هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استقبلت مصر خلال اليومين الماضيين عدة شخصيات ليبية في زيارات متزامنة ولا زالت مستمرة من أجل بحث تحقيق حالة من التوافق والتهدئة بعد حالة الانقسام الحكومي الأخيرة، فيما غاب عن الزيارات رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة ما طرح تساؤلات حول خطوة الاستبعاد.
ويزور كل من رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي ورئيس البرلمان عقيلة صالح ورئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، فتحي باشاغا وكذلك اللواء المتقاعد خليفة حفتر العاصمة المصرية القاهرة، دون الإعلان عن اجتماع رباعي يضم هذه الأطراف على طاولة واحدة.
"مبادرة مصرية"
وفي حين تم تداول بعض الأنباء عن مبادرة مصرية للجمع بين هذه الأطراف وتوجيه دعوة بالفعل لرئيس مجلس الدولة، خالد المشري من أجل بحث حلول حقيقية للأزمة الراهنة والوصول إلى الانتخابات دون صدام عسكري، لكن المشري أجل زيارته للأسبوع المقبل، بحسب تصريحات عضو المجلس، عبد القادر حويلي.
والملفت في الأمر عدم توجيه دعوة رسمية للدبيبة للزيارة مثلما حدث مع باقي الأطراف، وتواصلت "عربي21" مع المتحدث باسم حكومة الدبيبة، محمد حمودة للتعليق على الأمر أو علاقتهم بهذه الاجتماعات لكنها لم تتلق منه أي تصريحات.
وأكد رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه المنفي أن مصر تدعم الحلول السلمية فقط في ليبيا وأنها داعمة للانتخابات وخطوات البعثة الأممية في ذلك، مؤكدا استعداد بلاده للمساهمة في ذلك واحتضان أي اجتماعات تحقق هذه الأهداف.
والسؤال: لم استبعدت القاهرة الدبيبة من هذه الاجتماعات؟ وهل تنجح مصر في الجمع بين أطراف الصراع الليبي؟
"دور توافقي"
وقال رئيس اللجنة القانونية بمجلس الدولة الليبي، عادل كرموس إن "ما تقوم به مصر الآن من بناء ودعم لمسألة التوافق الليبي الليبي سيؤدي حتما إلى الاستقرار والتهدئة في ليبيا، وهو ما سينعكس أيضا على الأوضاع في دول الجوار".
ورأى في تصريحات لـ"عربي21" أن "ما يحتاجه الليبيون هو الجلوس على طاولة الحوار دون أي تدخل أجنبي أو تحيز لطرف على حساب الآخر، ومن هذا المنطلق يمكن تحقيق توافق ليبي وحل الأزمة بأيد ليبية، أما بخصوص دعوة الدبيبة أو استبعاده فلا معلومات لدي"، وفق قوله.
"تنسيق مع المنفي"
وقال نائب رئيس حزب العمل الوطني الليبي (مستقل)، عيسى التويجر إن "هذا الاجتماع قد يكون محاولة من قبل الحكومة المصرية للتنسيق مع المنفي، لكن الأخير لم يختط لنفسه حتى الآن مسارا مختلفا عن توجه حفتر وعقيلة صالح، وربما لا يطمح لأكثر من الاستمرار في ما يظنه ترفا لا يود فقدانه".
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "مصر ليست بعيدة عن الصراع، فهي دعمت مشروع حفتر وكذلك إجراءات عقيلة اللذين نجحا في استمالة باشاغا، لذا يمكنني القول إن هذا الاجتماع قد يصب في خانة الصراع لأنه يدعم طرفا واحدا".
"جهود مستمرة"
عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق، عبد المنعم اليسير أشار إلى أن "جهود الدولة المصرية مستمرة في محاولة تحقيق الاستقرار في ليبيا وإحداث تسوية هناك لذا ربما تنجح في الوصول إلى حل للأزمة الراهنة بإحداث توافق بين أطراف الصراع الليبي".
لكنه استدرك قائلا: "دور مصر التاريخي معروف، لكن الأزمة هي في الأطراف الليبية التي تتصارع على الغنائم وليس صراعا سياسيا يمكن احتواؤه كون كل فصيل يتمترس خلف ميليشياته، وبعضهم تحركه جماعة الإخوان المسلمين وأذرعها الإعلامية والسياسية"، بحسب مزاعمه.
وتابع لـ"عربي21": "أما بخصوص استبعاد الدبيبة، فلا أعرف أسبابه لكنه تصرف سلبي كون الدبيبة يملك الأموال الآن بمساعدة محافظ مصرف ليبيا المركزي، وكونه يحتمي الآن في الميليشيات المسلحة فلا بد من قوة تضغط عليه وتجبره على تسليم السلطة"، كما صرح.
"أجندة أمريكية"
ورأى الأكاديمي المصري وأستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير أن "مصر لن تنجح في الجمع بين أطراف الصراع الليبي بعد استقبالها المنفي وباشاغا وعقيلة وحفتر، والنظام المصري يرفض وصول التيار الوطني الليبي الحقيقي للحكم كون القاهرة تنفذ أجندة أمريكا ومن ورائها السعودية والإمارات".
اقرأ أيضا: معهد واشنطن: هل يمكن لتركيا والإمارات حل أزمة ليبيا؟
وبين في تصريحه أن "القاهرة استبعدت الدبيبة كونه يمثل تيارا وطنيا ومحسوبا على الثورة الليبية وهي لا تريده طرفا، كون كل ما يريد النظام المصري فعله هو تنفيذ أجندة أمريكية مفادها تفتيت وتقسيم ليبيا"، بحسب توقعاته وقوله لـ"عربي21".