هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية، تقريرا يحتوي شهادات مروعة عن ما يعانيه المعتقلون في معسكرات الاعتقال في ميانمار.
ونقلت الشبكة هذه الشهادات عن منشقين ومعتقلين سابقين في معسكرات النظام الانقلابي في ميانمار.
ويتعرض المعتقلون المعارضون للانقلاب، بحسب الشهادات، إلى التعذيب الشديد لدرجة تمنيهم الموت في بعض الأوقات، وصلت حد قطع آذانهم وأنوفهم.
وأكد معتقلون سابقون، أنه من شدة التعذيب يتمنى الشخص حينها الوفاة بسبب ما يعانيه من جروح بليغة بسبب التعذيب.
اقرأ أيضا: الغارديان: تصاعد العنف في ميانمار يهدد بتحولها لسوريا جديدة
وأكدت الصحيفة، أن الندوب الجسدية والنفسية التي تعرض لها هؤلاء هي "تذكير دائم بوحشية هذا النظام وعدم احترامه للمدنيين".
ونقلت أن أحد الذين طالتهم آلة التعذيب الجسدية والنفسية مراهق يبلغ من العمر 19 عاما، أبلغ الشبكة الأمريكية بالجروح العميقة في جسده بعد أن قضى نحو ثلاثة أيام في معسكر اعتقال، لأنه كان ضمن المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
وقال إن ضباط الجيش الذين احتجزوه قاموا بجلده مرارا وتكرارا بأسلاك الكهرباء، وكان الألم شديدا إلى درجة أنه "اعتقد أنه سيموت".
وطالت حملة الملاحقة الدموية التي شنها النظام كل أشكال المعارضة، السياسيين والصحفيين والعمال المضربين والمشاهير وحتى الأطفال والمارة.
والكثير من هذه الاعتقالات تمت بمداهمة المنازل ليلا أو باختطاف الناس من الشوارع، واحتجازهم في أماكن سرية دون السماح لهم بالاتصال بذويهم.
واعتقل الشاب بعد تفتيش هاتفه، ووجد الجنود صورا له خلال مشاركته في الاحتجاجات، ليقوموا بترحيله إلى منشأة عسكرية، وهناك بدأت جلسات التعذيب.
وقال إن الحراس استخدموا أسلاك الكابلات وأعقاب البنادق والعبوات الزجاجية لتعذيبه، وتظهر آثار التعذيب في أنحاء متفرقة في جسده، بحسب "سي أن أن".
اقرأ أيضا: عسكر ميانمار يرفضون حكومة المعارضة واحتجاجات مستمرة
وقال إنه أطلق سراحه قبل نحو ثلاثة أسابيع، موضحا: "قام القائد بتقييد يدي من الخلف واستخدم مقصا صغيرا لقطع أذني وطرف أنفي ورقبتي وحلقي. واستخدم مسدسا لتهديدي بالقتل، لكن الرصاص لم يخرج. ترك الجنود يضربونني في تلك الليلة".
وبسبب هذه المعاناة، طلب المراهق من جلاديه أن يقتلوه بدلا من تعريضه لهذا الألم المبرح.
ويحاول الشاب مداواة جروحه بعد إطلاق سراحه، إلا أنه يواجه صعوبة في المشي، وغير قادر على ربط أزرار ملابسه بشكل صحيح.
ويروي التقرير قصة مدرسة رقص شابة تدعى خين نيين (31 عاما) تمت مداهمة منزلها واعتقالها بتهمة حيازة قنابل استخدمت في تفجيرات.
ونشر الجيش صورة لها من بين ستة متهمين في القضية، وظهرت فيها متورمة العينين وجسدها مغطى بالدماء، بحسب رواية أمها.
وقالت أمها إن عيني ابنتها تورمتا وتعرضت لجروح في شفتيها ووجهها، وفقدت ستة من أسنانها، وكانت غير قادرة على المشي بثبات.
ولم توجه السلطات اتهامات رسمية للشابة حتى الآن ولم تنقل إلى سجن، وتعتقد الأم أنها نقلت إلى معسكر آخر للاستجواب.
ونقلت الشبكة عن جندي سابق في الخدمة انشق بسبب عدم قدرته على تحمل ارتكاب مثل هذه الفظاعات بحق رفقاء الوطن، إنهم كانوا يتلقون أوامر بإطلاق النار على أي شخص يحاول الهروب أثناء الاعتقال.
وقال إنه أثناء اعتقال اثنين من قادة الاحتجاجات، فقد تم القبض على أحدهما، وكان الآخر يحاول الهرب "فأطلقنا النار عليه على الفور، لكنه تمكن من الهروب فتم اعتقال ابنته التي كانت في المنزل".
أثناء الاعتقال يتم ضرب المعتقلين وأي شخص تطاله أيديهم، حتى الجيران الذين ينظرون من النوافذ، كان يطلب منهم الخروج ثم يقوم الجنود بضربهم.
وفر الجندي إلى الهند، وقال: "كان يتم البحث عن أي خطأ لتعريض أي شخص للضرب. وفي حال حاول شخص الهرب أثناء استجوابه لانتهاكه حظر التجوال، كانت الأوامر الصادرة تنص على إطلاق النار عليه فورا".
والأشخاص الذين يردون على الجنود أثناء الاستجوابات، كان مصيرههم الضرب بظهر البنادق.
يشار إلى أن ميانمار منذ سنوات عديدة تسجن مسلمين في معسكرات اعتقال، وتمارس السلطات بحقهم صنوف الانتهاكات الجسيمة والمروعة، من قتل وتعذيب وغيره.