هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذي هيل" مقالا للمحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أندرو غابل، يقول فيه إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حث الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته لروسيا مؤخرا على إنهاء دعمه لنظام نيكولاس مادورو في فنزويلا.
ويقول غابل: "إن استمر بوتين في تحدي الدعوات الأوروبية والأمريكية للديمقراطية في فنزويلا، فإن موسكو قد تقوم بنسخ التكتيكات السياسية والاقتصادية التي أتقنتها خلال تدخلها في سوريا، ومن ناحية عملية قد يعني هذا استغلال ضعف مادورو لتأمين الوصول إلى الموارد والبنية التحتية الاستراتيجية في فنزويلا".
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "روسيا قامت بزيادة دعمها علنا لمادورو، في الوقت الذي ترنحت فيه حكومته بعد انتخابات تم التنازع على مدى صحتها في شباط/ فبراير، وهذا الدعم تألف من مساعدات مادية للقوات المسلحة الفنزويلية، وتقديم غطاء دبلوماسي، ونشر قوات برية، بما في ذلك مجموعة (واغنر)، وهي منظمة شبه عسكرية غامضة شاركت في ضم القرم بالإضافة للقتال في سوريا، وبالرغم من الإعلان عن سحب (روستيك)، وهي شركة التعاقد العسكري الروسية، بعد أن أخفقت كراكاس في دفع التكاليف، إلا أن روسيا لا تزال متورطة في فنزويلا بشكل كبير".
ويؤكد غابل أن "لموسكو مصلحة واضحة في بقاء مادورو، وتدين كراكاس لروسيا بمبلغ 3.15 مليار دولار ديونا سيادية، في الوقت الذي استثمرت فيه روسيا في مجال النفط والغاز في فنزويلا، بالإضافة إلى أن كراكاس تخدم روسيا كونها شوكة في خاصرة واشنطن، وقامت روسيا في السنوات الأخيرة بإجراء مناورات عسكرية مع القوات الفنزويلية، ونشرت بشكل متكرر -آخر مرة في كانون الأول/ ديسمبر- أحدث قاذفة قنابل، ذات الإمكانيات النووية (تي يو 160 بلاكجاك)".
ويقول الباحث: "إن قرر بوتين تصعيد التدخل الروسي في الأزمة الفنزويلية، فإنه قد يميل للأساليب التي استخدمها في سوريا، ففي تلك الحرب، استخدمت موسكو سياسات قليلة الخطورة عالية الفائدة لضمان المصالح الروسية مقابل دعم نظام عميل متهالك، ومع أن بوتين تدخل في سوريا فقط بعد أن كان نظام الأسد على شفير الانهيار العسكري، فإن نظام مادورو دخل غرفة الإنعاش".
ويلفت غابل إلى أن "روسيا دخلت في الحرب الأهلية السورية رسميا في أيلول/ سبتمبر 2015، وقامت دمشق، التي كانت بحاجة شديدة للمساعدة، بالتضحية بالثروة القومية مقابل دعم الكرملين، فتقوم موسكو اليوم بالتحكم في مصنع الأسمدة السوري الوحيد، والميناء المدني والعسكري في طرطوس، بالإضافة إلى أنها حصلت على حقوق لمدة طويلة في احتياطي الغاز في حمص، وهناك عدد كبير من الطائرات العسكرية الروسية في قاعدة حميميم، بالقرب من اللاذقية، ومن المقرر أن تحصل على غالبية حقوق تعدين الفوسفات من مناجم تدمر".
ويجد الكاتب أنه "إلى الآن، فإن الطرفين استفادا من هذه الصفقة، فكثير من الخبراء يعدون التدخل الروسي السبب في إنقاذ نظام الأسد، في الوقت الذي كسب فيه بوتين الوصول إلى موارد مهمة، وعزز من نفوذه الإقليمي، وسيستقبل ميناء طرطوس السفن الحربية الروسية -بما في ذلك السفن التي تعمل بالوقود النووي- بالإضافة إلى الغواصات، ما يمكن روسيا من نشر أكبر للقوات البحرية، وهذا يعزز من قوة روسيا القتالية البحرية في البحر الأبيض، ويعزز قدرة موسكو على إبراز نفوذها السياسي في الخارج".
وينوه غابل إلى أن "الجذور الاقتصادية التي تغرسها روسيا في سوريا تسمح لها بالتنافس مع أمريكا على النفوذ في الشرق الأوسط بشكل أكثر فعالية، وتضيف سوقا جديدة لموسكو في وقت تواجه فيه مجموعة من العقوبات الأمريكية، وهذه النتائج تقوض بشكل مباشر الجهود الأمريكية الحالية لاحتواء روسيا".
ويقول الباحث إن "نظام مادورو اليوم، مثل نظام بشار الأسد عام 2015، في أزمة، ويواجه تمردا سياسيا واسعا في البلد، والبلد غارق في كساد اقتصادي فرضه على نفسه، ويفتقد إلى الداعمين الدوليين، ويزيد عزلة حتى بين دول أمريكا اللاتينية".
ويستدرك غابل بأنه "مع ذلك، فإن لدى فنزويلا ما تسوقه، فلديها ثروات طبيعية مهمة، بالإضافة إلى أن موقعها الجغرافي جيد لتخريب الهيمنة الأمريكية في النصف الغربي من الكرة الأرضية، ويمكن أن تزيد من إمكانيات وصول الجيش الروسي، وتملك كراكاس أكبر احتياطي نفطي في العالم، وهناك قواعد جوية قادرة على نشر الطائرات الروسية الاستراتيجية والعديد من الموانئ ذات المياه العميقة، ويمكن أن يتخيل المرء كيف يمكن لمادورو أن يضحي بتلك الثروات إن وجد نفسه في مأزق مقابل دعم بوتين، كما فعل الأسد بثروات بلاده".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "يجب على أمريكا أن تراقب عن كثب ماذا تفعل يد بوتين في كراكاس، وأن تمنع محاولات روسيا تحويل يأس مادورو لصالح روسيا، وفي هذا الاتجاه يجب على إدارة ترامب أن تستمر في فرض عقوبات قوية، والتوضيح، من خلال القنوات العامة والخاصة، بأنها تقف ثابتة في دعم الرئيس المنتخب خوان غوايدو، والديمقراطية الحقيقية في فنزويلا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)