هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تواصل فيه اللجان القانونية المشتركة بين المجلس العسكري بالسودان وقوى إعلان الحرية والتغيير صياغة اتفاق المرحلة الانتقالية، ظهرت دعوات بضرورة أن يقوم "تجمع المهنيين" بإنهاء ارتباطه بـ"الحرية والتغيير"، كخطوة "تكتيكة" تخدم مسار "الثورة" في البلاد.
وحول هذه الدعوات تحدثت "عربي21" مع الصحفي
السوداني حافظ انقابو الذي قال إننا "ننتظر إعلان تجمع المهنيين فك ارتباطه
بقوى الحرية والتغيير، والعودة للقواعد لانتخاب ممثلي النقابات، وحراسة الفترة
الانتقالية"، موضحا أنه "منذ البداية كانت الشراكة مرحلية بين التجمع
والقوى".
وأوضح انقابو أن "التجمع هيكل نقابي وليس حزبا سياسيا، والنقابات مهمتها الأساسية الحفاظ على حقوق العمال"، لافتا إلى أن
فكرة التجمع نشأت للعمل بشكل متواز، في ظل سيطرة النظام السابق على كل النقابات
وتحويلها لاتحادات مهنية من عضوية الموالين له.
وأشار انقابو إلى أنه "حينما اشتدت الأزمة
السودانية قام التجمع بتنسيق المواكب الاحتجاجية، وفي نهاية ديسمبر الماضي قام
بصياغة إعلان الحرية والتغيير، ثم جاء عدد من الأحزاب السياسية ووقع على
الإعلان"، معتبرا أن ذلك "كان تحالفا مرحليا، لأنه في وقتها كان الجميع
يهدف لإحداث التغيير بالسودان".
اقرأ أيضا: عودة "الإنترنت" للسودان بعد قطعها منذ فض اعتصام الخرطوم
وشدد الصحفي السوداني على أهمية فض "تجمع المهنيين"
لشراكته مع قوى إعلان الحرية والتغيير في هذه المرحلة، كموقف تكتيكي يخدم
"الثورة"، مقللا من تأثير هذه الخطوة على الاتفاق الذي جرى مع المجلس
العسكري.
وتابع: "الهدف كان الوصول إلى هذه المرحلة من
التغيير، وطالما أن هناك اتفاقا وحكومة انتقالية، لا بد لتجمع المهنيين أن يعود
لمهمة أخرى، وهي استعادة النقابات المهنية والعودة للقواعد لاختيار ممثلين
جدد"، معتقدا أن "بقاء التجمع داخل قوى الحرية والتغيير خلال الفترة
الانتقالية ليس بالأمر الجيد، ولا يعبر عن تطلعات العمال".
وذكر انقابو أن دور "تجمع المهنيين" الحقيقي
مراقبة العملية الديمقراطية والاتفاق، والعودة لبناء النقابات التي تعد أهم من
الأحزاب، للمحافظة على الديمقراطية والحقوق، مبينا أن "الشارع السوداني يثق
بالتجمع أكثر من الأحزاب، لذلك فض الشراكة المرحلية بينهما، يعد خطوة ذكية ومهمة
لمصلحة الثورة".
موقف تجمع المهنيين
وأردف قائلا: "بقاء تجمع المهنيين خارج مؤسسات السلطة
الانتقالية، يعد تكتيكا ثوريا، وسيجد ترحيبا في الشارع السوداني، لأن التجمع حظي بثقة
السودانيين الذين لبوا كافة برامجه الثورية".
بدوره، علق الناطق باسم تجمع المهنيين السودانيين
أمجد فريد على هذه الدعوات، بالقول إنه "لا يوجد أي تفكير لخروج التجمع من
قوى الحرية والتغيير، وأنا أنفي ذلك بشكل قاطع".
وأضاف فريد لـ"عربي21" أن "التجمع هو
كيان مؤسس في إعلان قوى الحرية والتغيير ولا يوجد أي حديث عن خروجه"، مشيرا
إلى أن القوى متماسكة لمواجهة التحديات التي تهدد اتفاق المرحلة الانتقالية،
لحمايته من "فلول النظام السابق وكتائب الظل والمؤتمر الوطني بأجهزته
القمعية"، بحسب تعبيره.
وحول آخر الجهود المتعلقة بصياغة الاتفاق وتشكيل
الحكومة، أفاد فريد بأن "قوى الحرية والتغيير توصلت إلى اختيار مرشحها لرئاسة
الوزراء، وستعلن عنه في الفترة القليلة القادمة"، رافضا الإفصاح عن هوية
المرشح.
اقرأ أيضا: هل تقوض الحركات المسلحة اتفاق "التغيير" و"العسكري"؟
ولفت إلى أنه "لم يتم الانتهاء من الصياغة
القانونية للاتفاق"، مؤكدا أنه "بعد انتهاء اللجان الفنية من الصياغة سيتم
الإعلان عن موعد التوقيع بالأحرف الأولى وموعد التوقيع النهائي"، دون تحديد
يوم محدد.
وحول مستقبل اتفاق المرحلة الانتقالية، قال انقابو
إن "الخطوط العريضة التي تم الإعلان عليها، ستؤدي إلى النتيجة المرجوة في حال
تعامل المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير كشريكين، والتزموا بهذا الاتفاق"،
مستدركا بقوله: "العقبة التي تواجه الاتفاق هي الحركات المسلحة".
وطرح انقابو نقطتين أساسيتين تضمن نجاح الاتفاق، "الأولى
تتعلق بتحقيق السلام الشامل والمصالحة الوطنية، والثانية من خلال إعلاء كل من
المجلس العسكري والحرية والتغيير المصلحة الوطنية، والظهور كشريكين خلال الفترة
الانتقالية، وصولا للدولة المدنية المنشودة".