هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت وزيرة البيئة السابقة ورئيسة حزب "تجمع أمل الجزائر"، فاطمة الزهراء زرواطي، إن الحراك الشعبي الذي شهدته البلاد سابقا قد أدى مهمته، وإنه لا أفق لعودته مجددا في البلاد، مؤكدة أن "مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون ستكلل بنجاح كبير".
وأضافت، في مقابلة خاصة مع "ضيف عربي21": "نحن نترقب أن يكون لرئيس الجمهورية في ذكرى مرور 60 عاما على استقلال الجزائر قرارات مهمة خلال الأيام القليلة المقبلة"، دون أن تحدد طبيعة تلك القرارات المرتقب إصدارها.
واستنكرت بشدة قول البعض بأن الحراك تم قمعه في ظل العديد من الاعتقالات السياسية لبعض المعارضين والنشطاء، قائلة: "لم يتم قمع الحراك، وإنما الحراك اُستعمل كموجة ركبها الكثير من الدخلاء والعملاء، ولا يجب أن نستهين بمَن يريد زعزعة استقرار الجزائر، وسيادة الدولة تقوم على الاستقرار والأمن القومي".
ولفتت زرواطي إلى أنهم رصدوا تحركات إسرائيلية لمحاولة استهداف الجزائر، قائلة: "حدث ذلك، ولكن بطرق غير مباشرة (..)، ولا نستبعد استخدام الكيان الصهيوني للحرب التكنولوجية، التي يتقنها بحرفية عالية، ليجعلنا هدفا له".
وكان الرئيس الجزائري قد أعلن مؤخرا عن انعقاد "لقاء شامل للأحزاب في الأسابيع المقبلة"، وذلك في أعقاب اللقاءات الفردية التي يجريها مع قادة الأحزاب والمنظمات، دون أن يحدد موعدا بعينه.
يشار إلى أنه في 3 أيار/ مايو الماضي، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، مقالة مفاجئة، قالت فيها إن "الرئيس تبون الذي انتخبه الجزائريون المتطلعون لحلول جزائر جديدة، يمد يده للجميع بصفته رئيسا جامعا للشمل، إلا من تجاوزوا الخطوط الحمراء"، دون مزيد من التفاصيل.
ومنذ الإعلان عن المبادرة، أثيرت أحاديث مختلفة وجدل واسع بشأن أبعادها ومآلاتها، وسط ترقب لما ستنتهي إليه.
وتاليا نص المقابلة كاملة مع "ضيف عربي21":
كيف تقيّمون الوضع الحالي مقارنة بما كان عليه في عهد بوتفليقة؟
في كل المراحل التي مرت بها الجزائر كانت هناك إنجازات وعثرات، وكان فيها طموحات للشباب. الوضع اليوم يختلف عن السابق مقارنة بكل ما يحيط بنا من تحديات إقليمية، ودولية، ومقارنة بتطور المجتمع، وتطور احتياجاته، وطموحاته.
وهناك أمور يتم تقييمها داخليا بحسب كل مرحلة وفقا لنجاحاتها وإخفاقاتها؛ لتأسيس رؤية جديدة وفق معطيات واستشراف، وتبصر لمستقبل جديد، ومع الأخذ بعين الاعتبار كل النتائج والأحداث التي مرت بها الجزائر.
والجزائر منذ الاستقلال في الستينيات وهي تمر بمراحل، ولكل مرحلة رجالها، ومشاكلها، وإخفاقاتها، ومن رحم المجتمع تتم دائما إعادة النظر في تلك المشاكل بما يتماشى وما نطمح إليه كمجتمع في كل مجالات الحياة.
لماذا أطلق الرئيس عبدالمجيد تبون مبادرة "لم الشمل"؟
في هذه المرحلة - والمراحل القادمة - تلعب الجزائر أدوارا كبيرة ومؤثرة على المستوى الإقليمي بما باشرته من عمل دبلوماسي مكثف، وبالتالي هي بحاجة إلى جبهة داخلية قوية جدا، وهذه الجبهة تضم الجميع على اختلاف أطيافهم، واتجاهاتهم، وبكل الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني؛ فالمراد من «لم الشمل» أن يكون هناك تأطيرا حقيقي للمجتمع، وللمواطن الجزائري المهم يكون هناك الوعاء الذي يمكن العمل معه من أجل المرور إلى مرحلة مقبلة، وهي مرحلة مهمة للغاية في منعرج الجزائر الجديدة.
