سلطت مجلة ناشونال إنترست، الضوء على
قرار الرئيس الروسي، فلاديمير
بوتين، نشر
أسلحة نووية مع منصات إطلاق في بيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا.
وقال مساعد وزير الدفاع الأمريكي
الأسبق، لورانس كورب، وأستاذ العلوم السياسية بولاية بنسلفانيا إن
روسيا والصين
تتعاونان بصراحة وبصورة مشتركة لتحقيق نظام عالمي جديد يتم فيه تهميش الولايات
المتحدة، ويتم من وجهة نظرهما إحلال نظام متعدد الأقطاب أكثر ملاءمة للأهداف
الروسية والصينية محل عالم أحادي القطبية تهيمن عليه الولايات المتحدة.
وقال سيمبالا وكورب إن التناقض الواضح
بين الغطرسة على مستوى السياسة العليا والقرار الروسي بنشر أسلحة نووية خارج حدود
الاتحاد الروسي له دلالة كبيرة. فالمصافحة الذهبية بين شي وبوتين كان من المفترض
أن تكون قد أمدت روسيا بشعور متجدد بالثقة بالنسبة لأهدافها السياسية والعسكرية.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت: "لكن ما حدث، هو أن
بوتين اتخذ خطوة على شكل رسالة وتلويح باستخدام الأسلحة النووية، وهذه الخطوة ليست
دليل ثقة، ولكن دليل غموض وشعور باليأس، كما أنها خطوة خطيرة".
ولفتت المجلة إلى أنه بعد أكثر من عام
من القتال في أوكرانيا، لم تستطع القوات الروسية إنهاء مهمتها، ولم يسفر هجومها
الأولي عن الاستيلاء على كييف أو إرغام حكومة الرئيس فلاديمير زيلينسكي على
الاستسلام. كما أن خسائر روسيا في الأرواح جسيمة وساد ضعف الروح المعنوية لدى
الجنود. وأدى الغزو الروسي إلى وحدة حلف شمال الأطلسي "الناتو" وإحيائه
كتحالف سياسي، وتعزيز إمكانيات الحلف العسكرية بالنسبة للإمكانيات الروسية.
وأشار سيمبالا وكورب إلى أنه تظهر بصورة
متكررة عبر وسائل الإعلام تقارير عن هجوم روسي كبير ضد أوكرانيا من المقرر أن يتم
في وقت لاحق من هذا الربيع. ومن ناحية أخرى، يخطط الأوكرانيون أيضا لهجوم مضاد في
الشرق والجنوب، ووعدت الولايات المتحدة، وحلفاؤها في الناتو بتقديم المزيد من الأسلحة
الحديثة لكييف، بالإضافة إلى الدعم الاستخباري بالنسبة للعمليات على أرض المعركة.
وهكذا فإنه لا يمكن افتراض أن روسيا
ستظل للأبد تنهك القوات الأوكرانية المتحفزة، ولا يمكن استبعاد استعداد بوتين لنشر
أسلحة نووية تكتيكية خارج روسيا، إلى جانب تهديداته السابقة بالبدء في استخدام
الأسلحة النووية. ويوضح لنا هذا أنه إذا ما واجهت القوات الروسية تراجعا خطيرا في
أرض المعركة إلى حد فقدان الأهداف الأساسية وبدا أن أوكرانيا تقترب من استعادة كل
أراضيها السابقة، فإن من الممكن أن يتم اتخاذ قرار روسي خاطئ لصالح البدء باستخدام
السلاح النووي.
اظهار أخبار متعلقة
وربما تتخذ روسيا هذا القرار، ليس فقط
كوسيلة للتعويض بالنسبة لحرب تقليدية لا تسير على ما يرام، ولكن أيضا على أساس
افتراض أن إطلاق أول سلاح نووي في حالة غضب منذ تفجير ناغازاكي ستكون له قيمة
صادمة لم يسبق لها مثيل. ووفقا لبعض التفكير الروسي، فإنه قد يصيب القيادة العليا
الأوكرانية بالذهول، ويؤدي إلى انقسام الناتو سياسيا، ويثير خوفا جماهيريا عاما في
أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، ويدفع العالم إلى الخضوع لشروط روسيا للتوصل إلى
تسوية سلمية.
ويشير المحللان إلى أنه حتى إن أي إطلاق
نار نووي توضيحي من جانب روسيا -على سبيل المثال بتفجير سلاح على ارتفاع كبير يكفي
لتحقيق نبض كهرو مغناطيسي واسع النطاق يلحق الضرر بأسلحة عسكرية مهمة للغاية
متواجدة في الفضاء أو يتسبب في عطل الاتصالات الأرضية وأنظمة التحكم أو كلا
الأمرين- يمكن أن يفشل في تحقيق أهدافه المنشودة. وبدلا من أن يذهل هذا التصرف
الناتو ويدفعه للتراجع، فإنه قد يزيد من غضب العامة والنخب ضد روسيا.
وبالإضافة إلى إمكانية أن يكون قرار
روسيا بنشر بعض أسلحتها النووية في بيلاروسيا رسالة خاطئة على أساس تفكير خاطئ، فإنه
يثير أيضا قضايا فنية. وإذا كان المقصود أن تكون هذه الأسلحة وسيلة للردع، فقد
تعتبر أيضا أهدافا جذابة لعمليات الكوماندوز الأوكرانيين أو خصوم نظام لوكاشينكو
المعارضين. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن افتراض قيام قادة ميدانيين روس ساخطين أو
رفاقهم من المرتزقة بالاستيلاء على الأسلحة من مواقع تخزينها واستخدامها لطلب فدية.