هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الصراع بين فتح وحماس على فلسطين لمن؟ صراع يستنفد الجهد والوقت ويعطي إسرائيل فرصة ذهبية لإلهاء الفلسطينيين بالصراع فيما بينهم، وتبادل الاتهامات حول العمالة لإسرائيل والتقرب إليها؛ لأن إسرائيل لمست أن بعض الأطراف الفلسطينية كسائر حكام العرب، تفضل كرسي الحكم على سلامة الوطن.
ورغم أن الفلسطينيين متفقون على أن الديمقراطية هي علاقة بين الحاكم والمحكوم في بلد مستقل، وأنه لا مجال لها في فلسطين التي تسيطر إسرائيل فيها على الجميع. ولعلهم في فلسطين قد تأثروا بالشعارات التي رفعها حكام مصر للتدليس على الشعب المصري، ومثال ذلك الشعار الناصري الذي صاغة فيلسوف الناصرية محمد حسنين هيكل: "حرية الوطن مقدمة على حرية المواطن"، وكان ذلك شعارا فارغا لأن الوطن لم يكن حرا، وكان تابعا دون أن يدري الحاكم كما كان المواطن يفتقر إلى الحرية، فكانت النتيجة كما نرى في مصر، فإذا صلحت مصر صلح العالم العربي وهذه حقيقة أدركها الغرب وركز على مصر.
نعود للساحة الفلسطينية فالإخوة في حماس يرون أبا مازن شيطانا متآمرا مع إسرائيل على المقاومة ومنسقا معها لضرب المقاومة ومتربصا بالمقاومة، واتخذ إجراءات عقابية ضد أهل غزة، ويرتاح لهجوم إسرائيل على غزة، ويسهم في شقاء أهل غزة. لعل هذا الشقاء يدفع أهل غزة إلى الثورة على حماس.
وأن أبا مازن في نظر حماس متربص بغزة وينتهز الفرصة لتطهيرها من المقاومة، وأنه يجتهد في حصار غزة ويعرقل فتح معبر رفح، ولذلك فإن رئيس السلطة يريد أن تمحو إسرائيل المقاومة، ويربط بين المصالحة معه وبين التهدئة المنتظرة بين حماس وإسرائيل، ويعتبر هذه التهدئة مع إسرائيل إقرارا بفصل غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية. وقد امتد الجدل بين الطرفين، رغم تدخل مصر حول البيضة والدجاجة، أيهما يسبق الآخر: التهدئة أم المصالحة؟ علما بأنه لا رابط بينهما، فقد سبق الاتفاق على التهدئة مع استمرار الشقاق.
وللخروج من هذه الدوامة، نقترح أن يدرس الإخوة في فتح وحماس مقترحين، علما بأن إسرائيل ماضية في ضم الأراضي الفلسطينية، وأن صفقة القرن تنفذ على الأرض بهدوء. وتنتهي صفقة القرن بحلول إسرائيل محل فلسطين، ويتم توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، وتصبح إسرائيل الدولة الأعظم في المنطقة على أنقاض العرب.
أما الاقتراح الأول، فهو تصحيح خطأ بدأ مع أوسلو وتكرس في الواقع الفلسطيني. وكانت أوسلو هي المحطة الرئيسية للمشروع الصهيوني، كما كانت أولى مراحل الشقاق بين الفلسطينيين، ولكنه لم يكن محسوسا أيام عرفات لأنه يمثل كل الفلسطينيين، فلما استحال عليه أن يشجع المقاومة سرا ويتفاوض من أجل السلام الإسرائيلي، أنهت إسرائيل حياته وعصره، وكان ذلك درسا لمن بعده.. لا يمكن الجمع بين المقاومة والسلام الزائف؛ الذي كان إشعارا لإسرائيل التهام كل فلسطين.
كانت أوسلو هي المحطة الرئيسية للمشروع الصهيوني، كما كانت أولى مراحل الشقاق بين الفلسطينيين، ولكنه لم يكن محسوسا أيام عرفات لأنه يمثل كل الفلسطينيين
رئيس السلطة هو نفسه رئيس المنظمة. ومن هنا حدث الازدواج والخلل، والمطلوب ا?ن فصل رئاسة السلطة عن رئاسة المنظمة
السلطة محدودة زمنيا وإقليميا، بينما المنظمة أوسع نطاقا وأكثر ديمومة، وإطارها جامع لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج
اللجنة ستقول من المخطئ ومن المصيب، وذلك يحل المشكلة الحقيقية لأن الشقاق بين فتح وحماس نجم عن تراجع العالم العربي في دعم القضية الفلسطينية والعلاقة المنفردة التي لا تدعم القضية مع إسرائيل. ثم أن هذا الشقاق من أهم مقومات الأمن القومي الإسرائيلي، بل إن هذا الشقاق تجاوز الساحة الفلسطينية، وإلى الساحات العربية خلفه، فهل ننظر إلى أن ينصلح الحال العربي وينعكس على الحالة الفلسطينية؟ أم نركز على الأثر المدمر للانقسام العربي على الساحة الفلسطينية؟
ولتصوير مخاطر هذا الوضع، يكفي أن نشير إلى أن تأمين فتح معبر رفح بشكل دائم يتطلب أن تتشكل لجنة من السلطة ومن حماس للإشراف على الجانب الفلسطيني منه، حتى تطمئن مصر إلى أن المعبر لا يشكل خطرا عليها. فما تنشره إسرائيل في أن المعبر يستخدم لتهريب السلاح إلى المقاومة، ولكن هذا المطلب البسيط لم يتحقق وظل المعبر يفتح وبغلق وفقا للمواءمات المصرية.
أظن أن هذين المقترحين وغيرهما يجب دراستهما، لعلنا ننجح في تجاوز الحلقة المفرغة التي تنهك الفلسطينيين وخاصة حصار غزة وشقاء أهلها.