هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "سليت" مقالا للكاتب فريد كابلان، تحت عنوان "يوم الأربعاء العاصف لترامب"، يقول فيه إن مستوى جهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدم انسجامه وتشهيره بالآخرين دخل مرحلة جديدة.
ويقول كابلان في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "البعض كان يرى في ترامب رجلا يقف على الحافة، إلا أنه تجاوزها إلى الهاوية يوم الأربعاء، ولم يعد الرئيس المتقلب المتهور، فقد أصبح الرئيس الواهم".
ويشير الكاتب إلى أن "هناك عددا من الأدلة التي تم الحصول عليها، ومن كلامه، وعلى مدى يوم واحد، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكارثة التي جلبها على نفسه في سوريا، مثيرة للدهشة، وبدا واضحا أن ترامب وخلال سنواته الثلاث في الحكم لا يظهر معرفة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، وليست لديه فكرة عما يتحدث عنه، ويتصرف بتهور وعادة ضد المصلحة الأمريكية، إلا أن الأخبار الأخيرة ذهبت أبعد من هذا كله".
ويلفت كابلان إلى تصريحاته في المكتب البيضاوي بعد لقائه مع الرئيس الإيطالي عن الفوضى التي أحدثها في سوريا، قائلا: "يجب أن نتذكر أن خيانته للأكراد كانت واضحة في مكالمته الهاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 6 تشرين الأول/ أكتوبر، التي قال فيها إنه سيسحب كادرا من القوات الأمريكية في شمال سوريا، ونشر البيت الأبيض بيانا صحافيا حول المكالمة في ذلك اليوم، وقال فيه إن تركيا ستمضي قدما في خطتها في شمال سوريا، ولن تدعم القوات الأمريكية العملية أو تشارك فيها، ولن تظل القوات الأمريكية في المنطقة".
ويفيد الكاتب بأن "الأمر جرى، كما تحدث البيان، فخرجت القوات الأمريكية ثم دخلت تركيا، وبعد أيام غير الرئيس رأيه، بعد النقد الكبير، وهدد تركيا بتدميرها اقتصاديا لو لم تقم بسحب قواتها، وفي 9 تشرين الأول/ أكتوبر، كتب رسالة للرئيس أردوغان، التي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء، وتظهر جنونه، دعاه فيها (لعقد صفقة)، وقال فيها إن التاريخ سينظر إليه نظرة جيدة لو عقد الصفقة، وسينظر إليه دائما علة أنه شرير لو لم يعقدها، (لا تكن رجلا قاسيا ولا تكن رجلا أحمق)".
ويعلق كابلان قائلا: "لا حاجة للقول إن هذه ليست الطريقة المناسبة لإقناع قادة العالم، خاصة عندما لا تكون في موقف قوي، ومضى أسبوع على الرسالة ولم تعقد الصفقة، وكما قيل فإن أردوغان رمى الرسالة في سلة النفايات ومضى في حملته العسكرية، وكان ترامب يشتم أردوغان لأنه قام بأمر دفعه قبل أيام ليقوم بالعملية، وتم نشر هذه الرسالة بطريقة حصرية على قناة (فوكس نيوز)، ما يعني أن الرئيس نفسه كان يريد نشرها ليظهر بمظهر جيد، ثم أرسل ترامب نائبه مايك بينس ووزير خارجيته مايك بومبيو إلى أنقرة؛ للتفاهم حول صفقة دون أن تكون هناك تأكيدات من الجانب التركي بأن أردوغان يريد الصفقة".
وينوه الكاتب إلى أنه حتى قبل اللقاء أخبر ترامب الصحافيين أن ما يفعله الأتراك في سوريا أمر لا يعنيه، وتباهى في مؤتمره الصحافي مع الرئيس الإيطالي بأن انسحابه من سوريا كان "ذكيا من الناحية الاستراتيجية"، وقال إن النزاع بين الأتراك والأكراد أمر لا يعني أمريكا، وقال عن الروس الذين ملأوا الفراغ الأمريكي: "لو كان الروس يريدون المشاركة في شمال سوريا، فإن هذا أمر يخصهم ومتروك لهم"، ثم تحدث عن الأكراد وقال إنهم "ليسوا ملائكة"، بل إنه ذهب أبعد من ذلك في جلسة مع الصحافيين في مكتبه في البيت الأبيض، عندما قال إن حزب العمال الكردستاني أسوأ من تنظيم الدولة.
ويعلق كابلان قائلا إنه "بهجماته على الأكراد، وتجاهله الروس والنظام السوري وتركيا، لم يترك أي شيء لمبعوثيه بينس وبومبيو من أجل التفاوض مع الأتراك، ويعلم أردوغان وبشار الأسد وفلاديمير بوتين أنهم لن يلاموا على العنف؛ لأن ترامب غير مهتم".
ويقول الكاتب: "أخيرا في نهاية يومه التقى ترامب مع القادة الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، وبحسب عدة روايات فإن ترامب انفجر غاضبا عندما انتقدوا موقفه في سوريا، واتهم المتحدثة باسم مجلس النواب نانسي بيلوسي بأنها سياسية من الدرجة الثالثة، وذلك عندما اتهمته بأنه يسمح لروسيا بالحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط، وقال مخاطبا الديمقراطيين إن (الشيوعيين) هم في درجة تنظيم الدولة ذاتها، ووجه كلامه لهم قائلا: (أنتم قد تحبون هذا)".
ويشير كابلان إلى أنه عندما سئل عن هروب مقاتلي تنظيم الدولة من سجون الأكراد، رد قائلا إن على أمريكا ألا تقلق من إرهابيين بعيدين 7آلاف ميل عنها، لافتا إلى أنه في رد على سؤال من السيناتور تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، الذي استشهد فيه بكلام وزير الدفاع جيمس ماتيس، انفجر الرئيس غاضبا، عندما قال إنه "أكثر جنرال يبالغ في تقديره.. هل تعرف لماذا؟ لأنه لم يكن شديدا بما فيه الكفاية، أنا من أمسكت بتنظيم الدولة، أما هو فقال نحتاج عامين، لكنني أمسكت بتنظيم الدولة في شهر".
ويعلق الكاتب قائلا إنه "كلام غير صحيح؛ لأن القضاء على تنظيم الدولة تم بعد 20 شهرا من وصول ترامب إلى البيت الأبيض، ومن أسقط عاصمة الخلافة هو ماتيس، الذي كان يواصل سياسة باراك أوباما".
ويلفت كابلان إلى أن الديمقراطيين غادروا اللقاء، احتجاجا على إهانته، وقالت بيلوسي: "أعتقد أننا بحاجة الآن للصلاة من أجل صحته؛ لأن ما حدث كان انهيارا خطيرا للرئيس"، لكنه لم يتركها ورد عليها بتغريدة اتهمها بأنها هي التي انهارت.
ويجد كابلان أن تصرفاته وتخليه عن حلفاء أمريكا يكشفان عن أنه لا يهتم ويرسل رسالة للعالم بأن عليهم عدم الثقة بوعود أمريكا.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "هذا كله حدث بعيدا عن إجراءات محاكمة الرئيس، لكنه يشير إلى أن ترامب وصل إلى حد غير مقبول من عرقلة السلطة وإساءة استخدامها، فهل سيقنع هذا عددا من الجمهوريين لانتهاز الفرصة للتخلص من رئيس بدأوا ينظرون إليه على أنه خطير؟ وربما كان هذا الكلام قبل أسابيع مجرد تأويلات، لكنه اليوم أصبح قابلا للتصديق".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)