هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هذه رواية تربط التاريخ مع السياسة مع الواقع، ثم تضع ذلك كله بين غلافين، وهى ليست الأولى لمؤلفها المستشار حسام العادلي، الذى صدرت له رواية سابقة بعنوان: «أيام الخريف».. ومن قبل كان قد أصدر مجموعته القصصية «لمحات» في ٢٠٠٥!.
روايته الجديدة صدرت هذه الأيام عن الدار المصرية اللبنانية وعنوانها: «نجع بريطانيا العظمى».. ومن العنوان سوف يتساءل القارئ بالضرورة عن السبب الذي جعل نجعًا من نجوعنا في الصعيد يحمل هذا الاسم!.. فهو اسم يقرن بين بريطانيا العظمى ونجع صعيدي في مسمى واحد!.
المؤلف يحرك أبطاله بين ثلاثة مواقع، تبدأ من نجع السعداوية فى الصعيد، وهو النجع الذى استوحى منه المؤلف اسم الرواية.. ثم تمر أحداث الرواية بلندن حيث عاش ونشأ «هاريس» رجل الإنجليز القوي المقرب من السفير البريطاني في مصر وقت الحرب العالمية الأولى.. وأخيرًا تنتهى في القاهرة، حيث تقع قصة حب لم تتم بين كارمن ابنة هاريس، وأنور الضابط في الجيش بعد قيام ثورة ١٩٥٢!.
ولا أعرف لماذا بدت لي العلاقة بين أنور وكارمن كالعلاقة بين القاهرة ولندن على المستوى السياسي بعد الثورة التي دقت المسمار الأخير فى نعش الإمبراطورية البريطانية!.. فمن بعدها قامت على أنقاض الإمبراطورية البريطانية إمبراطورية أمريكية لاتزال قائمة إلى اليوم!.
كانت كارمن تقول لأنور إنها تحبه، وكانت تعلن ذلك على مسامعه فى كل مناسبة تجمع بينهما، ولم يكن هذا صحيحًا في الحقيقة.. وفي الرواية سوف تجد عبارة على لسان أنور يلخص بها الموضوع، ويصف فيها حقيقة مشاعر كارمن إزاءه فيقول: أدرك أن الجرثومة البريطانية المتعجرفة كامنة فيها!.
كان هو يتعامل معها بصدق وأمانة ورجولة، فإذا التفت عنها فى أى ناحية اكتشف أنها تتظاهر بحب المصريين الذين كانت تقيم بينهم مع أبيها في حي جاردن سيتي، بينما الحقيقة أنها لا تحبهم، وربما تذهب معهم إلى ما هو أبعد من ذلك، وكان أنور حين ذهب إلى الفالوجا مدافعًا عن فلسطين في مرحلة ما بعد ١٩٤٨، اكتشف أن السلاح الذى يموت به زملاؤه هناك هو سلاح بريطاني!.
وإذا كنت أنت مهتمًا بالتاريخ فسوف لا تشغلك أحداث الرواية الممتدة عن حقيقة ساطعة تقول إن ما بين مصر وبريطانيا فيما بعد تأميم قناة السويس في ١٩٥٦ إلى اليوم قد ظل محكومًا من وراء ستار بما جرى في يوم تأميم القناة!
نقلا عن "المصري اليوم"