هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا يلقي الضوء على أسئلة مهمة بشأن عملية اغتيال الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، التي أشعلت موجة تصعيد جديدة، وغير مسبوقة، في المنطقة.
وأفادت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه بعد مرور أسبوع على اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، فإن العديد من كواليس العملية بدأت تتكشف، وبات من المهم الإجابة على جوانب كانت غامضة على مدار الأيام الماضية.
كيف تم تتبع قاسم سليماني من بيروت إلى بغداد؟
أوردت الصحيفة أنه في صباح يوم الخميس، الموافق للثاني من كانون الثاني/ يناير، هبط قائد قوة القدس في مطار دمشق في سوريا قبل أن يتوجه إلى بيروت.
وبعد مقتله، تم نشر صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للقائه بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، المطارد أيضا ولكن من قبل إسرائيل.
ويمكن أن نلاحظ في هذه الصور، وهو أمر نادر للغاية، بحسب الصحيفة، أن نصر االله كان لا يرتدي عمامته السوداء الرمزية، وذلك بعد بضع ساعات من النقاش حول التوتر المتزايد في العراق، الذي تغذيه الميليشيات الشيعية الموالية لإيران التي حاولت قبل يوم واحد اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد.
وفي وقت متأخر بعد الظهر، توجه سليماني إلى دمشق حيث سافر في رحلة جوية منتظمة تابعة لأجنحة الشام للطيران، متجها نحو بغداد.
وبحسب الصحيفة، فقد تم تأجيل المغادرة، التي كانت متوقعة عند حدود الساعة الثامنة وعشرين دقيقة مساء حتى الساعة العاشرة وعشر دقائق ليلا بالتوقيت المحلي.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة أجنحة الشام للطيران خضعت لعقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بسبب "نقل معدات عسكرية إلى سوريا"، وفي منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر، بدأت وزارة النقل السورية بتجميد أصول مالك الشركة، رجل الأعمال عصام شموط.
وتابعت الصحيفة أن الطائرة هبطت في حدود منتصف الليل و32 دقيقة بمنطقة الشحن في مطار بغداد، وحسب مصدر عراقي "لم يمر سليماني عبر محطة الركاب".
في تلك الليلة، استقبل قاسم سليماني ذراعه الأيمن، العراقي أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، التي قتلت ميليشاتها مقاولا أمريكيا في قاعدة عراقية.
وتضيف "لوفيغارو" أن الرجلين ومرافقيهما تجاذبوا أطراف الحديث في القاعة المخصصة للرؤساء، التي كان صدام حسين يستخدمها لضيوفه المميزين. وبعد بضع دقائق، استقل كلاهما سيارات من نوع تويوتا أفالون، التي تحولت إلى حطام في تمام الساعة 12:45 صباحا بصاروخ هيلفاير الذي أطلقته طائرة دون طيار.
من أين أقلعت الطائرة دون طيار؟
بعد ظهر يوم الخميس، الموافق للثاني من كانون الثاني/ يناير، ذهب فريق من الأمريكيين إلى المطار لإلغاء تنشيط الرادارات المدنية، وذلك حسب تصريحات نائب عراقي سابق للصحيفة.
ووفقا لأحد أخصائيي الطيران "ربما أراد الأمريكيون قطع اتصال ذاكرات الرادارات لمحو كل آثار النيران التي أطلقتها الطائرة دون طيار".
اقرأ أيضا: WSJ: هذه الدولة ساهمت بنزع فتيل حرب بين أمريكا وإيران
والجدير بالذكر أن طائرة "أم كيو-9 ريبر" هي التي تم استخدامها لاغتيال سليماني، وهنالك احتمالان لمكان انطلاقها، إما من الكويت أو على الأرجح من قطر، حيث تقع أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط.
في اليوم التالي، زار وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، طهران، وحسب أحد الخبراء في الخليج العربي، كان من المهم أن تحافظ الدوحة على صورتها في أعين الإيرانيين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مباشرة بعد الاغتيال، قام فريق من العراقيين المقربين من إيران بتفتيش المطار، وذلك وفقا لشاهد وصل في رحلة أخرى.
كما اعتقلت السلطات أشخاصا يعتقد أنهم تواطؤوا مع الأمريكيين، ومن المهم الإشارة إلى أن شركة "جي 4 إس" البريطانية تساهم في تأمين عمليات التفتيش بالمطار، بحسب الصحيفة.
هل لعبت إسرائيل دورا في اغتيال سليماني؟
عندما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصفية قاسم سليماني، بعد وقت قصير من محاولة الهجوم على السفارة الأمريكية ببغداد في 31 كانون الثاني/ ديسمبر، لم يكن لدى أجهزة المخابرات الأمريكية التي كانت تتعقبه لفترة طويلة الموقع الدقيق لهدفهم، وذلك وفقا للصحافة الأمريكية.
إلا أن واشنطن كان لها "آذان كبيرة"، بحسب الصحيفة، في تلميح إلى إسرائيل.
أثناء مراقبة حسن نصر الله، هل قدم الموساد موقع سليماني ببيروت؟
ذكرت الصحيفة أن إسرائيل كانت في البداية حريصة إلى حد ما على تصفية أحد أعدائها الرئيسيين. كما شكك العديد من الخبراء في أن الولايات المتحدة بحاجة إلى مساعدة إسرائيلية.
في المقابل، شكك أحد المتخصصين في أنه "كان من الممكن أن تكون مساهمة إسرائيل مهمة في منطقة يقل فيها عدد مجسات الأميركيين أو عندما يكون من الضروري نشر عملاء استخبارات، ولكن هذا لا ينطبق على العراق ولبنان".
هل جاء برسالة مصالحة إلى السعودية؟
أشارت الصحيفة إلى تصريح لرئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبد المهدي، جاء فيه: "كان من المفترض أن أقابل سليماني في يوم مقتله، لقد جاء ليسلم رسالة من إيران ردا على الرسالة التي أرسلناها من السعودية إلى إيران".
وبالنسبة للولايات المتحدة، بعيدا عن العمل للوساطة بين الرياض وطهران، جاء سليماني لإعداد حملة من الهجمات ضد الأمريكيين في العراق. في المقابل، لم تستطع واشنطن تقديم أي دليل يدعم هذه الأطروحة.