خلال
فترة جائحة كورونا تابعت العديد من الندوات والمؤتمرات الافتراضية المتعلقة
بالقضية
الفلسطينية، والتي حاولت الإجابة على سؤال: ما العمل. الحقيقة أنها عموما
انتهت إلى تحليل وضع القضية البائس ولم تجب على سؤال ما العمل، ولكن العديد منها أكد
على أنه من الضروري تغيير القيادة الحالية بطرق ديمقراطية، وأن يعاد بناء منظمة
التحرير الفلسطينية (م ت ف)؛ الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين في كل مكان.
في
نفس الوقت الذي يطالب فيه عدد كبير من الفلسطينيين بانتخاب مجلس وطني فلسطيني يمثل 14
مليون فلسطيني في كل أماكن تواجدهم، يرد من هم يقبعون على كراسي القيادة بعدم
إمكانية ذلك وبالذات في دول محددة، مثل المملكة الأردنية الهاشمية الحاضنة لأكبر
عدد من اللاجئين الفلسطينيين، وتعقيد الأمر بسبب تقسيمهم إلى من لديه رقم وطني
ومن ليس لديه رقم وطني.
كما
أن الفلسطينيين سئموا من المبادرات التي تنطلق لتحقيق هدف إعادة بناء "م ت ف"
وانتخاب مجلس وطني جديد. واستعملت
المجموعة الجالسة في المقاطعة غياب المساءلة عن
قراراتهم والاستمرار بسياسات مرفوضة من الشعب، مثل الاستمرار بالتنسيق الأمني
للقيام بما يريدون. كان من ضمن ذلك عقد المجلس المركزي في بداية العام وتعيين
أعضاء للمجلس الوطني وأحدهم رئيسا، واللجنة التنفيذية ومنهم السيد حسين الشيخ.
إن الفلسطينيين سئموا من المبادرات التي تنطلق لتحقيق هدف إعادة بناء "م ت ف" وانتخاب مجلس وطني جديد. واستعملت المجموعة الجالسة في المقاطعة غياب المساءلة عن قراراتهم والاستمرار بسياسات مرفوضة من الشعب، مثل الاستمرار بالتنسيق الأمني للقيام بما يريدون
وامتد
تسلطهم لجعل المؤسسة الأم "م ت ف" دائرة في دولة فلسطين أو السلطة
الفلسطينية، وإدراج ميزانيتها كبند في ميزانية السلطة، مع العلم بأن أغلب الدول
الوازنة في الغرب لا تعترف بدولة فلسطين، ولكنها تعترف بـ"م ت ف"
كالممثل الشرعي والوحيد.
في
ظل هذا التفرد وتقزيم المنظمة والاستمرار بسياسات يعترض عليها الشعب الفلسطيني
والمجلس الوطني، والاستمرار بالتنسيق الأمني مع دولة الاحتلال مع استمرارها بقتل
الشباب والنساء والأطفال وشن حروب على غزة المحاصرة، قررت مجموعة من المواطنين
الفلسطينيين في فلسطين والشتات المبادرة بإطلاق مطلب إعادة بناء
منظمة التحرير
الفلسطينية، بدءا بانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني ليكون ممثلا لـ14 مليون
فلسطيني، يفرز قيادة جديدة تحمل المشروع الوطني الفلسطيني مستقبلا، وتعود بالأساس
للميثاق الوطني الفلسطيني عام 1968. وسيكون مركز العمل للحصول على ذلك هو المؤتمر
الشعبي الفلسطيني.
المميز
بالمؤتمر هو أنه جامع للضفة وغزة ومناطق الـ48 والقدس والشتات، أي الكل الفلسطيني،
الـ14 مليونا. لا نتحدث عن حراك في الداخل فقط أو في الخارج فقط، بل مؤتمر جامع.
ومع أنه لا يدعي التمثيل لكل منطقة، إلا أنه سيطلق صرخة للتغيير يتوافق عليها أغلب
الشعب الفلسطيني. لسنا محسوبين على فصيل واحد أو حزب سياسي، مع معرفة أن لكل فرد
الأحقية بالانتماء، ولكن تواجد كل فرد سيكون بشكل شخصي حتى لا يعوق موضوع التمثيل
إمكانية الوحدة في النداء للتغيير. ولكن أعضاء اللجنة التحضيرية على تواصل مع
الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني لدعوتهم لدعم المبادرة التي يحتاجها الشعب
الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
تم
إطلاق
مؤتمر صحفي للمؤتمر بتاريخ 4 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري للإعلان عن بدء التحضيرات
للمؤتمر الذي سيعقد في القصر الثقافي في رام الله بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، تزامنا مع قاعة
في غزة وعبر تطبيق الزوم مع فلسطينيين في دول اللجوء والشتات. ويمكن متابعة
المؤتمر الصحفي على
موقع المؤتمر.
عند
انطلاق المؤتمر سيتم تزكية هيئة توجيهية من 61
فردا يمثلون التواجد الجغرافي، تكون المرجعية، ينبثق عنها لجنة متابعة تعمل على
تنفيذ مخرجات المؤتمر التي أساسها إعادة بناء "م ت ف" بدءا بانتخاب مجلس
وطني.
لماذا قد يتم رفض تفعيل التمثيل الفلسطيني؟ أليس ذلك حقا لكل فلسطيني أينما كان؟ وإن رُفض الطلب ألن يعري ذلك الجالسين على الكراسي؟ فهم عندها من يرفض الديمقراطية والعودة للشعب. لا نعمل لإيجاد بديل لـ"م ت ف"، بل نصرّ على استرجاعها وإعادة بنائها
السؤال
من العديد من الفلسطينيين سيكون: ماذا ستفعلون إن رفضت "م ت ف" أو
السلطة هذا المطلب الشرعي؟ هل تذهبون لبديل؟ في الواقع الجواب هو: ولماذا قد يتم
رفض تفعيل التمثيل الفلسطيني؟ أليس ذلك حقا لكل فلسطيني أينما كان؟ وإن رُفض الطلب ألن
يعري ذلك الجالسين على الكراسي؟ فهم عندها من يرفض
الديمقراطية والعودة للشعب. لا
نعمل لإيجاد بديل لـ"م ت ف"، بل نصرّ على استرجاعها وإعادة بنائها.
تدرك
اللجنة التحضيرية للمؤتمر أننا نواجه تحديات كبيرة لإنجاح العمل، ولكن نصرّ على
المحاولة والنجاح. فليلتف جميع الفلسطينيين من مبادرات قائمة وأفراد حول مؤتمرهم،
ليكون القوة الضاغطة التي تحدث التغيير السلمي الديمقراطي لقيادته وتنتشل القضية من
المأزق الذي تعيشه.
ولينتبه
المجتمعون في الجزائر الحبيبة إلى أن الشعب الفلسطيني يطالب بالتمثيل وإنهاء
الانقسام والعودة له لينتخب قيادته للمرحلة القادمة. وبالتأكيد، إن وحدة الشعب
والأرض والقضية من خلال المؤتمر ستقلق الكيان الصهيوني الذي اعتقد أنه نجح بتفتيته
وتقسيمه.. المارد الفلسطيني ينهض لاستعادة المبادرة.
(منسق
اللجنة التحضيرية العامة للمؤتمر الشعبي الفلسطيني– 14 مليونا)