فشلت العروض
الرمضانية التي تقدمها مراكز التسوق والمحلات الكبرى في كسر
الركود الذي يضرب الأسواق
المصرية على خلفية تفشي وباء فيروس كورونا.
وفي مشهد لافت غابت مظاهر احتفال المصريين بشهر رمضان تأثرا بأزمة انتشار جائحة كورونا الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية في 11 آذار/ مارس الماضي جائحة عالمية.
وبدا المعروض بالأسواق المصرية من فانوس رمضان وأنواع الزينة أقل بكثير من النسب المعتادة سنويا والتي كان يتم استيراد نسبة منها من الصين وطرحه بالأسواق قبل رمضان بشهر أو أكثر، فيما أصاب الركود أسواق
الياميش والمكسرات.
"اختفاء فانوس رمضان"
وفي جولة لمراسل "عربي21"، بحي شبرا مصر الشعبي شمال القاهرة وأحد أكبر أحياء العاصمة سكانا، لم يرصد وجود محال خاصة ببيع الفوانيس على أشكالها وأحجامها وأنواعها كما في السنوات السابقة، إلا أن بعض المحال تعرض بجانب بضائعها الأساسية بعض الفوانيس بكميات أقل.
وتوقفت مصانع وورش فوانيس رمضان عن العمل بعد قرار السلطات بتخفيف التجمعات في المصانع تخوفا من انتشار كورونا، ما يؤثر بشكل كبير على المعروض من التصنيع المحلي لفانوس رمضان.
وينتج المصنعون المصريون محليا نحو 4 ملايين فانوس سنويا، إلى جانب ما يتم استيراده من الصين، فيما يتراوح سعر الفانوس هذا العام ما بين جنيهين اثنين وأربعمائة جنيها، حسب تصريح صحفي، لنائب رئيس شعبة لعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية بركات صفا.
وعلى الرغم من انتشار الجائحة العالمية من الصين قبل نحو 4 أشهر من قدوم شهر رمضان، إلا أن المستورد المصري لم يتأثر لقيامه باستيراد حاجاته من الصين قبل 6 أشهر.
"ركود تمور الساحل"
ورغم أن التجار يطلقون كل عام اسم أحد المشاهير مثل اسم لاعب مصر في ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، على أجود أنواع البلح والياميش إلا أن كورونا تسببت في ركود حركة الشراء والبيع وتجارة ياميش رمضان.
ومع أن حي "الساحل" المطل عن نيل القاهرة (شمال)، من أهم مناطق تجارة الجملة وتوزيع تمور وبلح وياميش رمضان من اللوز والبندق وقمر الدين والزبيب وجوز الهند، إلا أن المنطقة التي تشمل عدد كبير من المخازن أصيبت بركود كبير ولا يوجد بها "فرش" فعلي ككل عام لبيع التمور وغيرها.
أحد العاملين بمخزن للبلح بمنطقة الساحل، قال لـ"عربي21": "بسبب كورونا والحظر لابيع ولا شراء، ولا مجال للمقارنة بالأعوام السابقة"، موضحا أن "خسائر موسم رمضان كبيرة وستطال التجار والمنتجين حتى لو انتهت أزمة كورونا مع بداية رمضان"، مشيرا إلى أن منع السلطات التجار من إقامة الشوادر بالمدن والميادين أثر سلبا على جميع التجار.
وكشف رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية، رجب العطار، عن وجود ركود كبير في بيع الياميش والمكسرات مشيرا إلى أن جميع البضائع المستوردة مازالت في مخازن وثلاجات التجار ولم تتحرك الأسواق لبيعها، متوقعا خسائر فادحة وإفلاس بعض التجار.
وأشار في تصريحات تلفزيونية وأخرى صحفية، إلى أن فاتورة استيراد ياميش رمضان أقل من العام الماضي الذي سجل40 مليون دولار، وأن جميع أنواع المكسرات تم استيرادها ودخلت الأسواق قبل أزمة كورونا.
"عروض المولات"
وبالحديث إلى عدد من الأهالي، عن رغبتهم الشرائية وقدرتهم على اقتناء احتياجات الشهر الكريم، أجمعوا على أنهم لا يفكرون إلا في شراء الحاجيات الأساسية والطعام فقط دون الدخول في تفاصيل شراء أية كماليات حتى ولو كانت مرتبطة بشهر رمضان.
وأشارت سيدة مصرية إلى أنها كل عام وقبيل شهر رمضان تتابع عروض المولات الشهيرة والمحال الكبرى في القاهرة لمقارنة أسعار احتياجات رمضان وشرائها قبل الشهر بنحو أسبوعين، مؤكدة أنها لم تفعل ككل عام.
وأضافت لـ"عربي21"، أنها تابعت عروض الأسعار عبر مواقع التواصل، ورغم أنها أقل سعرا بنسبة ما عن السنوات الماضية لكنها لن تشتري إلا الضروي فقط، موضحة أن الأزمة لا نعرف متى ستنتهي.
وقال صاحب مقلى لب ومقرمشات بحي شبرا مصر: "كل عام نقدم عروضا وتخفيضات في هذا الموسم السنوي ولكن هذا العام لم تفيد العروض في جذب صغار التجار"، موضحا لـ"عربي21"، ان "حظر تحرك المواطنين وانتشار كورونا أثر على حركة البيع بشكل كبير".
ذلك الحديث ينسحب أيضا على صناعة الكنافة والقطايف وحلويات رمضان الشهيرة في مصر إلى جانب أطعمة السحور مثل الفول والتي تعد موسما سنويا لكثير من العمالة المؤقتة وللمصانع والمحال التجارية، حسب مواطنون تخوفوا في حديثهم لـ"عربي21"، من شراء أي مأكولات جاهزة وبينها الكنافة في ظل انتشار كورونا.
وتوقع الخبير الاقتصادي الدكتور علي عبدالعزيز، مزيدا من انخفاض الطلب بالأسواق مع استمرار حظر تحرك المواطنين، وتركز إنفاق كثير من الأسر على المستلزمات الطبية وتخوفهم من مستقبل الأزمة".
وأشار أيضا إلى أن حالة الركود تلك "قد تكون بسبب تعطل نسبة كبيرة من العاملين وانخفاض دخلها، وقد يكون بسبب توقف كثير من مصانع وشركات القطاع الخاص".
ويتوقع الخبير الاقتصادي أن تستمر الأزمة حتى حزيران/ يونيو المقبل، وألا تعود الأسواق لطبيعتها قبل شهر أو اثنين من انتهائها.