انسحاب المياه ثم تسونامي كذلك هي
حالة الصراعات على الإمارة ولو على كومة من حجارة.. كل الأحاديث تدور على من
سيحكم، ثم من سيكون في المنصب الفلاني والمنصب الفلاني. في بلداننا ومهما تعددت
التسميات هنالك أفكار لتقاسم إرث أم ميتة كل أربع سنوات دون تفكير باليتامى الذين
تركتهم أو إيقاف عوامل التعرية التي تأكل من القبر والجسد، فهم باسمهم كل شيء لكن
لا ينالون أي شيء. وترى ضيوف النفايات في ازدياد، والتشرد القاسي ومشاريع الجريمة
في ازدياد، بدل مشاريع الإصلاح والارتقاء، ومع هذا يقال إننا
في ديمقراطية، ويتم الحديث عن
السلطة وليس عن المسؤولية تفرضها تلك السلطة، لتعود
قصة آدم والعزم والفهم.
ديمقراطية بلا حدود
إذا كان مفهوم
الديمقراطية هو
الانتخابات والسلطة (وهو كذلك)، فهو يشرعن للكل بغض النظر عن صفتهم
شريطة أن يحصلوا على العدد الكافي من الأصوات.
الديمقراطية تبناها النظام الرأسمالي ضمن حزمة من الآليات للحفاظ على رأس المال، وأن يعطي الأمل للجمهور ومعاقبة المسؤول بأن لا يتم اختياره مرة أخرى إن لم يعمل ما يرضي. لكن برنامج الأحزاب في الحفاظ على الرأسمالية ونمط حياتها سائر لا يتغير، ولا أحد يفكر بهذا الموضوع أصلا عند التصويت
الديمقراطية آلية
لدعم أساس، وما أن تأتي بها
منفردة في فوضى فهي ستدعم وتشرعن الفوضى؛ ومن الخطأ الظن أن الديمقراطية أداة
إصلاح فهي لا تنتج فكرا ولا نظرة عن الكون والإنسان والحياة، من أجل هذا لم تك
مفضلة بإطلاقها عند الإغريق وحُددت بطبقة معينة من النخبة وشريحة من البشر، والغاية
عند الرومان شرعية الحاكم، وعندما تبناها الغرب، تبنى ديمقراطية المفاضلة
والاختيار لا الانتخاب، فمن ينتخب فعلا حول العالم هي الأحزاب.
الديمقراطية متبناة
الديمقراطية
تبناها النظام الرأسمالي ضمن حزمة من الآليات للحفاظ على رأس المال، وأن يعطي الأمل
للجمهور ومعاقبة المسؤول بأن لا يتم اختياره مرة أخرى إن لم يعمل ما يرضي. لكن
برنامج الأحزاب في الحفاظ على الرأسمالية ونمط حياتها سائر لا يتغير، ولا أحد يفكر
بهذا الموضوع أصلا عند التصويت.
الاشتراكية ونظم
الطغاة وأنواع من الملكيات تبنت نظام منح الشرعية -وهو ما أفضل أن اسميه- فنجد أن
طاغية يتم التصويت له ويعاد ثم يعاد إلى نهاية العمر، أو يأتي من ينقلب عليه
ليمتلك تلك الصناديق ضمنا.. أو يكون على السلطة شخصان أو أكثر تتطابق رؤيتهم ليجري
تدويرهم "ديمقراطيا ودستوريا"، كما حدث في روسيا بين بوتين وديمتري ميدفيدف،
ويبدو أنهما صاحبا مشروع يعود بروسيا إلى عهد القياصرة.
