هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق إيشان ثارور، يقول فيه إن كلا من الرئيس دونالد ترامب والنظام الإيراني لم يعد أمامهما خيارات، ولهذا السبب فإنهما يقتربان شيئا فشيئا من حافة الحرب.
ويجد ثارور في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أنه "مع أن الطرفين يؤكدان أنهما لا يريدان المواجهة العسكرية، إلا أن سلسلة من التصعيد في الخليج ومناطق أخرى تقلل من مساحة المناورة للطرفين، فالبيت الأبيض متمسك باستراتيجية (أقصى ضغط) التي تهدف إلى خنق إيران اقتصاديا عبر العقوبات، ومنع إيران عن تصدير النفط، وفي الوقت ذاته، يقوم النظام الإيراني بضرب أهداف سهلة، ناقلات نفط تعبر مضيق هرمز، في وقت تلقي فيه اللوم على إدارة ترامب وخيانتها لاتفاقية عام 2015، التي أدت إلى الأزمة الحالية".
ويشير الكاتب إلى مقال كتبه الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، قال فيه: "يعاقب الرئيس دونالد ترامب إيران والمجتمع الدولي ليس لأنها انتهكت المعاهدة النووية، بل لأنها التزمت بالاتفاق الذي وافق عليه المجتمع الدولي"، وأضاف: "بخروجها من الاتفاقية النووية فإن إدارة ترامب تحركت ضد مبادئ الحوار والتعاون وبناء التحالف، ورفضت قضية السلام".
ويرى ثارور أن "لا محيد عن المنزلق، فقد ظهر عدد من الوسطاء المحتملين مثل رئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وحتى السيناتور الجمهوري عن كينتاكي راند بول، دون أن تكون هناك أي إشارة عما ستكون الوساطة".
ويقول الكاتب إن "المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين يعززون من مواقعهم، ودخلوا في حرب كلمات، ويقومون بنوع من السذاجة بفحص الخطوط الحمراء لكل طرف، وفي الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بالضغط على كل مؤسسة وشركة تتعامل مع إيران، وفرضت قبل فترة عقوبات على شركة صينية، تواصل إيران كفاحها للبحث عن خطوط جديدة وطرق للتخفيف من حدة العقوبات".
ويلفت ثارور إلى أن "التوتر لا يزال في أوجه، خاصة عندما قامت وحدات من الحرس الثوري باحتجاز ناقلة النفط البريطانية (ستينا إمبيرو)، وهو تحرك تراه طهران انتقاما لاحتجاز ناقلة النفط (غريس وان) في مياه البحر المتوسط قرب جبل طارق، بتهمة انتهاك العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا".
ويفيد الكاتب بأن أمريكا أعلنت في الأسبوع الماضي أنها أسقطت طائرة إيرانية مسيرة، وقال قائد البحرية الإيرانية الأدميرال حسين خانزادي في يوم الثلاثاء، إن الطائرات الإيرانية المسيرة تراقب حركة السفن الأمريكية في الخليج كلها، مشيرا إلى أن المسؤولين الإيرانيين زعموا أنهم فككوا خلية تابعة للمخابرات الأمريكية "سي آي إيه"، وهو زعم نفاه الرئيس ترامب.
وتورد الصحيفة نقلا عن ترامب، قوله في تغريدة إن "قبض إيران على جواسيس (سي آي إيه) كذب وليس فيه ذرة من الحقيقة، وهي أكاذيب ودعاية جديدة (مثل إسقاطهم طائرة مسيرة)، وضعها نظام ديني ينهار بشكل كبير ولا يعرف ماذا يفعل، واقتصادهم ميت وسيزداد سوءا، إيران في حالة فوضى كاملة"، فيما أعلن وزير الخارجية البريطانية جيرمي هانت عن خطة لتشكيل وحدة أوروبية لحماية الملاحة البحرية في الخليج، مؤكدا أنها ستكون منفصلة عن خطط أمريكا لممارسة أقصى ضغط على إيران، ومحاولات إنشاء قوة دولية، وقد رفضت إيران الخطط الأمريكية أو أي تدخل في مجالها في الخليج.
ويقول ثارور إنه "بانتظار انفجار المواجهة بسبب الضربات المتبادلة، فإن المحللين يرون أن المواجهة قريبة، فبعد احتجاز ناقلة النفط البريطانية لا يعرف ماذا يخطط له الحرس الثوري الإيراني".
وتنقل الصحيفة عن الكاتب في "بلومبيرغ نيوز" بوبي غوش، تعليقه قائلا إن "احتجاز (ستينا إمبيرو) ليس مستغربا، وكان متوقعا أكثر من كونه مدهشا"، مشيرا إلى أن القراصنة الصوماليين قاموا باستخدام قوارب صيد صغيرة في السيطرة على ناقلات نفط أكبر حجما، وبأن الإيرانيين سيجدون أن المغامرات البحرية أغضبت العالم أكثر من تخويفه، وقال غوش إن هذه الأعمال هي "أقصى ما يمكن لإيران عمله ضد القوى الغربية".
ويقول الكاتب إنه على ما يبدو فإن ترامب وإدارته تورطوا مع إيران، وأجبروا نظاما في الزاوية على الرد، مشيرا إلى ما كتبه مايك غيغليو في مجلة "ذا أتلانتك"، بأن "حملة ترامب (أقصى ضغط) نجحت في دفع القيادة الإيرانية للتصرف على أنها منحرفة دوليا، وهو دور أرادت واشنطن تأكيده منذ وقت طويل"، وأضاف: "إيران تحقق النبوءة بنفسها وبأنها الشرير على المسرح العالمي".
ويؤكد ثارور أن "هذا ليس ما تحدثت عنه إدارة ترامب عندما خرجت من الاتفاقية النووية، التي قالت إنها ليست كافية للحد من نشاطات إيران لبناء قنبلة نووية، ولم تتعامل مع تأثيرها المثير للفوضى في الشرق الأوسط، وبعد الخروج زادت إيران من مستوى تخصيب اليورانيوم وجهودها في المنطقة".
وينوه الكاتب إلى أن "ترامب يواجه معضلة، فهناك أعضاء في داخل الحلقة المقربة منه وحلفائه في الخليج وإسرائيل من يريدون تغيير النظام في طهران، لكن الرئيس نفسه ليست لديه شهية لحرب جديدة، وراض بالحديث عن الغارة الصاروخية التي ألغاها، والسؤال هو عن المدة التي ستستمر فيها المواجهة الحالية قبل أن تنفجر إلى شيء خطير".
وتورد الصحيفة نقلا عن الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، الذي شغل في منصب قائد القيادة المركزية الأمريكية، قوله في تصريحات لشبكة "سي أن بي سي": "ليس من الواضح لي ما هي سياستنا حول المشروع النووي والصواريخ الباليستية والنشاطات الخبيثة".
ويختم ثارور مقاله بالقول إن "إدارة ترامب تركت الخيارات كلها مفتوحة، والرئيس راض عن نتائج الاستراتيجية الحالية، وربما يكون هذا ليس صحيحا، فإدارة ترامب تواجه عقبة في الطريق، كما تقول سوزان مالوني من معهد بروكينغز".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)