ما هو محتوى وتفاصيل مبادرة "لم الشمل"؟
من خلال المشاورات التي جمعتنا مع رئيس الجمهورية تبيّن لنا أن رئيس الجمهورية يربط بين جبهة اجتماعية قوية وإقلاع اقتصادي حقيقي. هذا المناخ الذي يمكن أن يضع إمكانيات الجزائر الطبيعية الكبيرة جدا في قمة عطائها، ومبادرة "لم الشمل" هي الالتفاف حول مؤسسات الدولة.
وهذه المشاورات ستشمل كل الطبقة السياسية، وشخصيات وطنية، ومنظمات اقتصادية، ومنظمات عمالية، وتشمل كذلك المجتمع المدني، وهذه خطوة الالتقاء حول ما نريده للجزائر، وكيف يمكن أن نمضي بها، وبتنوعها الجميل، وبديمقراطيتها الواعدة، وينبغي ألا نكون عثرة في طريق تطورها.
إذن هي عملية تراكمية إيجابية وعد بها في السابق رئيس الجمهورية الذي جاء انتخابه في ظروف مغايرة لكل الظروف الانتخابية الأخرى، وبالتالي أول ما يجب أن نبدأ بالتفكير فيه هو كيفية إعادة هذا البناء الأساسي والأرضية الصلبة الحقيقية للجزائر.
مبادرة "لم الشمل" تهدف لمد اليد واستعادة الثقة؛ فالرئيس لا يريد أن ينفرد بالقرارات، وإنما يريد تقاسم المسؤولية مع الطبقة السياسية، ومع كل فئات المجتمع الأخرى مُمثلة في المجتمع المدني، وأظن أن هذه هي الحوكمة السديدة، وهي آلية من الآليات التي ستكون لها ثمار حقيقية في القريب العاجل.
حتى الآن لم يطلع أحد على مضمون هذه المبادرة، والبعض يصفها بـ "الطرح الغامض".. بماذا تردون عليهم؟
"لم الشمل" ليس بطرح غامض، وليس بجديد على الجزائريين المعروفين في كل مرحلة صعبة تحتاجهم فيها الجزائر، أن يلتفوا حول مؤسساتهم.
وهي مشاورات يتم فيها تبادل الآراء حول ملفات كثيرة مطروحة في الساحة السياسية، أو يطرحها المعنيين بالمشاورات، ليتم وضع الأرضية التي تنطلق من خلالها مبادرة "لم الشمل"، ونترقب أن يكون لرئيس الجمهورية في ذكرى مرور 60 عاما على استقلال الجزائر قرارات مهمة خلال الأيام القليلة المقبلة.
ونحن كطبقة سياسية مهمتنا احتواء المواطن وانشغالاته، حتى إذا جاء موعد طرح الرؤى، والبدائل تكون في مستوى ما يطمح له المواطن.
وأعتقد أن "لم الشمل" ليس مشروعا يخص رئيس الجمهورية فقط، وإنما الجميع للنهوض باقتصاد الجزائر ومنظوماتها الاجتماعية، والثقافية، والفكرية.. لتتم هذه الإصلاحات بتوافق كبير مع كل الطبقة السياسية.
هل هناك شخصيات أو جهات بعينها تم إقصائها عن المشاركة في هذه المبادرة؟
حتى الآن لا توجد أي شخصية تمت دعوتها ولم تلبِ، ولا أظن أن هناك أي إقصاء، وأقول لكم بكل صراحة حتى الشخصيات الوطنية المحسوبة على المعارضة في بعض الأمور، لا تعارض الحوار، لأننا مهما اختلفنا لا نختلف حول الجزائر.
وأظن أن كل الطبقة السياسية معنية بهذه المشاورات، والعملية ليست عشوائية أو متسرعة، وهذا دليل أننا اليوم وصلنا إلى نضج كبير في وضع نقاط نجاح المسار الجزائري، الذي يعكس الأفكار والرؤى الجديدة.
ونحن نعيش في عالم فيه قوى تتغير، وأجواء حرب عالمية غير مُعلنة، وأمن غذائي، ومائي، وطاقي مُهدد، ونرى دولا كبرى تتراجع عن مواقفها، بينما الجزائر ثابتة على مواقفها، وهي السند لكل القضايا العادلة.
لكن البعض يرى أن الحراك له موقف رافض للطرح الخاص بـ "لم الشمل"، وأيضا هناك بعض الحركات كحركتي «رشاد» و«الماك» ضد هذه المبادرة.. ما تفسيركم؟
أنا أحتكم إلى قوانين الجمهورية الجزائرية، وإلى العدالة الجزائرية، فما فُصل في انتمائه، وتصنيفه ويعمل ضد مصالح الجزائر ويتآمر عليها مع جهات أجنبية تريد زعزعة استقرار الجزائر لا نحتاج رأيه.
الحقوقي الجزائري، عبد الغني بادي، وهو أحد رموز الحراك الشعبي، أعلن -في مقابلة سابقة مع "عربي21"- أن الحراك لن يقبل بأي طرح غامض وغير واضح المعالم، وأنه حتى الآن ضده.. ما تعقيبكم؟
نتج عن الحراك تغييرات كبيرة، قد لا تكون هي التغييرات التي يتمناها الجميع، لكن لا يمكن أن تأتي التغييرات دفعة واحدة، ويجب أن تُهيأ لها الأرضية حتى تكون قاطرة صحيحة، وليس بين عشية وضحاها،
ولا ننسى أن التغيير في الجزائر منذ الحراك قد قابله جائحة كوفيد-19، وهذه الجائحة قد شلّت العالم بأسره لمدة سنتين، وقد تم استدراك ذلك بسرعة بفضل كل مؤسسات الدولة القائمة.
اقرأ أيضا: حقوقي جزائري لـ"عربي21": مبادرة لم الشمل لن تنجح
والحراك قد أدى مهمته، وتبقى قنوات الحوار مفتوحة في ظل الرأي والرأي الآخر، ولكن علينا وضع مصلحة المواطن، ومصلحة الجزائر فوق أي حسابات، ومَن يحب أن يكسب أي شيء ويغير، فليأتي ويغيره من رحم المجتمع.
أنتم تقولون إن الحراك انتهى لكن البعض يرى بأن الحراك تم قمعه في ظل العديد من الاعتقالات السياسية لبعض المعارضين والنشطاء..
لم يتم قمع الحراك، وإنما الحراك اُستعمل كموجة ركبها الكثير من الدخلاء والعملاء، ولا يجب أن نستهين بمَن يريد زعزعة استقرار الجزائر، وسيادة الدولة تقوم على الاستقرار والأمن القومي.
وللأسف أصبح الحراك الآن دفترا يُستعمل للابتزاز، وأظن أن الجزائريين الآن فهموا أن الحراك كان الهدف منه إبطال العهدة الخامسة، وتم ذلك باستقالة الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، فتحقق المطلب الأول، وبعدها ذهبنا إلى انتخابات، لكن هناك أطرافا تريد أن تجعل من هذا الحراك وسيلة لإعادة بعض النعرات إلى السطح، ولا تفيد الجزائريين في أي شيء، والجزائري يريد أن يعيش بكرامة، وأن يكون له سكن وعمل، والرهان اليوم على كيف نُحصّن شبابنا وأسرنا؟، وكيف نخلق ثروة؟، هذا هو الهدف، ولا أظن أن أي بلد يقبل بحدوث الانزلاقات التي لا نعرف مآلاتها.
إذن ليست من الحكمة - بل من الجبن - أن نستعمل ونستغل مآسي الناس، ومطالبهم المشروعة، وهي اجتماعية محضة، كوسيلة وأداة سياسية، وأظن أن هذه ليست من الأخلاق السياسية على الإطلاق.
