هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هناك مصالح عربية عليا وسلوك لبعض الدول العربية الذي يناقض هذه المصالح ويعوقها، المشكلة هي أن حكام العرب يوجهون البلاد والعباد والموارد لخدمة سلطتهم الطائفية، فلا شك أن كل العالم العربي محكوم بالطوائف وليس فقط لبنان، طائفة عسكرية وطائفة حزبية وطائفة أسرية والطائفة مطلوبة لمساندة الحاكم ولذلك توجه كل الموارد والسلطات لخدمتها كما توجه السياسة الخارجية تبعا لمصالح الطائفة وإن كانت تزعم أن مصالحها هي نفس مصالح الوطن.
وسوف نلقي الضوء على هذا العامل خلال تحليلنا للمصالح العربية العليا للأوطان وليس للحكام.
المصلحة الأولى: هي استنقاذ فلسطين والأقصى من براثن السرطان الصهيوني. فأي حيد عن هذا الضابط يناهض مصالح الأمة ولا يشترط أن تتأثر الدولة العربية بهذا السرطان، بل يكفي أنها عضو في هذه الأمة التي يمزقها السرطان الصهيوني.
إن التقارب العربي مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين هو دعم للصهيونية في مواجهة الهوية العربية، كما أنه إهدار لمستقبل هذه الأمة ويؤخر القدر المقدور وهو انتهاء الظلم الصهيوني الغربي لكل المنطقة.
المصلحة الثانية: هي المحافظة على وحدة الأمة وتماسكها وهذا يتطلب احترام قواعد العمل العربي المشترك، والخطر الداهم على هذا هو الاختراق الأجنبي والسرطان الصهيوني الذي يؤدي إلى استتباع العرب للخارج مما يهدد وحدة الأمة.
فالصهيونية مهددة للعروبة، وتخلي العرب عن عروبتهم هو تفضيل للسلطة التي يضمنها الغرب على مصالح الوطن الكبير والأوطان الصغيرة.
وبالطبع فإن التوترات داخل الجسد الواحد تهدد عروبة المنطقة ولذلك نشدد على تسوية المنازعات داخل الأسرة العربية بل وتقوية وشائج التضامن والتكافل.
وقد لاحظنا أن بعض الدول بدافع التحالف مع الخارج ضد أوطانهم تسعى إلى إشعال نار الفرقة والتمزق بين أوصال الأمة.
فلا شك أن وحدة الوطن الصغير هو لمصلحة الوطن الأكبر.
السلوكيات العربية المنحرفة عن هذه المصالح:
أولا: لا شك أن الشعب اليمني بحاجة إلى الاستقرار ووقف الإبادة تحت أي شعار ومن حقه أن يعاد إعمار وطنه وأن يمكن هذا الشعب من تقرير مصيره، وأن ينطلق اليمن إلى أن يكون فاعلا في الأسرة العربية.
ثانيا: سوريا بحاجة إلى الاستقرار وتقرير المصير ووقف تصفية الحسابات من مختلف الجهات على أرض سوريا وأن تولد سوريا مستقلة عربية مناضلة في معسكر المقاومة وأن يعاد إعمارها بعد أن دمرت عمدا، وخروج كل الغرباء من سوريا وإعادة المهجرين والنازحين إلى أرضهم ووقف المؤامرات الدولية عليها وأن تدرك الدول التي ساندت الحكومة السورية أنها دخلت وحققت أهدافها، وبعد التسوية. يجب ألا تحرج الحكومة بطلب امتيازات ثمنا لهذه المساندة.
ثالثا: العراق يستحق أن يتوحد شيعته وسنته وألا يميز المسلمون والدول العربية التي تسير مع المخطط الأمريكي الصهيوني بين السنة والشيعة والادعاء بأنهم يشكلون كتلة سنية مواجهة لشيعة إيران وهو عين ما تريده إسرائيل وأمريكا.
رابعا: العبث بوحدة اليمن ووحدة سوريا ووحدة ليبيا ووحدة مصر والسعودية وفق المخطط الصهيوني يناقض قيم العروبة والمصلحة العربية العليا.
خامسا: توجيه الأموال العربية لتمزيق الأوطان العربية وتدميرها وأحيانا في صورة مشبوهة هي الاستثمارات في مصر وإثيوبيا لدعم المخطط الإثيوبي ضد مصر ووجودها يناقض المصالح العليا العربية.
سادسا: استمرار تمزيق العلاقات الجزائرية المغربية حول الصحراء الغربية استنزاف للأمة ويجب أن يسوى لمصلحة الشعبين وأن تتحلى كل الأطراف بالأمانة والشجاعة.
سابعا: إن التقارب العربي مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين هو دعم للصهيونية في مواجهة الهوية العربية، كما أنه إهدار لمستقبل هذه الأمة ويؤخر القدر المقدور وهو انتهاء الظلم الصهيوني الغربي لكل المنطقة.
ثامنا: المقاومة العربية شرف للأمة وعلامة وجودها وحيويتها وكذلك الثورات الشعبية التي يجب أن يسعد بها حكام الأمة على أن شعوبهم ترفض تجاوزات الحكام واستفتاء عليهم وعلى سياساتهم.
إنكار المقاومة ونقد إيران التي تساندها موقف سلبي، والأولى أن يتضافر العرب بكل إمكانياتهم لإجبار أمريكا وإسرائيل على تسوية عادلة في فلسطين، أو البديل الحلول محل إيران في دعم المقاومة ولا شك أن تجميد عضوية سوريا والتقاعس في عدم عودتها هو ضرب للعروبة في مقتل.
وأولى بالحكام أن يصلحوا العوار الذي قامت من أجله الثورات، وبدلا من التحالف مع أعداء الأمة لضرب الثورات، عليهم أن يزيلوا أسباب انفجارها.
تاسعا: التسليم بأن مصر القوية العزيزة هي ضمان للأمن القومي العربي وأنه يستحيل أن تخلفها دول أخرى، فهذا وهم لدول كثيرة خلال العقود السابقة لكن مصر لن تموت أو تفنى.
عاشرا: وضع قواعد العلاقات بين الحاكم والمحكوم في المنطقة وأن تحالفات الحكام يجب أن تكون لمصلحة الوطن العربي وأن الحاضنة الشعبية هي مصدر شرعية الحكام وليس رضا واشنطن وإسرائيل، ووضع قواعد للتعامل بين أعضاء الأسرة العربية ومنع اختراق الإرادات العربية ووضع أولويات كذلك للتعامل مع الغير.
تلك تأملات لإنقاذ المنطقة العربية التي يهددها الشرق الأوسط الجديد وفي قلبه إسرائيل مما يعجل بالثورات العربية ضد إسرائيل وحلفائها العرب ونحن لا نريد ذلك، والأفضل أن يحتضن الحاكم العربي في ظل مشروع عربي ينافس المشروعات الإيرانية والتركية.