعد ظهر الاثنين.
وكان ماكرون استقبل الرئيس المصري في باريس في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 رغم انتقادات منظمات غير حكومية تندد بانتظام بتحركات السلطات المصرية ضد المعارضة.
إلا أن الرئيس الفرنسي رفض آنذاك "إعطاء دروس" لنظيره المصري في مسألة حقوق الإنسان ما أثار غضب تلك المنظمات.
وبحسب الرئيس الفرنسي فإن "الأمور ازدادت سوءا منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2017" حين زار السيسي باريس. بالتالي وعد بأن يبحث "هذه المسألة بطريقة أكثر صراحة وضوحا، لأنني أعتقد أن ذلك يصب في مصلحة الرئيس السيسي والاستقرار في مصر".
وأشار إلى أنه سيجري بعيدا من الإعلام "محادثات مغلقة" مع السيسي حول "حالات فردية" لمعارضين أو لشخصيات مسجونة.
وطالبت عدة منظمات حقوقية من بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الاثنين ماكرون بـ"خطاب قوي حول حقوق الوضع الكارثي لحقوق الإنسان" في مصر مع "المطالبة بإطلاق سراح كل السجناء المحتجزين ظلما".
وطالبت المنظمات الحقوقية بـ"تعليق كل مبيعات السلاح الفرنسي الذي يمكن أن يستخدم لارتكاب أو تسهيل الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي".
وتحتل مصر المرتبة الثالثة على قائمة الدول التي تشتري السلاح الفرنسي. وأبرمت القاهرة عقودا قيمتها 6 مليارات يورو لشراء أسلحة فرنسية منذ العام 2015.
ومن بين العقود الهامة، عقد لشراء طائرات قتالية رافال التي تم تسليم 24 منها إلى مصر بالفعل غير أنه لا ينتظر إعلان أي عقود سلاح جديدة خلال هذه الزيارة.
وماكرون الذي وصل الأحد إلى مصر، بدأ زيارته بمحطة في معبد أبو سمبل، أحد أبرز المعالم الأثرية في البلاد.
وتهدف الزيارة إلى إلقاء الضوء على التعاون الثقافي مع مصر والذي يعتبر ديناميا خصوصا في مجال الآثار بوجود 32 ورشة عمل وتنقيب تحت اشراف المعهد الفرنسي للآثار الشرقية.
وتأمل فرنسا اليوم في الحصول على مهام تنقيب إضافية في مواقع أثرية خصوصا وأن التقليد الفرنسي بالعمل في علم المصريات قديم جدا.
اقرأ أيضا: ماكرون يستهل زيارته لمصر بجولة سياحية في أسوان (صور)
وتسعى أيضا إلى المشاركة في المتحف المصري الكبير المستقبلي في الجيزة وتحديث المتحف المصري الشهير الواقع في وسط القاهرة منذ القرن التاسع عشر.
وسيزور ماكرون، الذي ترافقه زوجته بريجيت، هذا المتحف المصري في ميدان التحرير بعد ظهر الاثنين قبل أن يلتقي الجالية الفرنسية في مصر.
ويختتم زيارته صباح الثلاثاء بلقاءين مع بابا الأقباط تواضروس الثاني وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب.