هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبر تونسيون عن خيبتهم وغضبهم من تصريحات الرئيس قيس سعيد التي يسخر فيها من مطالبيه بخارطة طريق لما بعد انقلابه على الدستور وديمقراطية تونس.
وقال سعيد بخطاب ساخر للشعب التونسي: "من يتحدث عن الخرائط، فليذهب إلى كتب الجغرافيا لينظر في البحار والقارات".
اقرأ أيضا: سعيّد سيعلن حكومة قريبا.. ويسخر من المطالبين بخارطة طريق
ولكنه أضاف في الوقت ذاته: "الطريق الوحيدة التي أسلكها هي الطريق التي خطّها الشعب التونسي"، ما أثار تساؤلات النشطاء عن ماهية هذه الخريطة ومن خطها ورسمها.
— maher mami (@TurcMami) August 19, 2021
— سليم عزوز (@selimazouz1) August 19, 2021
— hasnaa slaimi 🇹🇳 (@Hasna57312044) August 19, 2021
— Slah (@_Sla7_) August 19, 2021
— Lutfy Murabet (@LutfyMurabet) August 18, 2021
وسبق أن رأى الباحث والناشط السياسي عبد الحميد الجلاصي في تصريح لـ"عربي21"، أن "الرئيس لا يسمع أحدا ولا يصرح بما يريده وإن كان معلوما، وهو تحويل الانقلاب على الدستور إلى انقلاب مكتمل الأركان بالتحكم في كل الدولة، وربما محاولة إعادة صياغتها".
وعن المشهد الحزبي والمدني، يعتقد الباحث الجلاصي أن "المشهد ربما يتحرك قليلا بعد أن يتأكد أن مشروع الرئيس هو انقلاب، وهو تعطيل نهائي للمجلس وللدستور وضرب لكل المنظومة الحزبية والمنظماتية".
أما المحلل السياسي عبد اللطيف دربالة، فرأى بتصريح سابق، أن الرئيس "غير معنيّ بأيّ حوار، كان كلامه ردا، وبالأساس على الطلبات الأمريكيّة التي حملها وفد أمريكي رفيع المستوى، ودعا فيها الرئيس للرجوع سريعا إلى "ديمقراطيّة برلمانيّة"، بما يعني رفع التجميد عن البرلمان والتوقّف عن جمع الرئيس حاليّا لجميع السلطات بين يديه".
اقرأ أيضا: سعيّد يرفض الحوار ويستبعد خارطة طريق.. أي مشهد قادم؟
وقال بودربالة لـ"عربي21": "إشارات قيس سعيّد بدت كما لو أنّها تعطي بظهرها تماما لكلّ المطالب الداخليّة والخارجيّة، وتؤكّد عزمه مواصلة تنفيذ برنامجه غير المعلن لإدارة البلاد بمفرده خلال فترة انتقاليّة، لا أحد يعرف مدّتها".
وفسر الأكاديمي زهير إسماعيل إصرار الرئيس على عدم التراجع بأنه "يؤكد افتقاده لأي برنامج، وخطورة المأزق الذي أوقع فيه البلاد، وانتظاره مواقف داعمي الانقلاب إقليميا ودوليا، بعد تأكّد ضغوط دولية مقابلة تدعوه إلى التراجع واسترجاع المسار الديمقراطي تدريجيا".
وأكد إسماعيل في حديثه لـ"عربي21"، أن "الإصرار على عدم التراجع، وملء المشهد بتحركات شعبوية للرئيس، وبتضييق على الحريات خارج القانون والقضاء حسب أهواء الرئيس، وبظهور خطاب شعبوي عنيف يبرّر للقتل والسحل وعناوين مليشياوية (الحشد الشعبي) فوق الدولة والقانون، تهدّد المؤسسات والسلم الأهلي".
ورجح المحلل عبد اللطيف دربالة من خلال حديث الرئيس على وهم الحوار وخارطة الطريق بأن يكون ذلك مفاده "ربّما يقوم الرئيس بإعداد تصوّر لإصلاح النظام السياسي أو إعادة تشكيله رأسا على عقب، عبر عرض مشروع سياسيّ جديد قد يعدّه بصفة أحاديّة، وسيحاول فرضه على الجميع، مستغلا ما قال سابقا إنّها "مشروعيّة شعبيّة" تتفوّق في رأيه على الشرعيّة أو على "المشروعيّة الدستوريّة"".
وقال دربالة: "يبدو سعيّد من خلال خطابه غير معنيّ بأيّ اصطفاف قانوني أو دستوري، ولا يحرص هذه الأيّام إلا على تغذية هذا الزخم الشعبي بخطابات حماسيّة، وكلمات ناريّة عبر اتّهامات لمختلف الأطراف السياسيّة، مستعملا في ذلك أسلوبا شعبويّا يلعب على عواطف الجماهير وانفعالاتها، لخلق رأي عامّ مستعدّ للقفز إلى المجهول معه".