هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على الرغم من أن الإسلاميين في السودان قد حكموا البلد نحو ثلاثة عقود كاملة، إلا أن تجربتهم كانت في أغلبها تعكس طبيعة المواجهة مع النظام الدولي، الذي تحفظ ولا يزال يتحفظ على إشراك الإسلام السياسي في الحكم.
أما الآن وقد انتهت تجربة الإسلاميين في السودان، فإن ذلك يسمح بإعادة قراءة التجربة وتأملها، وليس هنالك طريقة أكثر قربا من معرفة أسرار الحركة الإسلامية السودانية وتجاهاتها، وأكثر صدقا من قراءة تجارب قياداتها وأطروحاتهم.. وهذا ما فعله القيادي فيها الدكتور أمين حسن عمر، بسلسلة مقالات يسجل فيها سيرة قيادة الحركة الإسلامية في السودان، تنشرها "عربي21" بالتزامن مع نشرها على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في سياق تعميق النقاش ليس فقط حول تجارب الإسلاميين في الحكم، وإنما أيضا في البحث عن علاقة الدين بالدولة.
عبد الله حسن أحمد.. جعلي المنشأ وإسلامي التوجه
ولد عبد الله حسن أحمد في قرية الحصايا قرب الدامر من أسرة تنتمي للجعليين عرقا وللمجاذيب طريقة. والمجذوب أحد قادة المهدية وظل على ولائه لها حتى بعد مقتل محمود ود أحمد للجعليين.
عُرفت أسرة عبدالله حسن أحمد بالتدين والفضل بين الجعليين. وقد درس عبدالله المدرسة الأولية بالأمر ثم الوسطى بمدينة الأبيض ثم مدرسة خور طقت الثانوية، ثم التحق في العام 1963 بجامعة الخرطوم وتخرج منها في العام 1963، واختير مساعدا محاضرا بالجامعة وابتعث لهولندا في 1965. ونال الماجستير من جامعة تافت بهولندا ثم عمل في مجال توفير المياه حتى العام 1978. أسس وعمل نائبا لمدير لشركة التأمين الإسلامية عند تأسيسها، وكانت أول شركة تأمين إسلامي على نطاق العالم.
وفي 1983 عمل مديرا للشركة الإسلامية للإستثمار، ثم عمل نائب المدير العام لبنك فيصل الإسلامي من 1985 إلى 1990. وبعد الانقاذ اختير وزيرا للمالية في العام 1993 ثم محافظا لبنك السودان المركزي في 1996 ووزيرا للتعاون الدولي والاستثمار سنة 1998 ثم وزيرا لوزارة مجلس الوزراء في العام 2000، التي استقال منها بعد المفاصلة وتولى موقع نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي حتى وفاته، بعد أقل من شهر من وفاة الأمين العام د. حسن الترابي.
وقد كان عبدالله حسن أحمد عضوا قياديا نشطا في الحركة الإسلامية منذ تخرجه في الجامعة، فصار عضوا من القيادة الجماعية في 1963 كما تولى منصب الأمين العام بالإنابة عند اعتقال القيادات بعد العام 1975 حتى المصالحة، وظل عضوا في القيادة في الجبهة الإسلامية القومية، وكان من أنشط القياديين بعد الإنقاذ. رحم الله عبدالله حسن أحمد وأحسن إليه بأضعاف أضعاف ما جاهد واجتهد لنصرة الدين والشريعة والعقيدة، وأخلف على محبيه وإخوانه بخير خلف لخير سلف.