نفت الحكومة الأردنية
ما نشرته بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود اتفاق بين الأردن ورئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، لتشكيل لجنة أردنية، إسرائيلية
فلسطينية لإدارة
المسجد الأقصى.
وقال وزير الاتصال
الحكومي، الناطق باسم الحكومة الأردنية فيصل الشبول في تصريحات خاصة
لـ"عربي21"، إن "موقفنا واضح، الحرم القدسي ومساحته 144 دونمًا هو
وقف خالص للمسلمين لا يقبل القسمة زمانيا أو مكانيا وإدارته هي مسؤولية وزارة
الأوقاف التي توظف قرابة ألف شخص لإدارته وحراسته والوصاية الهاشمية على المقدسات
الإسلامية والمسيحية في القدس معترف بها عربيًا وإسلاميا ودوليًا".
وجددت الحكومة
الأردنية التأكيد على موقفها عقب زيارة نتنياهو للأردن الثلاثاء الماضي أن
"الوضع القائم هو السائد منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وبموجبه
فإن دائرة الأوقاف الإسلامية هي المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، من دون أي صلاحية
للحكومة الإسرائيلية بالتدخل فيه".
وكان الملك عبد الله
الثاني التقى في عمّان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أكد خلاله الملك على ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي
لعملية السلام، مشددا على ضرورة وقف أية إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام.
وساطة إماراتية أم
ضغوط أمريكية؟
الزيارة تأتي عقب
محطات توتر بين الأردن وإسرائيل كان عنوانها الأبرز نتنياهو، وحسب مصدر سياسي
أردني تأتي الزيارة عقب "وساطة إماراتية قبيل زيارة نتنياهو للإمارات، حيث
يتوقع أن يشارك الأردن بعدها في منتدى النقب وهو اجتماع للدول المطبعة مع
الاحتلال".
الكاتبة والمحللة
السياسية لميس أندوني، ترى أن الزيارة جاءت "بطلب أمريكي من الطرفين"، وقالت
لـ"عربي21"، "المطلوب أمريكيا أن يكون هنالك علاقة بين الأردن
ونتنياهو، جميع تصريحات نتنياهو كانت معادية للأردن لكن عقب زيارة مستشار الأمن
القومي الأمريكي جيك سوليفان لتل أبيب، حصل هذا اللقاء بين الملك ونتنياهو".
وأضافت أندوني: "سوليفان
طلب تطمينات من نتنياهو بعد اقتحامات الأقصى ووضع خارطة الطريقة لتحسين العلاقات
مع الأردن، لكن لا يجب الوثوق بالتطمينات الإسرائيلية كون إسرائيل لا تلتزم
بوعودها".
اظهار أخبار متعلقة
وكان الملك عبد الله
الثاني أكد خلال لقائه نتنياهو على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم
في المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف وعدم المساس به.
وأكد ضرورة الالتزام
بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام، مشددا على
ضرورة وقف أية إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام.
من جانبه المحلل
السياسي الدكتور عامر السبايلة، رأى أن "هذه الزيارة متوقعة"، وقال
لـ"عربي21"، "كانت هناك محاولات إسرائيلية في الفترة الماضية لإدامة
علاقة دبلوماسية مع الأردن وعدم عودتها إلى مربع التصادم".
وتابع: "الأردن
يتعاطى مع الواقع السياسي مع إسرائيل ويسعى لتحييد ملفات التأزيم خصوصا أن هنالك
الكثير من المشاريع المشتركة المتعلقة بالطاقة والمياه بين الطرفين ويحاول الأردن
إيصال رسالة أن عمان تحاول الحفاظ على علاقة مع إسرائيل بغض النظر عن الحكومة
الموجودة".
زيارة خاضعة للاختبار
الخبير في الشؤون
الإسرائيلية، الدكتور أيمن الحنيطي، يصف زيارة نتنياهو في حديث
لـ"عربي21"، بـ"المهمة"، وقال: "باعتقادي أنها زيارة مهمة
جدا وفي توقيت حساس، سواء كان المبادر لها إما الملك أو نتنياهو، وهي خطوة في الاتجاه
الصحيح من قبل القيادة الأردنية إذ يضع الملك فيها الكرة في ملعب نتنياهو ويضعه أمام تحمل مسؤولياته مع حكومته السادسة الأشد تطرفًا ويمينية مع شركائه اليمينيين
القوميين والمتدينين، تجاه العلاقات مع الأردن والحفاظ عليها وعلى الوصاية في
الأقصى".
وأضاف: "الاختبار
الحقيقي لنجاعة هذه الزيارة سيكون في مارس وأبريل المقبلين عندما يحل الفصح
اليهودي ويتقاطع مع الفصح المسيحي وشهر رمضان، إذا ما كان هناك تغيير للوضع
القائم بالسماح لليهود بممارسة طقوسهم وذبح القرابين في الأقصى برعاية الوزير
ايتمار بن غفير الكهاني الفاشي، الأسابيع المقبلة كفيلة بإعطاء الجواب هل بدأت
مرحلة جديدة من العلاقات بين نتنياهو والملك، أم تستمر علاقات التوتر والتأزيم
السابقة؟".
هذا وتعهد وزير الأمن
القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الأربعاء، بمواصلة اقتحام المسجد
الأقصى بعد يوم واحد من لقاء رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع عاهل
الأردن الملك عبد الله الثاني.