هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت مطالبة نائب بمدينة بنغازي شرق ليبيا للأمم المتحدة، بمحاكمة اللواء المنشق، خليفة حفتر، على الجرائم التي ارتكبها بالمدينة، تكهنات عدة حول تداعيات ونتائج مثل هذه الخطوة، وما إذا كانت ستلقى استجابة وجدية من المجتمع الدولي.
وقدم البرلمان الليبي عن "بنغازي"، جلال الشويهدي، مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طالبه فيها
بالتحقيق في الجرائم التي يرتكبها "حفتر" في الشرق الليبي من اختطاف،
وإخفاء قسري، وقتل خارج إطار القانون.
"لجنة تحقيق"
وطالب الشويهدي في مذكرته، التي
وصلت "عربي21" نسخة منها، الأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا بتشكيل لجنة
بأقصى سرعة للتحقيق، في كل جرائم القتل والاختطاف والإخفاء القسري، خاصة قضية
اختطاف النائبة عن بنغازي سهام سرقيوة.
كما طالب النائب بأن تراجع الأمم
المتحدة عمل بعثتها في البلاد، خاصة أن المبعوث الأممي، غسان سلامة، يحاول التسويق
لـ"حفتر"، رغم أن الأخير يشرف شخصيا على كل هذه الجرائم المذكورة، وفق
كلامه.
وتساءل متابعون للأمر عن مدى أهمية
ونجاح مثل هذه الخطوات في التأثير على سمعة "حفتر" دوليا؟ وهل يستمع أحد
لمثل هذه الشكاوي والمذكرات؟
اقرأ أيضا: ماذا وراء وصول قوات من "الأفريكوم" الأمريكية إلى غرب ليبيا؟
من جهته، أوضح البرلماني الليبي
صاحب المذكرة، جلال الشويهدي، في تصريحات لـ"عربي21"، أن هذه الخطوة مهمة، وأنها تسجيل موقف منه وفاء لمدينته ولزميلته البرلمانية سهام سرقيوة، وأن هناك
مواقف وخطوات أخرى سيُعلن عنها قريبا".
وأكد الشويهدي أن "هذه
المذكرة، وكذا بيان البرلمان المنعقد في طرابلس، وبيان النائبات كله، يدخل في إطار
الضغط على البعثة الأممية والمجتمع الدولي، كي يتحرك ويتخذ خطوات ملموسة ضد هذه
الجرائم، التي أصبحت موثقة وظاهرة للجميع"، وفق قوله.
"إحراج للأمم المتحدة"
من جانبه، رأى الباحث السياسي
الليبي، علي أبو زيد، أن "هذه المذكرة تعدّ شهادة مهمة من شخصية نيابية لها
صفة اعتبارية، وأنها تؤكد كل ما ورد في تقارير المنظمات المحلية والدولية عن
الحالة المتردية لحقوق الإنسان والحريات العامة، بل للوضع الأمني والاجتماعي في
الشرق".
وأشار أبو زيد في تصريحات
لـ"عربي21" إلى أنه "قد لا يكون لهذه المذكرة أثر كبير على المدى
القريب فيما يتعلق باتخاذ موقف دولي ضد الانتهاكات التي ترتكبها قوات حفتر، لكنها
ستحرج البعثة والمجتمع الدولي"، حسب رأيه.
وتابع: "كما أن هذه الخطوة
تؤكد أن مجلس النواب لا يمكن أن يلتئم من جديد تحت رئاسة عقيلة صالح، وأن مذكرة الشويهدي
والنائبات اللاتي التحقن بطرابلس خير دليل على ذلك"، كما صرح.
اقرأ أيضا: السراج يلتقي مسؤولا أمريكيا.. وتأكيد على أهمية وقف هجوم حفتر
وقال الناشط السياسي الليبي، محمد
خليل، إن "أهمية الخطوة أنها جاءت من عضو مجلس نواب عن بنغازي وبالتزامن مع
اختطاف عضوة مجلس نواب عن بنغازي أيضا، وهي سهام سرقيوة المعارضة لحفتر".
وعن أهميتها وجدواها، أضاف أنها
"ستفضح المزيد من انتهاكات حفتر وتصرفاته الوحشية، لكنها لن تحدث تأثيرا في
قرارات المجتمع الدولي المنحازة للأخير ومشروعه الديكتاتوري في ليبيا، لكن هذه
المذكرة ستكون مهمة في توثيق ما يفعله حفتر من انتهاكات في بنغازي وغيرها"،
وفق قوله لـ"عربي21".