هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، تتحدث بعد انتهاء زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا، عن ما اعتبرته نتائج أولية لهذه الزيارة التاريخية.
واعتبر إعلام الاحتلال، أنه بعد الترحيب والحفاوة التركية التي حظي بها هرتسوغ، والبروتوكول الدبلوماسي والأبعاد الرمزية والاحتفالات، "سيبدأ العمل الجاد بين أنقرة وتل أبيب، وتظهر علامات الاستفهام بينهما".
باراك رافيد المراسل السياسي في موقع ويللا، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن نقلا عن المحافل المحيطة بهرتسوغ، أن من القضايا الرئيسة التي ناقشها مع أردوغان رواسب الماضي، وكيفية منع العلاقة من التدهور مرة أخرى إلى مواجهات علنية.
وتابعت بأنه "جاء القرار الأساسي في الحديث بينهما بإنشاء آلية لحل الخلافات، والتعامل مع الأزمات التي قد تنشأ بين الدولتين حول القضية الفلسطينية، أو القضايا الخلافية الأخرى".
وأضافت في التفاصيل، أنه "سيرأس الجانب التركي إبراهيم كالين كبير مستشاري أردوغان، ومن الجانب الإسرائيلي المدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشبيس".
وقالت: "اختتم هرتسوغ زيارته إلى تركيا وسط تاريخ من العلاقات المشبع بفترات من الصعود والهبوط في السنوات الأخيرة، ونشوء بعض التحديات واللحظات الصعبة، ومن الواضح أنهما للحيلولة دون تكرار هذه الأزمات، فقد اتفقا على آلية للتعامل مع الأزمات التي يمكن أن تحدث".
ولم يصدر تعليق تركي على هذه الأنباء المتعلقة بإنشاء آلية لمنع الأزمة بين الجانبين مستقبلا.
اقرأ أيضا: "يديعوت": أردوغان لم يمنح هرتسوغ المطلوب كاملا
واعتبر المراسل الإسرائيلي أن "الاتصالات الخاصة بزيارة هرتسوغ إلى تركيا استمرت عدة أشهر، ويمكن القول إنها بدأت حتى قبل تنصيبه رئيسا في حزيران/ يونيو 2021، من خلال وسطاء، وبعد التنصيب اتصل أردوغان به، وطلب منه الحضور لزيارته في أنقرة، ووعده بأنه سيتشاور مع الحكومة بعد أداء اليمين.
ومنذ ذلك الحين، تم تحديد خطوة أردوغان بأنها جزء من تحول استراتيجي يقوم به في العلاقات الخارجية لبلاده، وفق رافيد.
وأضاف أنه "بعد إتمام زيارة هرتسوغ إلى تركيا، من الواضح أن عملية استئناف العلاقات دخلت بحذر وبالتنسيق مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وستتم دراسة هذه العملية على مدى أشهر عدة، في محاولة لاستعادة العلاقة التي ربطت بينهما قبل أزمتهما التي شهدها العقد الأخير، حين أقامتا تحالفا بينهما، لكن تل أبيب أرادت التأكد أن العلاقات الساخنة مع تركيا لن تضر بتلك القائمة مع اليونان وقبرص، ولذلك قام هرتسوغ بزيارة أثينا ونيقوسيا في الأسبوعين الماضيين، وأوضح لهم أن تحسين العلاقات مع أردوغان لن يكون على حسابهم".
وتتحدث الأوساط الإسرائيلية أن اليونانيين والقبارصة شجعوا هرتسوغ على المضي قدما في الحوار مع الرئيس التركي، مع العلم أن رئيس الوزراء اليوناني سيصل يوم الأحد إلى أنقرة للقاء أردوغان، فيما بعثت الإمارات برسائل إيجابية بشأن رحلة هرتسوغ إلى أنقرة، ودفعت الإمارات نفسها علاقاتها مع تركيا بعد سنوات عديدة من التوتر، ثم جاء استقبال هرتسوغ بترحيب حار في أنقرة.
اقرأ أيضا: احتجاجات بتركيا ضد زيارة "هرتسوغ".. وأردوغان يعلق بعد لقائه
يذكر الإسرائيليون أنه بعد سنوات من العلاقة الصعبة مع نتنياهو، والحكومة الجديدة في تل أبيب، ودخول هرتسوغ إلى السلطة، تم التخلص من بعض "الدماء الفاسدة" جانبا، ما ساعد في دفع هذه الخطوة إلى الأمام في التقارب التركي الإسرائيلي، حتى إن الأتراك منحوا هرتسوغ معاملة VIP، بحيث نفذوا كل ما يمكن أن يفعله البروتوكول الدبلوماسي، وأكثر من ذلك بقليل.
ولفت رافيد إلى أن "الحديث بين هرتسوغ وأردوغان شهد إثارة عدد من القضايا التي أزعجت إسرائيل، خاصة نشاط حماس في تركيا، وهي واحدة من قضايا عديدة مهمة، ما يؤكد أن هرتسوغ لا يعيش في أوهام بشأن أردوغان".
والخلاصة الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد لا يعتقدان بعد زيارة هرتسوغ أن الرئيس التركي قد غير لون بشرته، لكن الثلاثة يعتقدون أن الأمر يستحق المحاولة.