هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شدد مسؤولون سابقون كبار في أسرة الاستخبارات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي "أمان" على ضرورة أن تستعد "إسرائيل" لمواجهة إيران ووكلائها في الشرق الأوسط.
ونبه الضباط الكبار إلى أهمية أن "تستعد إسرائيل في أقرب وقت ممكن لمواجهة عسكرية مع إيران أو وكلائها، وذلك في ضوء الاتفاق النووي المتبلور"، بحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير مشترك لكل من حنان غرينوود وتمير موراغ.
وفي حديث مع الصحيفة، أكدا الجنرال عاموس جلعاد، رئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الأمن سابقا، ويعقوب عميدرور، رئيس هيئة الأمن القومي سابقا، أن "كل محاولة للتأثير من أجل منع الاتفاق النووي عديمة الاحتمال، وعليه يتعين على إسرائيل أن تكون جاهزة في أقرب وقت ممكن، لإمكانية العمل بوسائل عسكرية لأجل منع الخطر عن إسرائيل".
وقال جلعاد: "التهديد الإيراني هو تهديد مركزي استراتيجي على إسرائيل، وينبغي أن نفهم بأن الحديث عن جهود هائلة تبذلها إيران كي تصبح ذات قدرات مهددة جدا، ويوجد لهم في لبنان 150 ألف صاروخ موجهة ضد إسرائيل، منها صواريخ بعيدة المدى، إضافة لقدرات سايبر، مع حقيقة أنها على شفا النووي".
كما رأى عميدرور أنه "من الخير أن إسرائيل أوضحت أنها غير ملزمة به"، زاعما أن "الخيارات الدبلوماسية استنفدت بعد أن قررت واشنطن السعي نحو الاتفاق بكل ثمن تقريبا"، مضيفا: "لا أرى أي سبيل لا يتضمن القوة لإقناع الإيرانيين، فطهران لن تتوقف تحت أي ضغط دبلوماسي أو اقتصادي، الأمر يستوجب منا أن نحرص على أن نكون مستعدين لإمكانية عسكرية".
وذكرت الصحيفة أن "جلعاد هو الآخر يعتقد أن هذا اتفاق سيئ، لكننا في وضع كل الإمكانيات فيه سيئة".
وتساءل جلعاد: "هل نسير مع الولايات المتحدة أم نتهجم عليها؟ فواشنطن ستقرر الخروج نحو الاتفاق معنا أو دوننا، ولنا توجد قدرة تأثير على الموضوع، وإذا ما تهجمنا عليهم كلاميا لن نكسب شيئا، كما علينا أن نفهم أنه لا يمكننا مهاجمة إيران دون تنسيق مع الولايات المتحدة لأسباب مختلفة، وعليه، يمكن أن ندير حوارا قاسيا مع الولايات المتحدة، ولكن غير علني، كما علينا أن نعزز العلاقات مع الدول الغربية والعربية، مع الحظر من وهم ناتو إقليمي".
وأضاف: "إذا وصلت إيران لإنتاج قنبلة نووية، ستفرض رعبها على كل الشرق الأوسط، والمنطقة كلها ستتدهور لسباق نووي، وبفضل ما لدينا من قدرات استراتيجية، سينظر إلينا بشكل مختلف تماما في الشرق الأوسط النووي".
واتفق كل من جلعاد و عميدرور على ضرورة أن "تطور إسرائيل فورا قدرات عسكرية متطورة، بناء على ما لدينا من قدرات، وأيضا على أساس المساعدة الأمريكية، كما يحتمل أن تندلع مواجهة الشهر القادم مع لبنان، ولهذا فنحن نحتاج إلى تحصين مكثف لإسرائيل واستنفاد العلاقات مع الدول العربية".
الجنرال جلعاد لم يخف قلقه بشأن الوضع الداخلي الذي تمر به "إسرائيل"، وقال: "بدلا من الانشغال بالتهديد الخارجي نحن ننشغل بحملات انتخابات، ونبذر مليارات الشواكل، لا يصدق كم هو جمهور غبي بهذا القدر، فلا يحتمل أن ننشغل بتبذير المال والإضرابات بدلا من أن نركز على التهديد الحقيقي".
بدوره، شكك العميد احتياط يوسي كوبرفاسر، رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات سابقا، وباحث كبير في المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية، في قدرة واشنطن منع طهران من الحصول على القوة النووية، وقال: "رغم تصريحات الولايات المتحدة بأنها لن تسمح لإيران بالتسلح بسلاح نووي، فهي في هذه المرحلة لم يعد بوسعها منعها عن ذلك؛ إيران ستكون قريبة جدا من الهدف".
أما المقدم احتياط ميخائيل سيغال، رئيس ساحة إيران في شعبة الاستخبارات سابقا، قدر أنه "في أعقاب نفاد مواعيد القيود على تخصيب اليورانيوم، ستتمكن إيران في السنوات القريبة القادمة من استخدام العلم والتجهيزات التي راكمتها؛ كي ترفع مستوى صواريخها البالستية، واقتحام القنبلة في اللحظة التي ينفذ فيها مفعول القيود".
اقرأ أيضا: هكذا يستغل الاحتلال توجه واشنطن نحو توقيع الاتفاق النووي
من جهته، أوضح يوئيل جوجنسكي، وهو باحث كبير في معهد بحوث الأمن القومي ومسؤول سابق في ملف إيران والخليج في هيئة الأمن القومي، لـ"إسرائيل اليوم"، أن "الاتفاق المتبلور سيئ، لكنه أهون الشرور، وحتى الآن لا أرى بديلا في شكل عمل عسكري، وإسرائيل تريد، لكن ليس مؤكدا أنها تستطيع، والولايات المتحدة تستطيع، لكنها لا تريد".
وذكر أن "هناك علامة استفهام: كيف ستعمل الولايات المتحدة ضد إيران تحت الاتفاق ولا تقيد نفسها؟ وتحت رئاسة باراك أوباما، تلقت إيران "خطا" حرا في المنطقة، وآمل ألا يكون هذا مشابها تحت إدارة جو بايدن".