هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت
صحيفة عبرية، أنه في ظل الدوافع الشخصية لتحقيق الذات والربح لدى الجنود في "الجيش
الإسرائيلي" والابتعاد عن الخدمة القتالية التي تشكل لب الخدمة العسكرية، سيكون
من الصعب علينا الانتصار في الحرب التالية.
وأوضحت
صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها موتي شكلار، أن تفشي كورونا
وجهود التطعيم والانتخابات القريبة "تدحر عن جدول الأعمال مواضيع مهمة من شأنها
أن تكون مادة متفجرة تعرض وجود المجتمع الإسرائيلي للخطر".
وأضافت:
"وباء كورونا وباقي المواضيع ستحل عاجلا أم آجلا، ولكن مواضيع اجتماعية وقيمية
ستبقى معنا إلى الأبد"، منوهة إلى أنه "من معطيات نشرها يوسي يهوشع في الصحيفة
عن صورة العاملين في وحدة "8200" وأمثالها، يتبين أنه كلما كانت الأمور أكثر
يسرا من ناحية اقتصادية، تكون نسبة العاملين في هذه الوحدات أعلى من نصيبها بين السكان،
بينما في مدن المحيط ترتسم صورة معاكسة".
ونوهت إلى أن "الخريطة الديمغرافية تعبر عن الفجوة الكبرى والآخذة في الاتساع بين المركز
والمحيط، مثل الفجوات القائمة في مجال الصحة، والتعليم العالي وغيرها، وأما الجيش الإسرائيلي
من جهته، فإنه يتخذ أعمالا كهذه وأخرى كي يشجع الشبان من المحيط للوصول إلى هذه الوحدات، وهو
أمر هام بحد ذاته، ولكن المشكلة التي نواجهها ليست فقط في قيمة المساواة وتقليص الفجوات".
اقرأ أيضا: رجل أعمال إماراتي: هدفنا أولا بناء علاقات "عائلية" مع "إسرائيل"
ورأت
الصحيفة، أن "التحدي الأهم الذي لا ينكب المجتمع على الاهتمام به، أن قيمة الخدمة
القتالية التي تشكل لب الخدمة العسكرية انتقلت إلى الهوامش، فالخدمة الاعتبارية ليست
في الوحدات الميدانية بل في الوحدات التي من خلالها يمكن رفع المرابح في الحياة المدنية
إلى الحد الأقصى".
وأكدت
أن "هذه المسيرة الخطيرة ستؤدي بالضرورة لشرخ اجتماعي، عبر صورة اجتماعية معنية
تخدم في الوحدات "الاعتبارية" مثل "8200" وصورة اجتماعية أخرى تخدم
في الوحدات الميدانية"، منوهة إلى أنه "كي يجند المقاتل قوى نفسية ويعرض حياته
للخطر، فهو يحتاج لأن يشعر بأن المجتمع خلفه، وفي عالم الخدمة في الجيش الإسرائيلي
الذي فيه تحقيق الذات فقط ومكان التأهيل المهني، سيكون من الصعب الانتصار في الحرب
التالية".
وأشارت
"يديعوت" إلى أن "الاهتمام في السنة الأخيرة ركز في الشرخ الداخلي المتعمق
في المجتمع الإسرائيلي بالعموم ومع المجتمع الأصولي بالخصوص، وأساس الشرخ مع الأصوليين
ينبع أساسا من تغيبهم عن الخدمة العسكرية".
ونبهت
إلى أنه "في حال كانت الأغلبية الساحقة من الجنود القتاليين سيأتون من المحيط
الاجتماعي والجغرافي فسينشأ بالضرورة شرخ إضافي، أخطر بكثير"، معبرة عن أسفها
لأن "محافل إسرائيلية مختلفة تتعاطى مع الخدمة القتالية ليس كضرورة لا بد منها
بل كفهم مادي".
اقرأ أيضا: خلافات الاحتلال الداخلية تشتعل.. والليكود يهاجم ساعر المنشق
وبينت
أن "كثرة الكيباهات (غطاء رأس) المنسوجة في الوحدات القتالية وفي أوساط الضابطية
القتالية تعزى للتعليم القومي وليس كرغبة لتقديم مساهمة قصوى للمجتمع، والمساواة بالنسبة
لهم تكمن فقط في خدمة النساء في الوحدات القتالية، وبعضهم لا يسمحون لقادة الجيش أن
يدخلوا بوابات مدرستهم كي يشجعوا تلاميذها على الخدمة ذات المغزى".
ومن
أجل مواجهة هذا التحدي بحسب الصحيفة "ينبغي تبني نهج يقضي بأن الجيش والمجتمع
الإسرائيلي هما واحد، والجيش كجيش للجمهور يرى في الخدمة القتالية جوهر الخدمة، وهذا
هو الخط الذي يقوده رئيس شعبة القوى البشرية، اللواء موتي الموز".
وتابعت:
"مطلوب تغيير اجتماعي وقيمي عميق، من خلال نفض المنظومات في حقل التعليم، والإعلام
والثقافة، لإعادة قيمة الخدمة كرسالة"، منوهة إلى أن "حكماء صهيون يمجدون إنارة
الشموع، بينما الانتصار العسكري يحتل مكانا هامشيا في مذهبهم، وفي حكمتهم يفهمون جيدا أنه بدون عظمة الروح، سيكون من الصعب الانتصار في الحروب".