هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث كاتب إسرائيلي، عن فوائد التطبيع أو التقارب مع السودان، وما سيحققه من مصلحة ثلاثية، تتعلق أولا بقطع إمدادات السلاح عن حركة حماس، وثانيا بمواجهة التهديد التركي وثالثا وقف التمدد الصيني.
وأوضح أمنون لورد في مقال نشر بصحيفة
"إسرائيل اليوم" العبرية، أنه "بخلاف التطبيع مع الإمارات، فإن
للعلاقات مع السودان معنى تاريخيا، في إطار علاقات العداء التاريخية للعالم العربي
مع إسرائيل".
وتابع: "السودان لم يكن فقط
رمزا لمؤتمر الخرطوم عام 1967، الذي أعلن فيه: لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف
بها ولا تفاوض معها"، وكانت حتى وقت أخير مضى جبهة داخلية لوجستية للمنظمات
في الشرق الأوسط؛ حزب الله، منظمات جزائرية، حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكانت هناك مخزونات من الأسلحة لهم".
ونوه إلى أن الأمر بالنسبة
لـ"إسرائيل"، "يتعلق بحركة حماس، فقد كان السودان حليفا
لإيران، التي بعثت لميناء بورت سودان سفنا قتالية وأخرى ناقلة، وخرجت محاور توريد
السلاح من طهران إلى حماس من السودان عبر مصر إلى سيناء، ووجدت أخيرا طريقها
لغزة".
وقال: "حتى بالنسبة لروائع
السلاح مع مصر، الذي في إطاره سلمت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، مقدرات النفط ومقدرات
الطبيعة، وبالطبع اقتلعت مقابله كل المستوطنات، بما في ذلك بالطبع الموقع في شرم
الشيخ".
اقرأ أيضا: بومبيو يغرد عن "التطبيع" بعد وصوله البحرين.. هذا ما دعا إليه
ورأى الكاتب، أن "فك السودان
ارتباطه بالحلف مع إيران في أعقاب حرب اليمن والعلاقات معه التي لم تنضج بعد إلى
سلام كامل، تشكل ثورة على المستوى الاستراتيجي الإقليمي، فالشرق الأوسط يمر بما
يسميه المحللون البلقنة المتسارعة".
وتابع: "دول تتفكك، وقوى عظمى
مهددة تطلق أذرعها في كل صوب، وبشكل عام، كان يكفي الإشارة إلى أن السودان انتقل
إلى جانب السعودية في الصراع الشرق أوسطي ضد إيران".
ومع هذه التطورات، أكد لورد، أن
"الوضع خطير، وإيران ليست كل القصة، فالصراع الاستراتيجي على البحر الأحمر
أصبح ساخنا، كما أن السيطرة على الجانب السوداني من البحر الأحمر تحسن وضع إسرائيل
والولايات المتحدة".
وذكر أنه "تنبش في المنطقة
الصين وتركيا، التي نقل عن رئيس "الموساد"، أنه يرى فيها تهديدا أمنيا
في المدى الأبعد أكثر من ايران، وقوتها، كما وصفها، قابلة للانكسار"، لافتا
أن "السودان شكل إقليما لعبور السلاح عبره إلى ليبيا، حيث تستثمر تركيا أكثر
وأكثر".
وفي هذا السياق، "من المهم أن
نذكر أن الاختراق الأول بين الدول الإسلامية كان في تشاد، جارة السودان وخلف
ليبيا"، بحسب الكاتب الذي لفت إلى أن "كل هذه المعركة ضد إمبريالية
"الإرهاب" والتوسع المهدد من جانب الصين، تلقى جوابا في ارتباط المحور
العربي مع إسرائيل وبإسناد الولايات المتحدة".
وفي المقابل، "تعاني أوروبا من
مرضها التاريخي "نزعة المصالحة"، ورفضت فرنسا، ألمانيا وكل الباقين
الارتباط بالولايات المتحدة في الجهود لاستئناف حظر السلاح على إيران".
وقدر أن "الصعود المحتمل لرئيس
جديد في الولايات المتحدة، جو بايدن، من شأنه أن يضعف صمود الشرق الأوسط ضد تركيا،
إيران، روسيا والتهديد الزاحف للصينيين، مثلما في الماضي، فإن مظاهرات ودية تجاه
إسرائيل تستهدف ضمن أمور أخرى ربح العلاقة الأمريكية".
ورأى أن
"السودان، الذي على مدى الأجيال أدار دعاية معادية لإسرائيل في أوساط سكانه،
لا يزال صعبا بعض الشيء أن يصل إلى المستوى الأعلى في علاقات التطبيع مع الدولة
اليهودية".