ملفات وتقارير

كارثة بيروت تذكّر بمخاطر مشابهة حول العالم.. إحداها باليمن

تسببت كارثة بيروت بمقتل نحو 137 شخصا وإصابة أكثر من 5 آلاف- جيتي
تسببت كارثة بيروت بمقتل نحو 137 شخصا وإصابة أكثر من 5 آلاف- جيتي

ارتفع عدد قتلى كارثة انفجار مرفأ بيروت إلى نحو 137 شخصا، وأكثر من 5 آلاف مصاب، فيما شرعت السلطات بالتحقيق مع عدة جهات، بينها مسؤولون بالموقع المنكوب.

 

الكارثة التي تسبب بها انفجار نحو 2750 طنّا من مادة نترات الأمونيوم الخطيرة، تبيّن أن خللا لدى إحدى الجهات الرسمية في لبنان هو سبب مباشر أو غير مباشر في ذلك، إذ ظهر أن هذه المواد متواجدة في مرفأ بيروت منذ نحو سبع سنوات.

 

هذه الحادثة ذكّرت بشحنات وسفن تحمل مواد خطيرة، وأخرى تتسرب منها مواد قابلة للاشتعال، متواجدة في عدة دول بالعالم بينها اليمن.

 

صافر

ناقلة نفط ضخمة رست قبالة سواحل الحديدة، تعد خطرا حقيقيا على اليمنيين، والبيئة في البلاد.

 

وذكر وزير الإعلام في الحكومة الشرعية باليمن، معمر الأرياني، أن الناقلة صافر المتواجدة قرب ميناء رأس عيسى في البحر الأحمر منذ 2015، تحتوي على نحو مليون برميل نفط خام، ويمنع الحوثيون وصول أي فريق أممي لصيانتها، إذ تعاني من التسرب وتواجه خطر الغرق.

 

ما زاد من خطر غرق أو انفجار السفينة، هو دخول المياه إلى محرّكها، بسبب تزايد ارتفاع منسوب المياه داخلها نظرا لغرقها التدريجي.

 

يرد الحوثيون بالقول إن السفينة التي صنعت في اليابان سنة 1976، تم السماح لفريق أممي بمعاينتها، إلا أن الأخير لم يعط موعدا لصيانتها.

 

وبحسب خبراء في البيئة، فإنه في حال تسرب النفط بشكل كلي من السفينة، فإن ضرره سيصل إلى قناة السويس في مصر، وخليج العقبة بالأردن، والسودان وأرتيريا والصومال وجيبوتي.

 

اقرأ أيضا: هل يمكن أن يكون انفجار لبنان مدبرا.. ما علاقة الموساد؟

الصين وجنوب شرق آسيا

تشكّل الصين ودولا في جنوب شرق آسيا (إندونيسيا والفلبين) خطرا حقيقيا على السكان المحاذيين للسواحل، ففي عام 2019 فقط تحطمت 12 سفينة في تلك المناطق.

 

الخوف يكمن في حال كانت بعض السفن المحطمة تحمل مواد قابلة للتفجير، أو الإضرار بالبيئة، لا سيما أن سكان تلك المناطق يعتمدون بشكل كبير على الصيد من البحر.

 

بحسب تقديرات، فإن أسباب ارتفاع تحطم السفن، الذي وصل إلى 228 سفينة في السنوات العشر الماضية فقط في تلك المنطقة، يعود إلى ازدحام الممرات المائية بالسفن التجارية، وكثرة تعرض المنطقة للأعاصير، إضافة إلى مشكلات متكررة في السلامة العامة لتلك المراكب.

 

البرازيل وفنزويلا

في تشرين أول/ أكتوبر الماضي، انسكب النفط على امتداد آلاف الكيلومترات في السواحل البرازيلية، وصل إلى نحو تسع ولايات في الجهة الشمالية الشرقية من البلاد التي تقع في أمريكا الجنوبية.

 

وما صعب من التخلص من كميات النفط الكبيرة، أو العثور على مصدرها، هو ثقل مادة النفط الخام الأمر الذي يدفعها للغوص في أعماق البحار، فيما يطفو بعضه على السطح، ويغطي الأسماك والنباتات المرجانية.

