حذّر القيادي في حركة "رشاد"
الجزائرية المعارضة محمد
العربي زيتوت من خطورة نتائج
الزيارة الأولى من نوعها التي أداها قائد الجيش
الجزائري السعيد شنقريحة إلى
فرنسا، مشيرا إلى أنها تعكس فشل رهان شنقريحة ومن معه
على إمكانية انتصار روسيا في أوكرانيا.
واعتبر زيتوت في تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، أن زيارة قائد
الأركان الجزائري السعيد شنقريحة إلى فرنسا تعتبر انقلابا على مواقفه السابقة،
وقال: "الفريق أول السعيد شنقريحة كان قائد الجناح الروسي في الجيش الجزائري
وداعما لوجود ميليشيات فاغنر في أفريقيا عامة وفي مالي تحديدا، وقد أطاح قبل أكثر
من عام تقريبا بالجنرال محمد قائدي الذي كان يعتبر قائد الجناح الغربي في الجيش
الجزائري.. الفريق أول شنقريحة كان يراهن إلى وقت قريب على انتصار بوتين في حربه
ضد أوكرانيا، لكنه عندما اقتنع بأن ذلك لم يعد ممكنا وأن روسيا تغرق يوما بعد يوم
في الوحل الأوكراني عاد إلى حضن الغرب".
وأضاف: "قبل هذه الزيارة لفرنسا كان الجنرال السعيد شنقريحة قد
استقبل في الجزائر سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر، كما زاره أيضا
أحد كبار موظفي مجلس الأمن القومي الأمريكي مرفوقا بمسؤولة في الخارجية الأمريكية،
وقبل حوالي أسبوع استقبل أحد كبار رجالات الجيش البريطاني، وتبدو هذه الزيارات كلها
ترغيبا له وترهيبا في نفس الوقت".
وأشار زيتوت إلى أن ما يؤكد هذا الانقلاب، أن "الجنرال شنقريحة
قبِل زيارة فرنسا التي تأتي أياما فقط بعد إصرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على رفض
الاعتذار عن تاريخ بلاده الاستعماري للجزائر بينما كانت فرنسا قد اعتذرت لمدغشقر
ولليهود وهي لم تفعل بهم كما فعلت بالجزائريين (ملايين من الضحايا الجزائريين).. وهو
يزور فرنسا ويقدم التحية للعلم الفرنسي الذي تحت لوائه تم استعمار الجزائر، ويتسلم
من نظيره الفرنسي كهدية قبعة جيش فرسان بلاده التي كانوا يرتدونها في فترة
احتلالهم للجزائر".
ووفق زيتوت فإن تغير موازين القوى الدولية خصوصا في الحرب الروسية
على أوكرنيا، وأيضا مخاوف القيادة العسكرية في الجزائر من فتح ملفات جرائمهم في
محكمة لاهاي، بعد أن صدرت إدانة من محكمة سويسرية للجنرال خالد نزار بالمشاركة في ارتكاب
جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، هو ما أجبر شنقريحة على الذهاب إلى فرنسا لأول مرة
منذ توليه منصب قيادة الأركان.
وأضاف: "الخطورة في زيارة شنقريحة إلى فرنسا ليست فقط في أنها
تأتي من موقع ضعف، وإنما لأنها تأتي بينما تعيش فرنسا أسوأ أوضاعها في أفريقيا،
حيث تواجه صعوبات في كل مستعمراتها الأفريقية خاصة في مالي وبوركينفاسو وغينيا إضافة
إلى ليبيا وغيرها، وهي تحتاج لإعادة تموقعها أفريقيا في معركتها الدائمة للسيطرة
على القارة السمراء التي يشتد حولها الصراع خصوصا مع الصينيين والروس، وهنا تكون
مهمة الجنرال شنقريحة المساعدة في استعادة مكانة فرنسا في أفريقيا".
ولم يستبعد زيتوت أن تدفع الضغوط الفرنسية إلى التوجيه باتخاذ قرارات
خطيرة يتم بموجبها استخدام الجيش الجزائري لتحقيق الأهداف الفرنسية في أفريقيا،
تحت عنوان المساهمة في دعم القوات الأممية العاملة في بعض دولها، وفق تقديره.
وأجرى قائد الأركان الجزائري سعيد شنقريحة، مطلع الأسبوع الجاري،
زيارة رسمية إلى فرنسا، هي الأولى من نوعها منذ 17 عاما لمسؤول عسكري بهذا المستوى.
وذكرت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان لها أن الزيارة جاءت بدعوة من
تيري بورخارد رئيس أركان الجيوش الفرنسية.
والتقى الفريق أول شنقريحة خلال زيارته إلى فرنسا بعدد من المسؤولين
العسكريين بدءا برئيس أركان الجيوش الفرنسية الفريق أول تيري بورخارد، رئيس أركان
الجيوش الفرنسية، ثم سيباستيان لوكورنيه وزير الجيوش الفرنسية ثم العميد إيمانويل
شاربي قائد المدارس العسكرية بسومير، وبحث معهم السبل الكفيلة بتعزيز التعاون
العسكري والأمني بين البلدين.
وكان بيان سابق لوزارة الدفاع الجزائرية قد ذكر أن زيارة شنقريحة
"تندرج في إطار تعزيز التعاون بين الجيش الوطني الشعبي والجيوش الفرنسية،
وستمكن الطرفين من التباحث حول المسائل ذات الاهتمام المشترك".
وحسب الوكالة الفرنسية، فإن زيارة شنقريحة "تحمل رمزية
كبيرة" وتشكل أول زيارة لقائد أركان جزائري إلى باريس منذ 17 عاما، حيث كان
الراحل قايد صالح، آخر قائد أركان جزائري زارها عام 2006.
وفي أغسطس/ آب 2022، زار الرئيس الفرنسي ماكرون الجزائر من أجل
"فتح صفحة جديدة" في
العلاقات بين البلدين.
زيارة ماكرون توجت بإعلان مشترك حول جملة تفاهمات تخص ملف الذاكرة
وماضي الاستعمار الفرنسي في الجزائر، والتعاون في مجال الأمن والدفاع والسياسة
الخارجية والاقتصاد.
وكانت وكالة الإعلام الرسمية في بوركينافاسو قد ذكرت قبل أيام أن
حكومة البلاد طالبت القوات الفرنسية بمغادرة البلاد وأعطتها مهلة شهر واحد
للانسحاب.
وأوضحت أن القرار اتُّخذ لإنهاء وجود الجيش الفرنسي على أراضي
بوركينافاسو.
ويأتي قرار الحكومة العسكرية لبوركينافاسو بعد 5 أشهر من استكمال
فرنسا سحب قواتها من مالي التي أمضت 9 أعوام في البلد الواقع غرب أفريقيا، بطلب
رسمي من الحكومة المالية التي اتهمتها بدعم الإرهاب في بلادها.