هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحف ومواقع
أمريكية الضوء على اتفاق واشنطن بغداد، عقب الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي،
على سحب القوات الأمريكية المتبقية في العراق، بعد أعوام من المشاركة في القتال ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
وأكد البلدان، في بيان
مشترك إثر هذه المحادثات الاستراتيجية الافتراضية، أن "مهمة الولايات المتحدة
وقوات التحالف تحولت إلى مهمة تدريب ومشورة، ما يتيح تاليا إعادة نشر أي قوة
مقاتلة لا تزال في العراق، على أن يحدد الجدول الزمني لذلك خلال محادثات
مقبلة".
وقالت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير ترجمته
"عربي21"، إن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، يتعرض لضغوطات متواصلة
من المليشيات الشيعية المدعومة من إيران، لإخراج 2500 جندي أمريكي، يشكلون الجزء
الأكبر من التحالف.
وأضافت: "لكن في المقابل، مسؤولون أمنيون
عراقيون يقولون إن الوجود لا يزال مطلوبا؛ لمواصلة الضغط ضد بقايا تنظيم الدولة في
العراق".
ولفتت إلى أن الحكومات
المتعاقبة تعرضت لضغوط لإنهاء الوجود الأمريكي، منذ قرار الرئيس السابق، دونالد
ترامب، اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وزعيم مليشيا حزب الله العراق
أبو مهدي المهندس في بغداد، ما أدى للتصعيد مع إيران، وبدء حرب بالوكالة على
الأراضي العراقية، دفع ثمنها في الغالب المواطنون العراقيون.
ونقلت الصحيفة عن راندا سليم، مديرة برنامج
حوارات المسار الثاني وحل النزاعات في معهد الشرق الأوسط ، أن البيان المشترك
الصادر يوم الأربعاء "كان نتاج رسائل حذرة، ولكن فيه القليل من التغيير".
وقالت راندا: "البيان يهدف إلى تعزيز موقف رئيس
الوزراء، إضافة إلى بعث رسائل إلى الشعب العراقي، مفادها أن العلاقة مختلفة بين
الولايات المتحدة والعراق، والتي لا تركز فقط على الأمن".
وأشارت الصحيفة إلى وجود القوات الأمريكية في العراق منذ
18 عاما، بعد غزو البلاد عام 2003، حتى الانسحاب رسميا عام 2011، لكن التواجد
العسكري عاد عام 2014، كشريك مهيمن في تحالف متعدد الأطراف، اجتمع لهزيمة تنظيم
الدولة الذي سيطر على ثلث البلاد مع انهيار القوات الحكومية.
وشددت على تنظيم
الدولة "هو ظل الآن لما كان عليه في السابق من تمدد"، مضيفة "أن الوحدات
التي دربتها الولايات المتحدة ومجموعة من المليشيات تقاتل المسلحين في مناطق نائية، أو تحدد موقع خلايا نائمة مزعومة وسط سكان المدن".
اقرأ أيضا: واشنطن توافق على سحب قواتها من العراق في أقرب وقت
لكن في المقابل، يصر مسؤولون عراقيون وغربيون على أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ووحدة منفصلة من القوات الخاصة الأمريكية،
لا تزال تضيف قيمة، وتسد ثغرات في القدرات الاستخبارية والدعم الجوي
للعراقيين".
ولفتت الصحيفة إلى موقع المليشيات الموالية
لإيران من الاتفاق، التي قالت في بيان إنها "لن تقبل أبدا سياسة الجدول
الزمني المفتوح، في إشارة إلى الدعوات المتكررة لتحديد موعد واضح لمغادرة القوات
الأراضي العراقية.
وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكية
بأن أمريكا ستضع حقوق الإنسان في صميم جدول أعمال السياسة الخارجية، قالت راندا إن البيان العراقي الأمريكي المشترك، لم يتطرق إلى ذلك. وتطرق إلى الطاقة والبيئة
والتعليم.
من جانبه، قال موقع صوت
أمريكا، إن "تحسن أداء القوات العسكرية العراقية يسمح للولايات المتحدة بالنظر
إلى الأمام، في اليوم الذي لن تكون فيه هناك حاجة للقوات الأمريكية لمساعدة بغداد
في درء التهديد من تنظيم الدولة وبقاياه".
