هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا يتوقف الحديث في الأوساط الاقتصادية هذه الأيام عن «الأموال الساخنة» التي تتنقل من بلد إلى بلد جريًا وراء نسبة أعلى من الفائدة!.. ومعروف أنها أموال يبحث أصحابها عن توظيفها للمجيء بأكبر ربح ممكن، سواء كان التوظيف في صورة أذون خزانة أو في صورة سندات!.
وفي الأسابيع القليلة الماضية رفعت الولايات المتحدة الأمريكية نسبة الفائدة على الدولار مرتين، ولم يكن أمام مثل هذه الأموال إلا أن تتوجه إلى هناك.. وإذا كان جيروم باول، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، قد قال قبل ساعات إن مثل هذا الرفع يمكن أن يتكرر مرتين فى الفترة المقبلة، فمعنى هذا أن المزيد من الأموال الساخنة سوف يواصل الذهاب إلى بنوك أمريكا لهثًا وراء ما يتحدث عنه الرجل!.
وهذا طبيعي، كما أنه يحدث على امتداد العالم، ولا ينحصر داخل منطقة أو دولة بعينها.. وفي وقت من الأوقات كانت أموال ساخنة كثيرة قد ذهبت إلى بيروت ثم خرجت منها، وفي مرحلة قريبة جاءت إلى القاهرة ثم غادرتها مؤخرًا بمليارات الدولارات إلى البنوك الأمريكية!.
وهي لم تذهب إلى البنوك الأمريكية لمجرد أنها بنوك أمريكية، ولكن لأن معدل الفائدة فيها أصبح أعلى بعد أن كان بالسالب لوقت طويل!.
وتظل الأموال الساخنة سندًا للاحتياطي الأجنبي في البنك المركزي، فإذا غادرت فجأة إلى الولايات المتحدة أو غيرها، فإن ذلك يكون له تأثيره الاقتصادي بوجه عام، والنقدي بشكل خاص.. وليس ما طرأ على سعر الجنيه في الفترة الأخيرة سوى وجه من وجوه هذا التأثير!.
ولم تشأ دول كثيرة أن تقف صامتة أمام خطوات الأموال الساخنة غير المتوقعة في الكثير من الأحيان، وكانت البرازيل على سبيل المثال من بين هذه الدول، فألزمت الأموال من هذا النوع بالبقاء داخل الأراضي البرازيلية ثلاث سنوات على الأقل، وأبلغت صاحب أي مال ساخن بأنه إذا فكر في مغادرة البلاد قبل ثلاث سنوات، فإن عليه أن يسدد ٢٠٪ ضرائب عن الأرباح التي حققها خلال الفترة من دخوله إلى خروجه!.
ولابد أن هذه قسمة عادلة لأنه ليس من المعقول أن تأتي ثم تغادر دون سابق إنذار، تاركًا الاحتياطي الأجنبي وراءك في حالة من حالات الانكشاف!.