هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "حرييت" التركية حوارا مع رئيس هيئة الأركان التركية السابق إلكر باشبوغ، الذي تعرض في وقت سابق لافتراءات جماعة غولن ما أدى إلى سجنه.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إلكر باشبوغ يرى أن مكافحة تركيا لجماعة غولن التي توغلت داخل أجهزة الدولة لا يزال مستمرا، حيث تسعى الدولة التركية للتخلص مما بقي من عناصر الجماعة في بعض أجهزة الدولة حتى الآن بما في ذلك القوات المسلحة التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن باشبوغ شدد على ضرورة استخلاص العبر من الماضي، مبينا أن تركيا لن تستطيع تحمل محاولة انقلابية جديدة مثل تلك التي وقعت ليلة 15 تموز/ يوليو سنة 2016، وتتمثل الخطوة الأساسية لتحقيق ذلك في تعزيز دولة القانون. وذكر باشبوغ أنه تفطن أول مرة لتواجد جماعة غولن وتأثيرها خلال ثمانينيات القرن الماضي عندما كان برتبة عقيد، حيث سمع عن نفوذها في مدرسة كوليلي الثانوية العسكرية وثانوية مالتبيه العسكرية في إزمير.
ودافع رئيس الأركان الأسبق عن موقفه بالسماح للمحققين بالدخول للغرفة السرية الخاصة بالقوات المسلحة التركية وتفتيشها، وبرر ذلك بأن جماعة غولن سعت إلى إلصاق التُهم بالقوات المسلحة للحط من مكانتها وتشويه سمعتها في أنظار الشعب التركي.
وأكد باشبوغ أنه غير نادم على ذلك، وأنه سيتخذ القرار ذاته لو تكررت الحادثة مرة أخرى. ولو حدث العكس لساهم ذلك في تمهيد الطريق أمام جماعة غولن لاتهام الجيش بالتخطيط لاغتيال رئيس مجلس النواب السابق بولنت أرنتش، وإلصاق تهمة اغتيال أوغور مومجو بالجيش التركي. ولهذا السبب، كان من الضروري عدم السماح لجماعة غولن باستغلال أي فرصة من شأنها الإساءة لهيبة القوات المسلحة التركية.
وفي حديثه عن السجن لمدة 26 شهرا، ذكر باشبوغ أنه عندما دخل السجن (نتيجة لمؤامرة حاكتها له جماعة غولن) لم يشعر بأي قلق أو خوف، بل كان يشعر بطمأنينة غريبة، فارتدى ملابسه واستلقى على سريره، ونام دون قلق أو توتر لأنه كان واثقا من نفسه وموقفه.
وأضاف باشبوغ أن أول شخص اتصل به لحظة خروجه من السجن وتبرئته كان رئيس الجمهورية الأسبق سليمان دميرل، تبعه اتصال هاتفي من رجب طيب أردوغان الذي كان رئيس الوزراء آنذاك، ومن ثم تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية حينها السيد عبد الله غل.
أما فيما يتعلق بالظلم الذي تعرض له، أوضح باشبوغ أن العفو عن هؤلاء الأشخاص ليس بيده بل بيد الله عز وجل. وما ارتكبه هؤلاء الجناة لم يقتصر على الزج به في السجن لمدة 26 شهرا، بل تسببوا في استشهاد العديد من المدنيين وأفراد الشرطة والجنود.
اقرأ أيضا: كيف نجحت تركيا بتفكيك شبكات أسستها جماعة غولن بأفريقيا؟
وأشار باشبوغ إلى الحادثة التي جعلت جماعة غولن تدرج اسمه ضمن قائمة المستهدفين، وذلك بعد أن رفض قرارا صادرا من المحكمة حول تفتيش مقر الجيش الثالث في أرزينجان. وفي ذلك الوقت، كتب النائب العام أن من رفض أمر التفتيش هو رئيس هيئة الأركان إلكر باشبوغ، لكن إعراضه في الحقيقة عن تنفيذ أمر التفتيش كان له عدة أسباب.
وأوضح باشبوغ أن رفضه القاطع لأمر التفتيش كان بسبب إدراكه أن ما يجري ليس مجرد إجراءات قضائية أو تحقيق، وإنما مؤامرة محاكة من قبل جماعة غولن التي كانت تُدير نشاطاتها وترفع من سقف جرأتها خطوة بخطوة. وقد وصل الأمر بهذه الجماعة إلى حد اعتقال الجنرال بيلغن بالانلي، وحينها وصل الدور إلى باشبوغ وتجاوزه إلى رئيس جهاز الاستخبارات سنة 2012، حيث تبين أنه لم يكن هو المستهدف بل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
ويعتقد باشبوغ أن تسلسل الأحداث، انطلاقا من قضية أرغينكون وقضية المطرقة، وأحداث 17-25 كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2013، أفضت في النهاية إلى تنفيذ المحاولة الانقلابية ليلة 15 تموز/ يوليو سنة 2016، لكنها باءت بالفشل.
ويرى باشبوغ أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تُرك وحيدا في مواجهة جماعة غولن، ولم يحصل على الدعم اللازم إلى حين حدوث الانقلاب. وتجدر الإشارة إلى أن أردوغان بدأ حربه ضد جماعة غولن بعد أحداث 17-25 كانون الأول/ ديسمبر سنة 2013، لكنه كان يُحارب وحيدا.
وحيال هذا الشأن، أفاد باشبوغ بأن مجلس الشورى العسكري كان يتخذ طريقا معاكسا للمنهج الذي اتبعه أردوغان لمكافحة جماعة غولن، حيث قام بترقية وترفيع جنرالات في الفترة الممتدة بين 2014 و2015، ليتبين لاحقا أن 65 بالمائة ممن تم ترفيعهم كانوا على صلة بجماعة غولن. ويعتبر ما حدث دليلا على أن أردوغان حارب هذه الجماعة لوحده، ولم يحصل حتى على الدعم الكافي من المسؤولين المحيطين به في الدولة.
اقرأ أيضا: أوامر باعتقال 219 جنديا تركيا يشتبه في صلتهم بـ"غولن"
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى الكتاب الجديد الذي أصدره رئيس هيئة الأركان السابق إلكر باشبوغ تحت عنوان "مخرج من أرغينكون"، الذي تضمن شهادته بشأن تفاصيل تطور نشاط جماعة غولن وصولا إلى محاولة الانقلاب.