قد لا يكون هنالك أي مشروع وإنما للهيمنة الشخصية والسيطرة على الثروات بتفاصيل متعددة وسيناريوهات، كما فعلت دكتاتوريات أفريقيا وحكامها الذين سلطوا على شعوبهم لتجوع رغم ثرواتها التي تنقل إلى مستعمرها السابق، ويبقى الحكام بعملية ديمقراطية معلومة النتائج ليتم الوصول إلى ذات الهدف
وقد لا يكون
هنالك أي مشروع وإنما للهيمنة الشخصية والسيطرة على الثروات بتفاصيل متعددة
وسيناريوهات، كما فعلت دكتاتوريات أفريقيا وحكامها الذين سلطوا على شعوبهم لتجوع
رغم ثرواتها التي تنقل إلى مستعمرها السابق، ويبقى الحكام بعملية ديمقراطية معلومة
النتائج ليتم الوصول إلى ذات الهدف، وهو توزيع الثروات على يد التابع المحلي الذي
هو وكيل لاحتلال أجنبي عمليا، وغالبا ما يشار إلى فرنسا وسلوكها مع الدول التي
كانت تحتلها والتي أخذت بالتمرد على هذا السياق منذ وقت قصير.
الدولة والحكم
الدولة ليست من
يحكم، وإنما من يفعل وما هو برنامج حكمه ورؤيته، لكن في فهم الديمقراطية الذي
تشجعه قوى الاحتلال ينشغل الناس والبلد بمن يحكم، ولا تقدم ولا عمران ولا كرامة
للإنسان ولا حياة، بل لا عيش كريما وكأن وصول هؤلاء الأشخاص هو حلم الشعب وليس
العمران وبناء الإنسان.
إن الخيار
الحقيقي والديمقراطي لأي حاكم لا بد أن يرتكز على مدى نفعه وفق خلفيات النظام هذا،
فاختيار الحكام هو وفق برنامج الخدمات والتطوير للبلد ومدى قدرتهم على الوفاء به.
الدولة ترعى
الناس بالشفافية واستثمار الموارد وحماية السكان وحياتهم ورعايتهم من تأثيرات
البطالة وتذبذب العمل ورعاية الصحة سواء للكل بمن فيهم الشيوخ كبار السن،
فالانتخابات كألية منفردة هي كقطع ورقة من شجرة لا تلبث أن تتعفن وتموت؛ واعتبارها
كأمر مقنع كافٍ بذاته لا يخاطب إلا أطماع الطامعين بالسلطة والمال.
زعم الوطنية ليس كلاما للمجالس، فالوطنية ملاذ المهزوم وملاذ أصحاب الأطماع على حد سواء، وكلا الجانبين يصنعان من الوطن موطنا للحزن والتحشيد للصراعات لا للأمل في الحياة، فيدعوان الإنسان ليكون مستعدا للموت في سبيل "الوطن" لا التضحية لبنائه،
إن العمل لتحقيق
العمران للبلد والرفاهية لأهله هو مجمع القيم، وهو المعيار الواضح لنتيجة لا تقبل
الجدل في حسمه، لأن أي عمل تخريبي أو يؤدي إلى تخريب البلاد وذل العباد هو تنفيذ
لما يريده أعداء الأمة بأشد قسوة وتدن؛ لأنها لا تعد خيانة فحسب بل تهدد السلم
الأهلي وتضيع فرص التقدم ومواكبة التطور المدني وتسهيل الحياة بتلكم المواكبة.
زعم الوطنية ليس
كلاما للمجالس، فالوطنية ملاذ المهزوم وملاذ أصحاب الأطماع على حد سواء، وكلا
الجانبين يصنعان من الوطن موطنا للحزن والتحشيد للصراعات لا للأمل في الحياة،
فيدعوان الإنسان ليكون مستعدا للموت في سبيل "الوطن" لا التضحية لبنائه،
أما إن بني على رؤية وعقلية التمدن ووفق قيم الأمة فان الإنسان عندها لن يفكر إلا
بتحسين الحال بتطور المكان واستثمار الزمن.
الخطأ هو من
مخرجات أي فعل لا يسبقه استخدام للمنظومة العقلية، فالآدمية مفتاح نجاحها منظومتها
العقلية وإلا كان القرار غريزيا وهو حتما ميّال للخطأ بطبع الآدمية عندما تحرك
القرار الغريزي في فعل أبينا الأول، فالاتكال على الديمقراطية كغطاء للطغيان هو سراب
خادع لأن
الطغيان يتعاظم وسرعان ما سيكون جسد الطغيان عاريا.