هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحاول سيدات أردنيات،
وسوريات محاربة فيروس كورونا، والفقر معا يدا بيد من خلال حياكة الكمامات الطبية
وتوزيعها على المحتاجين من أسر اللاجئين والمجتمع المحلي المستضيف لهم في مدينة
المفرق (شمال شرقي عمان) التي تعتبر من إحدى أكبر المدن المستضيفة للاجئين
السوريين.
من درعا إلى المفرق
تجد هند التي فرت من
لهيب الحرب في سوريا في هذه المبادرة فرصة لها لإعالة عائلتها وأحفادها بعدما توفي
زوجها وابنها وزوجته تحت القصف في مدينة درعا السورية، لتلجأ إلى الأردن عام 2013
وتستقر في مدينة المفرق.
وتقول
لـ"عربي21": "نحن اشتغلنا عن طريق مركز الأميرة بسمة، في جائحة
كورونا أنتجنا كمامات للوقاية من الفيروس، والحمد لله الإنتاج جيد، وعملنا في
البداية في الخياطة، لنتحول لإنتاج الكمامات، ونرغب في أن يتطور المشروع أكثر
لإنتاج ملابس الصلاة، والملابس الخاصة بالمدرسة".
وأضافت أن "المشروع
ساعدني ماديا في ظل جائحة كورونا، ووفر مدخولا ماليا، كما أنه ساهم في التواصل مع المجتمع
المحلي، فقد واجهت صعوبات عندما أتيت للأردن، لكن بسبب هذه المبادرات فقد أصبحنا
فاعلات في المجتمع المحلي".
وانطلقت المبادرة
الشهر الماضي ضمن مشروع لجان الدعم المجتمعي هو مشروع دامج بين المجتمع المحلي
الأردني ومجتمع اللاجئين بين منظمات أممية ومحلية.
وتعمل هند إلى جانب
سيدات أردنيات في حياكة الكمامات مقابل أجر شهري.
تمام صويت عضو لجنة المفرق
للدعم المجتمعي (جهد)، تقول لـ"عربي21" حول المبادرة "مبادرة مشغل
سمارت للخياطة جاءت ضمن احتياج المجتمع المحلي في ظل جائحة كورونا بعض المستلزمات
مثل إنتاج كمامة بمواصفات معايير الوقاية، وكان الهدف منها تمكين الاقتصادي
للسيدات اللواتي بلغ عددهن 20 سيدة ثم توسعنا لاحقا لاستهداف 40 سيدة ضمن أنشطة تم
تنفيذها عبر الإنترنت وتدريب، نصفهن أردنيات والنصف الآخر سيدات سوريات".
وأضافت أنه "تم توزيع
الكمامات مجانا بنسبة 70% على اللاجئين السوريين، و30% على المجتمع المحلي من خلال
معايير محددة كأن يكون العمر من 12 إلى 60 سنة، وأنتجنا خلال عشرة أيام 1100
كمامة".
وتتابع: "ضمن
المشروع نعمل على الدمج المجتمعي بين اللاجئين والمجتمع المحلي، أصبحنا أسرة واحدة
ونتبادل الثقافات في المفرق التي تعتبر أكبر تجمع للاجئين، وقربت هذه المشاريع
الثقافات كثيرا من السوريات اللواتي كن مدربات في بعض الأحيان، نحن في عام 2021
سيكون لنا مبادرات أخرى كإنتاج مريول المدرسة لاستهداف الأسر المحتاجة وخدمة
المجتمع المحلي".
وأطلق على مشغل
الحياكة اسم "مشغل سمارت"، في منطقة المفرق وتم اختيار السيدات مسبقًا
لتدريبهن على أساسيات الخياطة من خلال أنشطة لجنة المفرق المجتمعية ليكنّ أيديَ عاملة منتجة في المشغل، كما أنه تم استهداف سيدات جديدات من المجتمع المحلي لتدريبهن عن
بعد على أساسيات الخياطة لعمل كمامة من المنزل لأفراد الأسرة بالإضافة إلى السعي
لتمكينهن في مجال التسويق.
وتوزع الكمامات مجانا
على الأسر المحتاجة من السوريين والمجتمع المحلي، للتخفيف من أعباء شراء مستلزمات
الوقاية من فيروس كورونا.
وبالإضافة لهذا
المشروع، تنتج 84 سيدة الكمامات في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالتعاون والشراكة
مع "منظمة بلومنت"، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وتوزع هذه
الكمامات مجانا على مجتمع اللاجئين داخل المخيم.
الناطق باسم المفوضية
السامية للاجئين في الأردن محمد الحواري، يقول لـ"عربي21" إن "هذه الكمامات
مطابقة لمواصفات وزارة الصحة الأردنية، ويمكن إعادة استخدام هذه الكمامة القابلة
للغسل 30 مرة".
وبحسب الحواري فإن "توزيع الكمامات على مجتمع اللاجئين يخفف من الأعباء المالية على الأسر، إلى
جانب التمكين الاقتصادي للنساء اللاجئات واللواتي كثير منهن يعلن أسرهن".
ويقول إن عدد تصاريح
العمل التي أصدرتها وزارة العمل للاجئين السوريين بلغ 212 ألف تصريح، أغلبها في
القطاع الزراعي حتى نهاية الشهر الماضي، حصة النساء من هذه التصاريح 7% فقط بسبب
تحديات منها أن النساء أمهات ولا تتوفر حضانات في مراكز العمل بالإضافة إلى وجود الأطفال
في المنزل بعد اعتماد التعلم عن بعد، ناهيك عن أنه في بعض الأسر الزوج هو من يعمل".
وحول أثر هذه المشاريع
في دمج اللاجئين في المجتمع يؤكد الحواري أن "اللاجئين مبادرون في خدمة مجتمعهم
والمجتمع المحلي، في ما تسمى المشاركة في خدمة المجتمع المحلي، من خلال إيجاد مشاريع داخل
المنازل وإشراك السيدات في العمل. من خلال الدورات نأمل في أن تكون هناك مشاركة فاعلة
للمرأة، خصوصا أن نسبة السيدات اللواتي يرأسن عائلاتهم ليست بالقليلة".
ويعيش في الأردن، الذي
يعتبر ثاني أعلى دولة في العالم بعدد اللاجئين مقارنة مع عدد السكان، 750,922 لاجئا
منهم 661,041 سوريا، بحسب آخر تحديث للمفوضية في 15 تشرين أول/ أكتوبر الماضي. وبحسب أرقام المفوضية فإنه يقطن في مخيم الزعتري، 77,163 لاجئا.