هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تبدو احتمالات قيام تنظيم الدولة "داعش" بأعمال انتقامية ردا على مقتل زعيمه أبي بكر البغدادي، غير مستبعدة، لكنها وفق قراءة خبراء بشؤون الجماعات الجهادية تحدثوا لـ"عربي21"، لن تحدث على المدى القريب، وخصوصا أن الرد على مثل هذه الضربة الموجعة، يتطلب مرحلة طويلة من التحضيرات ليكون ردا بالحجم المطلوب.
وما يصعب المهمة على التنظيم، هو
تعمّد الولايات المتحدة، كما يبدو، الإشارة إلى مشاركة أكثر من طرف في العملية
الاستخباراتية التي انتهت بمقتل البغدادي.
والسؤال هو: أي المناطق السورية
مرشحة للرد من تنظيم الدولة، ومن هي الأطراف السورية المستهدفة أكثر من غيرها؟
الرد مؤجل
الباحث بشؤون الجماعات الجهادية،
خليل المقداد، رأى في حديث مع "عربي21" أن "مقتل البغدادي أدخل
التنظيم في مرحلة ترتيب البيت الداخلي، من اختيار الخلف للبغدادي، ووضع الخطط
والاستراتيجيات للمرحلة القادمة".
وتابع أن رد التنظيم يعتمد على
امتلاكه للأدوات التي تساعده على تنفيذ ذلك، مستبعدا أن يقدم التنظيم على رد
ارتجالي اعتيادي، وقال: "المرحلة الصعبة التي يمر فيها التنظيم تجعل الرد
صعبا، وخصوصا أن الرد سيكون بمستوى الحدث".
وبسؤاله عن الجهة التي سيستهدفها
التنظيم بالدرجة الأولى، أجاب المقداد: "جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في
خطابه الذي أعقب مقتل البغدادي، على أكثر من جهة، حيث وزع ترامب الشكر لقسد،
وتركيا، وروسيا، والعراق"، مستدركا: "من غير الواضح هوية الجهة التي
سيستهدفها التنظيم بالدرجة الأولى، وهذا الأمر مؤجل إلى حين وضوح الصورة
أكثر".
اقرأ أيضا: اغتيال "البغدادي" يحرك انتقام "تنظيم الدولة".. أين وجهته؟
وأضاف المقداد أنه "لا يمكن حصر
نطاق الرد، غير أنه من غير المستبعد أن تكون المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا الهدف
الأقرب، إلى جانب النظام السوري".
وعلق بقوله: "معروف أن التنظيم
لا يستعجل الرد، واستراتيجيته تعتمد النفَس الطويل، ومن الواضح أن التنظيم سيختار
أهدافا حيوية وكبيرة، وذلك في حال كان لديه القدرة".
هيئة تحرير الشام و"قسد"
الأكاديمي والباحث بشؤون الجماعات
الإسلامية، عرابي عرابي، وصف نشاط تنظيم الدولة في سوريا بـ"الضعيف"
مقارنة بالمناطق الأخرى التي يتواجد فيها التنظيم.
وبالبناء على ذلك، قال عرابي
لـ"عربي21": "في حال قرر التنظيم الرد في سوريا، فسيكون رده هزيلا،
وعبر عمليات فردية تنفذها العناقيد التنظيمية في سوريا"، مضيفا أن
"مناطق سيطرة تحرير الشام، هي المناطق الأكثر ترجيحا لأن تشهد ردودا انتقامية
فردية من قبل التنظيم".
ووفق عرابي، فإن مناطق سيطرة قوات
سيطرة الديمقراطية "قسد"، هي الأخرى مناطق يُتوقع أن تشهد عمليات انتقامية من قبل التنظيم،
معتقدا أن "العمليات ستكون صغيرة، ومن دافع ذاتي، وليست من دافع استراتيجي
للتنظيم ككل".
وقال عرابي إن "استراتيجية
التنظيم الحالية موجهة اليوم لإثبات عدم انهيار الخلافة بمقتل البغدادي".
في انتظار تطورات إدلب
الباحث في شؤون الجماعات الجهادية،
حسن أبو هنية، قال إن "التنظيم سيحاول الإبقاء على عملياته التي تستهدف قسد
في الوقت الحالي، منتظرا التطورات في إدلب".
وتابع في حديث مع "عربي21": "من الواضح أن إدلب بانتظار معركة كبيرة بعد عملية نبع السلام، سينجم عنها
عودة للصراعات الجيوسياسية"، مضيفا أن "التنظيم يسير وفق خطة استنزاف طويلة المدى،
ولن يكون متعجلا بالرد، بانتظار ما ستؤول إليه أوضاع فصائل إدلب".