هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ نيوز" تقريرا، أعده كل من ستيبان كرافنشكو وهنري ماير، تحت عنوان "طباخ بوتين يحضر الجنود للهجوم على آخر معقل للمعارضة في سوريا"، يتحدثان فيه عن استخدام روسيا للمرتزقة في المعركة الأخيرة على إدلب.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن روسيا تقوم بدمج مرتزقة استأجرهم حليف ثري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستخدامهم في الهجوم على مدينة إدلب، آخر معاقل المعارضة لنظام بشار الأسد.
ويفيد الكاتبان بأن المئات من المقاتلين بالأجرة "المرتزقة"، الذين يتبعون رجل الأعمال يفغيني بريغوجين، المعروف بطباخ بوتين؛ بسبب عقود توفير الطعام مع الكرملين، يتجمعون قرب مدينة إدلب، في شمال غرب سوريا؛ استعدادا للهجوم الأخير المتوقع في غضون أسابيع.
ويكشف الموقع أنه تم تنظيم المرتزقة على شكل وحدات مزودة بالمصفحات، تتكون كل منها من 50 مقاتلا، الذين يحظون بغطاء جوي روسي، وسيقومون بالعمل مع القوات التابعة للنظام، وستكون مهمتهم بناء ممرات هروب للمدنيين، بحسب ما قاله أحد الأفراد المطلعين على المخطط الروسي.
وينقل التقرير عن هذا الشخص، قوله إن المرتزقة سيخوضون بعد تحقيق هذا الهدف معارك شوارع من أجل تنظيف إدلب من المقاتلين الموالين لتنظيم القاعدة، الذين يسيطرون على المدينة، مشيرا إلى أن العملية لو تمت فإنها لن تنتهي إلا بعد عدة شهور.
ويقول الكاتبان إن بريغوجين لم يرد على رسالة في البريد الإلكتروني للتعليق، مشيرين إلى قول المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، إن القوات الروسية هي الجهة الوحيدة المخولة للمشاركة في إدلب، وبناء على اتفاقيات مع الجارة تركيا، التي تعد من أكبر النقاد للهجوم المتوقع.
ويلفت الموقع إلى أن السيطرة على إدلب تعني استعادة بشار الأسد السيطرة على المناطق التي خسرها منذ الحرب عام 2011 كلها، باستثناء شمال شرق البلاد الذي تتحكم فيه الجماعات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، وتريد إقامة منطقة حكم ذاتي عليها.
ويورد التقرير نقلا عن المحلل البارز في مجموعة "حوار الحضارات" في برلين، التي يدعمها حليف لبوتين، أليكسي مالشينكو، قوله إن نهاية الحرب الأهلية تعني السماح بالمصالحة وإعادة الإعمار، وأضاف: "لو استعاد الأسد السيطرة الكاملة على إدلب، فلن يكون هناك حديث للإطاحة به.. ستكون خطوة مهمة له ولروسيا".
ويفيد الكاتبان بأنه بعد دخول روسيا إلى سوريا دعما للأسد في عام 2015، فإن جيشه استطاع السيطرة على مناطق سابقة لتنظيم الدولة، وأخرى لجماعات حظيت بدعم السعودية ودول الخليج الأخرى وتركيا، ولم يبق منها سوى مدينة إدلب والمناطق المحيطة بها، إلا أن الهجوم عليها توقف بسبب وجود 3 ملايين مدني فيها، بالإضافة إلى مخاوف تركيا من موجة لجوء جديدة تتدفق نحو أراضيها، إلى جانب الملايين الذين فروا إلى تركيا منذ بداية الحرب.
ويستدرك الموقع بأن قوات النظام السوري كثفت من تقدمها، وبدعم من الطيران الروسي، في الأشهر الأخيرة، ما دعا الأمم المتحدة والولايات المتحدة للتحذير من كارثة إنسانية، مشيرا إلى أن عدد سكان المحافظة زاد أكثر من الضعف منذ بداية النزاع، الذي أجبر 5.6 مليون نسمة على النزوح من قراهم ومدنهم.
وبحسب التقرير، فإن إدلب أصبحت جزءا محوريا في جهود بوتين لكتابة دستور جديد يهدف لمنح المحافظات السورية نوعا من الاستقلالية، وخلق الاستقرار المطلوب لتبدأ عملية الإعمار، وجذب اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا والأردن ولبنان للعودة.
ويقول الكاتبان إنه من غير المعلوم إن كان الكرملين يقوم بتنسيق خططه العسكرية لإدلب مع تركيا، التي أقامت نقاط مراقبة عسكرية في المنطقة، مشيرين إلى أن تركيا وروسيا وإيران تقوم برعاية عملية إعادة الإعمار بعد الحرب، فوافقت الدول الثلاث على أسماء لجنة كتابة الدستور المكونة من 150 شخصا باستثناء واحد، ومن المتوقع الانتهاء من اللجنة في اللقاء الذي سيعقد في أنقرة يوم 16 أيلول/ سبتمبر الحالي.
وينقل الموقع عن بوتين، قوله بعد اجتماع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنهما وافقا على "إجراءات" إضافية "لتصفية مراكز الإرهاب" في إدلب دون تقديم تفاصيل، فيما هدد أردوغان بدوره بفتح الباب أمام اللاجئين السوريين للمرور إلى أوروبا.
وينوه التقرير إلى أن تقديرات تحدد عدد القتلى في إدلب منذ هجوم النظام بحوالي 4100 شخص، بينهم ألف مدني، مشيرا إلى أن الطيران الروسي كثف غاراته، فيما شنت الولايات المتحدة غارة جوية على موقع قالت إنه للجهاديين، الأمر الذي أغضب روسيا التي لم تتلق تحذيرا مبكرا، ما دعا إلى إجراء مكالمة بين الجنرال الروسي فاليري جيراسيموف ونظيره الأمريكي رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، وناقشا طرقا لتجنب الحوادث.
ويشير الكاتبان إلى أن العلاقات بين المتنافسين في الحرب الباردة وصلت إلى درجة متدنية بعدما قتل الطيران الأمريكي أكثر من 200 مرتزق تابع لبريغوجين، كانوا يحاولون التقدم نحو منشأة للنفط يسيطر عليها الأكراد في شرق سوريا، إلا أن مرتزقته، وبعضهم من الذين شاركوا في الحرب في شرقي أوكرانيا، حققوا نجاحات في سوريا، فأدوا دورا في استعادة مدينة تدمر التاريخية من سيطرة تنظيم الدولة.
ويلفت الموقع إلى أن الأسد يهدف من محاولات استعادة إدلب إلى فتح الطريق السريع الذي يربط المناطق الزراعية بمدينة حلب، العاصمة التجارية للبلاد، وذلك بحسب رأي الاستراتيجي في مؤسسة أبحاث السياسة في أنقرة، نهاد علي أوزجان.
وينقل التقرير عن الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي حاليا في موسكو، فلاديمير فرولوف، قوله إن بوتين سيساعد أردوغان بعد ذلك في إعادة تأهيل اللاجئين السوريين لبلادهم، و"سيستخدم بوتين إعادة اللاجئين من أجل إحراج الأوروبيين، وتحديدا إيمانويل ماكرون، من أجل تقديم الدعم اللازم لإعادة الإعمار".
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أن ماكرون أخبر زائره الروسي الشهر الماضي بضرورة وقف القصف على إدلب؛ لأن "الأطفال يموتون".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)