نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لمديرة منظمة "بروتيكشن أبروتشيز/ طرق الحماية" كيت فيرغسون، تحت عنوان "
السودان يتحرك نحو مذبحة جديدة ويجب على الحكومة البريطانية ألا تقف متفرجة"، تحذر فيه من خطورة عدم الاستقرار في السودان.
وتقول فيرغسون في مقالها، الذي ترجمته "
عربي21"، إن "الساسة والصحافيين يتساءلون بشكل متكرر: ماذا بعد ميانمار؟ وماذا بعد سوريا؟ والوضع المتدهور في السودان يمثل اليوم حالة حرجة لفحص إرادتنا".
وتشير الكاتبة إلى أنه "في الأيام العشرة الأخيرة قتل حوالي 124 شخصا على يد قوات الأمن، فيما جرح أكثر من 700 شخص في أثناء الاحتجاجات التي عمت الخرطوم، وهناك تقارير عن عمليات اغتصاب، وحملات اعتقال جماعية، وإطلاق رصاص على المنشآت الطبية، بالإضافة إلى الجثث الطافية على نهر النيل، وبعيدا عن الخرطوم كانت هناك مذابح في مناطق النزاع التاريخية، حيث تشير تقارير إلى مقتل عدد من الأشخاص".
وتجد فيرغسون أن "تدهور الوضع كان متوقعا، وكذلك الخطوة التالية، ومخاطر جرائم أخرى في العاصمة والمناطق الريفية متزايدة، فقد واجهت الجماعات المسلحة المرتبطة بالمجلس العسكري الانتقالي الاحتجاجات السلمية بعنف وحشي، ويسيطر على المجلس الجنرال محمد حمدان دقلو (
حميدتي)، الذي أدى دورا مهما في الجرائم التي ارتكبت في دارفور، وأدت هذه الجرائم إلى وفاة أكثر من 300 ألف شخص وتشريد الملايين وتدمير المنطقة بكاملها، والجماعة المسؤولة عن ذلك لها علاقة بالقوات
السعودية المتورطة في جرائم اليمن".
وترى الكاتبة أن "تعلم الدروس من أخطائنا في ميانمار يعني أهمية مشاركة الحكومة البريطانية في السودان، من خلال منع عنف قائم على الهوية ضد الجماعات الدينية والإثنية والسياسية المعرضة للخطر، ومرة أخرى فإن هناك حاجة لإعطاء الأولوية في
بريطانيا لسياسة منع القتل".
وتقول فيرغسون إن "على الحكومة البريطانية مواصلة إصدار تصريحات عامة تشجب استخدام القوة ضد المتظاهرين، ويجب أن ترفق هذه التصريحات بالجهود الدبلوماسية الشاملة، التي تهدف إلى نقل السلطة بطريقة سلمية إلى المدنيين، ويجب إقناع المجلس العسكري الانتقالي بألا يتحرك وبطريقة متعجلة للحفاظ على السلطة، ويخطط المجلس لعقد الانتخابات في غضون تسعة أشهر، وهي مدة قصيرة ولا تعطي المدنيين الفرصة لبناء مؤسسات تمثيلية، وسحب السلاح، وتفكيك المليشيات، ولتحديد سلطة المجلس العسكري الانتقالي".
وتذهب الكاتبة إلى أنه "يمكن للحكومة البريطانية اتخاذ إجراءات أخرى، فكونها تعد من أكبر الدول استقبالا للمهاجرين من الشتات واللاجئين، فإن عليها أن تستفيد منهم ليكونوا عينها وأذنها في البلد، وسيؤدون دورا في تأمين سلام وديمقراطية حقيقيين في السودان".
وتجد فيرغسون أنه "بعيدا عن دور الحكومة فإنه يجب أن نستمع ونتعلم من المجتمع السوداني القوي في بريطانيا، الذين يبلغ عددهم 50 ألف نسمة، ويعيشون في مدن بريطانيا المختلفة، وقد تم القيام بعمل جيد مثل جمعية (ويجينغ بيس) التي قامت إلى جانب السودانيين في الشتات ومنذ 15 عاما بمساعدة أعضائها على بناء حياة ذات معنى".
وتقول الكاتبة: "يجب أن نلتزم بمحاكمة من يعيشون على أرضنا ويشبته بارتكابهم جرائم دولية، ويجب ألا تتحول بريطانيا إلى ملجأ آمن لمرتكبي جرائم الإبادة والحرب، ويجب أيضا ألا يستخدم نظامنا المالي لإخفاء الأموال القذرة وللثراء المجهول المصدر وتجميد الأموال".
وترى فيرغسون أن "العناصر موجودة لانزلاق البلاد إلى دوامة عنف واسعة، وسودان يعمه الفوضى قد يتحول إلى قاعدة جديدة للمتطرفين، خاصة بعد هزيمة
تنظيم الدولة في سوريا، الذي يبحث عن مناطق جديدة، ولهذا فإن منع جرائم بحسب الهوية يحتاج لجهود متواصلة، ويجب على بريطانيا دمج مسؤوليتها لحماية السكان المعرضين للخطر في السودان من خلال نشاطاتها من الدعم البريطاني إلى الدبلوماسية وسياسة الهجرة والتجارة".
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن "لدينا فرصة نادرة للتحرك، وعلى الحكومة استخدامها".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)