هل تؤيدون الاعتقالات السياسية في حال وجود أخطار ما تهدد الدولة؟
الجزائر دولة موقعها استراتيجي، وهناك تكالب كبير عليها بسبب مواقفها الثابتة إلى درجة أنها اتخذت قرارات جريئة غير مسبوقة في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية، ودخول الكيان الصهيوني على الخط من أجل الهيمنة على المنطقة والتوسع، وقضية التطبيع التي أصبحت تضر بكيان الأمة العربية، هذه الأمور تجعلنا نحتاط كثيرا، ونغلق جميع منافذ أي فتنة يمكن أن تؤثر في النسيج الداخلي للجزائر؛ فقوتنا لا تكون إلا باللُحمة الحقيقية، التي تضع الأمن والاستقرار أولوية قصوى.
وأي تهديد لاستقرار الوطن تكون مؤسسات الدولة هي المخول لها بالتدخل، والمعارضة النزيهة لا تكون خطرا على استقرار البلاد، لكن ما فائدة ضرب استقرار الجزائر؛ فعندما تصل للحكم ستجد البلد خرابا، وأنت بحاجة إلى شعب ومؤسسات.
مَن هي الجهات التي تستهدف الجزائر؟ وهل إسرائيل على علاقة ببعض نشطاء الحراك؟
الكيان الصهيوني مثل «أحادي الغاز» لا لون، ولا رائحة له.. وله مشروع قديم متجذر، وله علاقة حتى بالربيع العربي، وكيفية زعزعة كل الأمة العربية، وعزل كل دولة بمفردها، حتى لا تجتمع الأمة العربية أبدا، وبالتالي فرّغنا جامعة الدول العربية من عملها وقيمتها الحقيقية، وفرّغنا منظمة عدم الانحياز من قيمتها حتى لا تكن دعما لمواقف الأمة الثابتة، وبالتالي عزلنا الدول الكبرى، وأفرّغناها من نخبها، وجعلناها خرابا، مثل سوريا واليمن والعراق الذين كانوا في السبعينات رواد العلم، وأصبحت الأمة العربية كيان هش جدا.
ولذلك، لا نستبعد استخدام الكيان الصهيوني للحرب التكنولوجية، التي يتقنها بحرفية عالية، ليجعلنا هدفا له؛ فهو كيان لا يوجد له أرض، وبالتالي يريد أن يسكن جسد الأمة العربية، وإن لم يسكنها سيكون مثل السرطان الخبيث في أي جهة من جسمها، وبالتالي اليوم التوغل على حساب قضية الصحراء الغربية آخر مستعمرة افريقية.
كوزيرة سابقة، وكرئيسة لأحد أحزاب الجزائر.. هل رصدتم أي تحركات إسرائيلية لمحاولة استهداف الدولة؟
نعم، ولكن بطرق غير مباشرة؛ فعندما ترى زيارات مسؤولي الكيان الصهيوني لنظرائهم في الدول العربية، وإقامة علاقات ثقافية، ودبلوماسية، ورياضية وغيرها من المجالات.. اليوم لم تصبح السياسة مجرد المشاركة في منبر يضم رؤساء أحزاب، ودبلوماسيين، لأن السياسة موجودة حتى في العمل الرياضي والثقافي وغيره، نحن عندنا موقف ثابت، ليس فقط موقف ضد الكيان الصهيوني، وإنما موقف ثابت بأحقية الشعب الفلسطيني في إقامة دولته؛ فالقدس قبلتنا الثانية، وهي عاصمة فلسطين الأبدية.
كيف تنظرون لدعوات البعض بعودة الحراك مرة أخرى إلى الشارع الجزائري؟
استئناف الحراك لم نسمع به، والأمور التي بادر بها رئيس الجمهورية هدأت الأوضاع، ولا ننسى أننا خرجنا من الجائحة بسلام، رغم أنه ليس لدينا إمكانيات الدول الكبرى التي تضررت بطريقة كبيرة جدا.
وهناك دعوات للحوار، والباب مفتوح للجميع، ورئيس الجمهورية يمد يده للجميع، والهدف يتمثل في تذليل العقبات حتى نصلح الجبهة الداخلية، والشعب على قدر كبير من الوعي.
