هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كلما اقترب موعد الانتخابات البلدية التركية، اكتسبت نتائج استطلاعات الرأي أهمية أكبر في توقع نتائج تلك الانتخابات؛ التي قلتُ في مقال سابق إنها باتت بمثابة استفتاء شعبي على النظام الرئاسي والحكومة والأحزاب السياسية وقياداتها، وفي مقدمتهم أردوغان.
وبسبب حساسية هذه الانتخابات وأهميتها، أيضاً باعتبار تداعياتها المتوقعة والرغبة في حسمها دون مفاجآت، فقد قدم حزب العدالة والتنمية مرشحين من "العيار الثقيل" لبعض البلديات الكبرى، وفي مقدمتها إسطنبول وأنقرة وإزمير، وهم على التوالي رئيس البرلمان السابق ورئيس الحكومة الأسبق بن علي يلدرم، ونائب رئيس الحزب والوزير السابق ورئيس بلدية قيصري لخمس دورات متتالية، محمد أوزحسكي، والوزير السابق والبرلماني لعدة دورات نهاد زيبكجي.
بسبب حساسية هذه الانتخابات وأهميتها، أيضاً باعتبار تداعياتها المتوقعة والرغبة في حسمها دون مفاجآت، فقد قدم حزب العدالة والتنمية مرشحين من "العيار الثقيل" لبعض البلديات الكبرى
رغم أن استطلاعات الرأي الخاصة التي تجريها الأحزاب السياسية بشكل سري لا تعلن نتائجها في الإعلام، إلا أن بعض تصريحات أردوغان أوحت بشيء من المصداقية لهذه النتائج
ورغم أن استطلاعات الرأي الخاصة التي تجريها الأحزاب السياسية بشكل سري لا تعلن نتائجها في الإعلام، إلا أن بعض تصريحات أردوغان أوحت بشيء من المصداقية لهذه النتائج، فالرئيس الذي يفخر دائماً بأن حزبه هو الأكثر اعتماداً على الإحصاءات واستطلاعات الرأي؛ قال صراحة في أكثر من مناسبة مؤخراً إنه "لا يثق باستطلاعات الرأي"، متهماً الشركات بـ"التلاعب". فما هي أسباب ذلك؟
تجدر الإشارة أولاً إلى أن أنقرة لا تعد مدينة محسومة للعدالة والتنمية، رغم أنه يفوز برئاسة بلديتها منذ 1994، أي منذ فاز بها مليح غوتشاك مرشح حزب الرفاه، والذي انضم لاحقاً للعدالة والتنمية. إذ لم يكن هذا الفوز يوماً صريحاً وكبيراً، فنتائج آخر انتخابات بلدية في 2014 أعطت العدالة والتنمية 44.9 في المئة، ومنافسه الشعب الجمهوري 43.8 في المئة من أصواتها.
هناك أيضاً عوامل أخرى ساهمت في هذه النتائج، منها المرشح أوزحسكي نفسه، والذي لا يختلف الكثيرون على كفاءته، ولكنهم اعترضوا على كونه ليس ابن المدينة، ومنها تأييد أنصار حزب الشعوب الديمقراطي (القومي الكردي) لمرشح المعارضة بشكل غير معلن.. ومنها الأزمة المالية التي لم تتعاف منها تركيا بعد، وما زالت بعض انعكاساتها ماثلة مثل غلاء الأسعار وطوابير شراء الخضروات الرخيصة من البلديات.. ومنها كذلك حالة التحفظ والاعتراض والنقد (لأسباب متنوعة) لدى قطاع من كوادر وأنصار أردوغان والعدالة والتنمية، والذين يظنون أن الصندوق هو المكان الأمثل لإيصال رسالة الاحتجاج خاصتهم.
هذه الحالة وجدت صداها في تصريحات أردوغان سالفة الذكر حول نتائج استطلاعات الرأي، وفي تزعمه حملة حزبه الانتخابية بشكل لافت وجهد كبير يصل لثلاثة مدن يومياً أحياناً، وبتوصيف الانتخابات البلدية على أنها "معركة بقاء تركيا"، وكانت كذلك أحد أسباب تقديم مرشح "رفيع المستوى" وزاخر السيرة الذاتية، مثل أوزحسكي.
هذه الحالة وجدت صداها في تصريحات أردوغان سالفة الذكر حول نتائج استطلاعات الرأي، وفي تزعمه حملة حزبه الانتخابية بشكل لافت وجهد كبير