هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحظى الحكومة السودانية، برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك، بدعم أمريكي هذه الأيام لا تحظى به حكومة فى المنطقة، ولم يحدث أن حظيت به حكومة فى الخرطوم من قبل!
وهل هناك أقوى من أن يغرد أنطونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، فيقول إن إدارة بلاده تدعم بكل قوة خريطة الطريق التى أعلنها الدكتور حمدوك، الجمعة الماضى، لإنهاء الأزمة؟!.. ثم هل هناك ما هو أقوى من أن يتصل جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، برئيس الوزراء السودانى، ويبلغه أن برنامج عمل حكومته محل دعم كامل من إدارة الرئيس جو بايدن؟!
أما الأزمة التى وضع «حمدوك» خريطة طريق لإنهائها، فهى التوتر المتصاعد بين مكون مدنى وآخر عسكرى داخل مجلس السيادة الانتقالى، الذى يترأسه الفريق عبدالفتاح البرهان، الذى يحكم منذ أن سقط حكم الإخوان وعمر البشير فى ٢٠١٩ بعد أن دام حكمهما ثلاثين سنة!
ولا تعرف ما إذا كان هذا الدعم القوي وقوفًا مع طرف من طرفى الحكم ضد طرف أم ماذا بالضبط!.. فصانع القرار الأمريكي لا يقدم دعمه إلى السودان ولا إلى غير السودان لوجه الله!.. ولكن ما نعرفه أنه دعم سياسي مفتوح، إلى حد أنه أصبح موضع تأييد من جانب الديمقراطيين الذين يحكمون فى البيت الأبيض، والجمهوريين الذين يجلسون فى مقاعد المعارضة!
فهل السبب أن إطلاق العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب كان فى ظل حكومة «حمدوك» فى السنة الماضية؟!.. ربما.. ولكن الحقيقة الظاهرة أمامنا تقول إن المكون العسكري فى المجلس كان ولايزال أشد حماسًا لإطلاق هذه العلاقات من المكون المدني!
إن اللقاءات بين رجال «البرهان» والإسرائيليين جرت فى أوقات كثيرة ولاتزال تجري.. واللقاء الأول الذى مهد الطريق لكل لقاء يتم حاليًا كان فى أوغندا، وكان بحضور الفريق «البرهان» نفسه.. وفى كل مرة تسارعت فيها خطوات إطلاق العلاقات كانت حكومة «حمدوك» تنصح بأن تتمهل العاصمة السودانية إلى أن يكون فى البلد برلمان منتخب يوافق على ما يجري!
ومع ذلك.. فالواضح أن حكومة «حمدوك» تحظى برضا أمريكي، منذ أيام ترامب، الذى ظل يدفع فى اتجاه إطلاق العلاقات مع إسرائيل فى نظير رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب!.. وقد تم رفع الاسم بالفعل.. ومن بعد ذلك استمر الدعم ثم راح يزيد وتتقدم خطواته!
نقلا عن (المصري اليوم)