 

ولم تستبعد السلطات البرازيلية أن يكون تسرب النفط بهذه الكميات الضخمة ناتج عن عمل إرهابي متعمد يستهدف البلاد وسط تلميحات بأنه قادم من فنزويلا، فيما وضع أخصائيون عدة احتمالات مثل تحطم سفن قديمة، أو تسرب من سفن غارقة في عمق البحر، أو نتيجة لنقل خاطئ من سفينة إلى أخرى.

 

يقول خبراء إنه إذا تمت عملية نقل النفط من سفينة لأخرى في الليل بعيدا عن الأعين، فإن تمزق خرطوم النقل يعني ضخ 600 طن في المحيط في مدة تتراوح بين 20-30 دقيقة فقط.

 

يخشى مختصو البيئة من تأثر كميات النفط المنسكبة بكثرة على المخلوقات البحرية، التي يتغذى سكان البرازيل عليها، وهو ما يعني الإضرار بالسكان. 

 

في فنزويلا، وقبل كارثة بيروت بيومين فقط، انسكبت كميات كبيرة من النفط في ساحل ولاية فالكون غربي البلاد، وهي المنطقة المعروفة بكثرة محمياتها الطبيعية.

 

بحسب رئيسة اللجنة البيئية في الجمعية الوطنية المعارضة، ماريا هيرنانديز، فإن هذا التسرب النفطي يشكل خطرا داهما على الحياة البحرية، وإمدادات المياه نحو الشاطئ.

 

وبحسب هيرنانديز، فإن هذا التسرب الضخم قد يهدد أحد أروع السواحل الفنزويلية، ويقضي على السياحة فيها.

 

تحايل خطير
قالت شركة "AGCS" لإدارة المخاطر، ومقرّها برلين، إن الكثير من سفن الشحن لا تتعامل مع المواد الخطرة على متنها بشكل جدّي، إذ يحاولون إخفاء ماهية تلك المواد عن السلطات المختصة؛ لتجنب أي عراقيل متوقعة.

وأوضحت الشركة في تقرير اطلعت عليه "عربي21"، أن مادة "هيبوكلوريت الكالسيوم"، على سبيل المثال، حاولت العديد من الناقلات البحرية إخفاء أنها تحملها من المرافئ، رغم أنها سامة، وقد يسبب انسكابها خطرا بانبعاث مادة الكلور السامة.

وذكرت الشركة في تقريرها أن هناك مسؤولية على السلطات المختصة في الجمارك والمرافئ، إذ باتت اليوم شروط الحصول على ترخيص لنقل المواد الخطرة معقدة للغاية، وهو ما يدفع بشركات الشحن لمحاولة إخفائها.

بحسب دراسة أجرتها هذه الشركة الألمانية، فإن مكتب الشحن الوطني بنيويورك توصل إلى أن معظم الحاويات التي تنقل عبر سفن الشحن بها مشاكل غير معلنة، أو مخزنة بشكل غير صحيح. 

المثير في التقرير، أن مسؤولي المرافئ والجمارك يتغاضون عن جل هذه المشاكل، ويركّزون بشكل مبدئي على جاهزية موظفي السفينة في التعامل مع أي مخاطر قد تنتج عن هذه المواد.

 

 

المصادر:

 

AGCS: شركة عالمية تقدم استشارات حول الحوادث والتأمين.

 

"gCaptain": موقع مختص بأخبار البحار وحركة النقل فيها.

 

"BBC"

 

التعليقات (1)
وائل
الجمعة، 07-08-2020 05:55 ص
قضاء وقدر ولا حادث يشبه الآخر لا في الزمان ولا في المكان وعلى الشعوب العربية التحلي بالقوة والصبر والتمسك بحكامها واتباع نصائحهم وحكمهم ومثلما قاومت مصائب كثيرة لا تعد ولا تحصى عليها الاستعداد لمواجهة كوارث الاشعاعات النووية ديدمونة الضبعة براكة وغيرها كذلك الاستعداد لمواجهة أخطار سد النهضة المتنوعة