ولفت الموقع، في تقرير
ترجمته "عربي21"، إلى أن لدى الولايات المتحدة حاليا حوالي 2500 جندي في العراق، وأقل من ألف جندي
آخر في سوريا المجاورة، تم تكليفهم بدعم القوات العراقية وقوات "سوريا
الديمقراطية" المدعومة من التحالف؛ لمواصلة الضغط على تنظيم.
وقال الموقع إن تنظيم الدولة سعى إلى إعادة إحياء نفسه
بعد أكثر من عامين من سقوط آخر معاقل خلافته، لكن بالمقابل تقوم القوات الأمريكية
بمهام استطلاع جوي وضربات، لدعم القوات العراقية و"قسد"، رغم أن الجيش
العراقي نفذ عددا أكبر من الضربات الجوية بنفسه خلال الأشهر الماضية.
وشدد الموقع على تصريحات المسؤولين الأمريكيين،
بأن تنظيم الدولة "لا يزال يمثل تهديدا، وأنه لا خطة قريبة لبدء سحب القوات
من العراق رغم الاتفاق".
ونقل عن مسؤولين أمريكيين إشارتهم إلى أن
تهديد تنظيم الدولة "تضاءل" مؤخرا، وتشير التقديرات الاستخبارية إلى أن
تعداد التنظيم تقلص إلى قرابة 8 آلاف عنصر في العراق وسوريا، وهي نسبة ضئيلة مقارنة
مع 34 ألفا – 100 ألف مقاتل كانوا يتجولون في المنطقة خلال "ذروة
الخلافة".
وقال الموقع إن
المسؤولين العسكريين الأمريكيين كانوا يثنون على القوات العراقية، خاصة جهاز
مكافحة الإرهاب، لدوره في تقويض التنظيم.
وأشار إلى أن الجهاز
نفذ أكثر من 100 عملية، في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ما أدى إلى مقتل
34 مقاتلا واعتقال 99 آخرين. هذا فضلا عن ضربات جوية رئيسية عراقية، في حملة ضخمة
الشهر الماضي، دمرت 120 مخبأ للتنظيم في جبال مخمور العراقية.
لكن الموقع قال إن ما يثير القلق هو "قدرة التنظيم
على الاختباء، واكتساب القوة في المناطق التي تستطيع القوات العراقية وقسد والقوات الأمريكية والتحالف العمل فيها، بما في ذلك أجزاء من سوريا، والتي تخضع
اسميا لسيطرة النظام أو حليفيها روسيا وإيران".
وأشار إلى أن هناك مخاوف من أن عناصر التنظيم الذين
يعملون مع شبكات إجرامية لا يزالون يجدون طرقا للتدفق إلى المناطق الأقل ضغطا من
ناحية الأمن ومكافحة الإرهاب، وهم غالبا ما يستغلون الحدود المليئة بالثغرات بين
العراق وسوريا لنقل الأشخاص والأموال والأسلحة.
من جانبه، أثار موقع
"ميليتري"، المختص بالشؤون العسكرية الأمريكية، تساؤلات عن موعد
المحادثات الفنية التالية للاتفاق حول إعادة الانتشار.
وقال في تقرير ترجمت "عربي21" مقتطفات منه، إن البنتاغون يتحدث عن 2500 جندي، لكن من غير
الواضح عدد تلك القوات التي ستعتبر قتالية أو خاضعة لإعادة الانتشار وسحبها من
العراق.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، إن الاتفاقية لا
تحدد موعدا للانسحاب، أو متطلبات وصول أعداد القوات إلى نقطة معينة في وقت معين.
وأوضح أن الدول ستحدد في نهاية المطاف الوقت المناسب لإعادة نشر القوات القتالية، وكيف ستبدو بصمة أي قوات متبقية.
وسلط الموقع الضوء على
تصريحات كيربي حين قال: "إن الولايات المتحدة، حين سحبت قواتها من العراق آخر
مرة عام 2011، كانت قوى الأمن الداخلية قادرة وكفؤة، لكن لم تتم إدارتها بصورة
جيدة، للحفاظ على القدرة القتالية في مكانها، وتحولت إلى قوة طائفية أكثر، ولم تكن
قادرة على محاربة داعش بشكل فعال".
وقال كيربي إنه "بينما
لا يزال تنظيم داعش خطيرا، لكن تهديده بات متضائلا عما كان عليه قبل سبع سنوات، من
حيث الحجم والقدرة والكفاءة والموارد والقدرة على التجنيد. وقال إنه من الناحية
الإقليمية، لم يعد لداعش أي أرض تقريبا".