البعض يرى أن الرئيس تبون لم يوجّه دعوات للحوار لكل تيارات المعارضة، وأن أغلب مَن التقاهم من أحزاب الموالاة.. فلماذا لم يوجّه دعوة الحوار إلى كل المعارضين؟
كل مَن له وجود رسمي مُعتمد من طرف الدولة سيتم دعوته بلا شك؛ فالحوار يجب أن يكون شاملا جامعا، وهذا ما نريده كطبقة سياسية، سواء معارضة أو غير معارضة، ولا يوجد موالاة، وإنما وطنيون نريد أن نذهب إلى التغيير في هدوء، ومن خلال طرح الرؤى الجديدة والاقتراحات؛ فعندما تصف نفسك بالمعارضة يجب أن تسعى ببرنامجك، وتُعبّر، وتعمل حتى تصل للحكم بكل ديمقراطية.
إذن المجال مفتوح اليوم للجميع؛ فكن قويا، وكوّن لك قاعدة شعبية، ولا تعمل على الوتر الحساس بالحديث عن عودة الحراك، وكأنه يريد أن يقول للمجتمع وللمواطن إنه من خلال الحراك يمكنك أن تحقق شيء، وهذا غير صحيح، خاصة أن الحق النقابي مفتوح تماما وبلا تضييق، المهم هو اختيار لغة الحوار. فالجزائر بحاجة إلى الحوار بهدوء لجمع كل أفرادها بكل تنوعهم، أما زرع الفتنة فمآلتها خطيرة جدا، والفتنة أشد من القتل.
على واقع ردود الفعل الأخيرة.. هل تتوقعين أن فكرة لم الشمل ستكلل بالنجاح؟
نعم ستكلل بنجاح كبير، لأن عملها ليس به "بهرجة" الإعلام، ونحن مستعدون للانخراط في مسعى يخدم الجزائر، وليس مسعى يذوب فيه الحزب، وليس بمنطق الموالاة، بل على العكس؛ فرئيس الجمهورية اليوم يحتاج للأفكار والرؤى المختلفة.. هكذا تُبنى الجزائر؛ فهو يريد أن يحدث توافق؛ لأنه رئيس جمهورية كل الجزائريين، وهو ما يريد ويطمح إليه من خلال هذه المشاورات.
بحكم كونكِ وزيرة سابقة للبيئة، ما تفسيركم لحرائق الغابات التي تشهدها الجزائر من وقت لآخر؟
نظرا للتغيرات المناخية أصبحت الجزائر مثل الكثير من المناطق ذات حرارة شديدة، وهو أمر طبيعي، حتى في طبيعة الغابة يجب أن تكون فيها بعض الحرائق، حتى تُجدّد فيها الأنفاس، وتخرج البذور وتنتشر، وتنتعش الغابة.. لكن مع التغيرات المناخية أصبحت درجات الحرارة عالية جدا، وللأسف العالم لم يستطع أن يُخفّض هذه الحرارة، ولم تلتزم كبريات الدول الصناعية.
وأيضا بفعل الإنسان، وهذا يدخل في سياق الجريمة التي تتطلب ردعا صارما ودون هوادة.
ومع اقتراب عيد الأضحى، هناك أفراد يلجؤون لحرق الغابة من أجل الحصول على الفحم، واليوم هناك مُخطط لمكافحة الحرائق، مع الأخذ بعين الاعتبار كل ما حدث في السنوات الماضية، وخاصة السنة الأخيرة.
وقد قدمت الجزائر رسميا طلبات لشراء الطائرات المتخصصة في إخماد النيران، وبدأنا في استعمال طائرة قادمة من روسيا، وهناك طائرات قد تم التعاقد على شرائها، ولكن يتطلب وقت لصناعتها، وبنهاية كانون الأول/ ديسمبر المقبل سيكون لدينا 4 طائرات.
ومصالح الغابات تعمل على تسخير كل الإمكانيات، مع فتح مسالك جديدة، مع التشديد على درجة العقاب لكل مَن يمس بالأمن القومي الذي يتمثل في صحة، وممتلكات، وحياة المواطنين، لأن إشعال النيران له تأثيره الصحي، وتأثيره البيئي على مستوى التنوع البيولوجي الذي هو أساس الأمن الغذائي، وهو رأس المال الطبيعي الحقيقي.