عادة ما يُلحُّ رجال التزكية والتربية والإحسان على إدمان النظر في
تراجم الصحابة والتابعين وأئمة العلم والعمل والسلوك، ذلك أن أبلغ سبيل وأيسره
لإصلاح القلوب، وتهذيب النفوس، والترقي في مقامات الإحسان، هو مصاحبة الربانيين
الصادقين، والعيش في أكنافهم، والارتشاف من بحور علومهم ومجاهداتهم وأخلاقياتهم،
ما يورث طالب الصلاح رقة القلب، وزكاة النفس، واستقامة الحال.
وكما أقام الله لهذه الأمة قدوات ونماذج تمثّلت هذا الدين علما
وعملا، وفكرا وسلوكا، في أجيالها الأولى، فإن فضل الله لا ينقطع عنها أبدا، فيقيم
لها في أجيال اللاحقين قدوات ونماذج تحيي في أبناء الأمة المعاني والقيم الإيمانية
المشرقة، وتجذبها إلى القرآن الكريم منهل الدين الأول، ومصدره الأساسي والمركزي،
فتجعلها تغذُّ السير نحوه، تعلما وترتيلا وحفظا وتدبرا وتخلقا، وطلب العيش في
ظلاله، والاستمداد منه، وجعله الحاكم والموجه والمرشد لهم في سائر أقوالهم
وأفعالهم.
عالم التفسير الأردني، الدكتور صلاح الخالدي، فيما يظهر من سيرته
ومسيرته التي سطرها نجله الدكتور حذيفة الخالدي، في
كتابه الصادر حديثا بعنوان
(العلامة الشيخ صلاح عبد الفتاح الخالدي.. سيرته ومناقبه وآثاره) ارتقى بجهده
واجتهاده وجَلَده ومثابرته في طلب العلم وتحصيله، ثم قيامه بتعليمه ونشره، لا سيما
علم التفسير، وسائر العلوم الخادمة للقرآن الكريم، إلى مقام القدوة الرباني الذي
يرشد الناس إلى ما يصلحهم علما وعملا وإرشادا ودعوة وتخلقا.
كما تُبرز شهادات أساتذته وزملائه وطلابه أنه كان بسيرته ومسيرته
ومناقبه من ذلك الطراز الرفيع من العلماء، فهو مجتهد في طلب العلم وتحصيله، باحث
جاد ومحقق قدير، دقيق ومنظم في عمله، حريص على وقته أشد الحرص، معلم متفانٍ في
إفادة طلابه وإرشادهم، عابد زاهد لا يتطلع إلى المناصب، ولا يمني نفسه بالمكاسب،
جاءته العروض السخية لكنه آثر ملازمة التعليم والدعوة والإرشاد في أرض
الرباط. خطيب مؤثر، وداعية مثابر في تعليم
الناس وإرشادهم، وحركي لا يفتر عن التعليم، ولا يملّ من الدعوة والإرشاد.
رحلته في طلب العلم
وُلد الدكتور صلاح الخالدي
في مدينة (جنين) بفلسطين سنة 1947م، عُرف بين أقرانه وأساتذته منذ صغره بعنايته
بالدراسة والتعلم، وحرصه على التفوق والنجاح، وتأثر في نشأته الأولى ولما يبلغ
العاشرة من عمره ببعض الرموز الدينية والعلمية في مدينة جنين، ما كان الأثر البالغ
على توجهه الديني منذ صباه. ومن الشيوخ الذين تأثر بهم، الشيخ أديب الخالدي،
والشيخ ناصر الخالدي، وهما شيخان أزهريان والشيخ علي المَلْمَل أبو الرب.
كان صلاح الخالدي بسيرته ومسيرته ومناقبه من ذلك الطراز الرفيع من العلماء، فهو مجتهد في طلب العلم وتحصيله، باحث جاد ومحقق قدير، دقيق ومنظم في عمله، حريص على وقته أشد الحرص، معلم متفانٍ في إفادة طلابه وإرشادهم، عابد زاهد لا يتطلع إلى المناصب، ولا يمني نفسه بالمكاسب.
وتعرف الخالدي على جماعة الإخوان المسلمين من خلال زملائه في
المدرسة، "وانضم إلى الجماعة في سن مبكر، حينما كان عمره ثلاث عشرة سنة، بعد
أن وجد فيها ما يحقق طموحاته الإيمانية والعلمية والدعوية والثقافية والفكرية، وهو
ما كان له دور كبير ـ بعد توفيق الله ـ في المحافظة على تدينه والتزامه في مرحلة
ما يسمى بـ"المراهقة"، كما ذكر ذلك لابنه مؤلف الكتاب، ومن ثم توطدت
علاقته برموز الجماعة في مدينة جنين من أمثال الشيخ توفيق جرار، مفتي المدينة،
وشقيقه الشيخ فريز جرار، والشيخ علي الفحماوي.
وبعد إنهاء الخالدي للصف الثاني الإعدادي سنة 1963 انتقل إلى مدينة
نابلس لإكمال دراسته الإعدادية والثانوية في المعهد الديني الإسلامي، ولما رأى
القائمون على المعهد نجابته، وعلموا بفقره، قاموا بكفالة مصاريفه وسكنه مدة دراسته
التي استغرقت سنتين، وكان في أثناء تلك المدة يتردد على مدينة جنين يزور أمه في
الإجازات المدرسية.
وفي عام 1965 أنهى الخالدي الصف الأول الثانوي – يعادل الصف العاشر
الآن – وتخرج من المعهد الديني الإسلامي، في نابلس بتفوق، وكان ترتيبه الثاني على
زملائه في الدفعة، وكانت عادة المعهد في ذلك الوقت، أن يبتعث الطلبة الثلاثة
الأوائل إلى القاهرة لإكمال الدراسة الثانوية في المعاهد الأزهرية، فحصل الخالدي
على هذه البعثة ليبدأ مشوارا جديدا في حياته العلمية والدينية، أنهى الخالدي
دراسته الجامعية في الأزهر، وحصل على الإجازة العالية (الليسانس) في الشريعة
الإسلامية، وكان ذلك في شهر نيسان من عام 1970.
وعظ وإرشاد ومواصلة طلب العلم
عمل الخالدي في بداياته واعظا في وزارة الأوقاف الأردنية، في مدينة
الطفيلة التي تقع على بعد أكثر من 200 كم جنوب العاصمة عمان، وقد تزوج سنة 1972م،
ثم انتقل للعمل في الوعظ والإرشاد الديني في مدينة السلط، التي تقع على بعد 30 كم
غرب العاصمة عمان، واستمر في عمله إلى عام 1977، إلى أن رشحته وزارة الأوقاف
الأردنية للحصول على منحة دراسة الماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
بالرياض، وهي مرحلة جديدة في مسيرته العلمية والدعوية.
بدأ الخالدي دراسة الماجستير في تخصص التفسير، وأنهى مقررات السنة
الأولى في دراسة المواد التخصصية، ثم كانت مرحلة اختيار الرسالة، التي قادته
للدخول إلى عالم سيد قطب، بمشورة أستاذه الدكتور أحمد حسن فرحات، الذي اقترح عليه
وعلى غيره من الطلاب عدة موضوعات منها (سيد قطب والتصوير الفني في القرآن)، فالتقط
الخالدي ذلك، وشرع في إعداد رسالته في الموضوع الذي اقترحه أستاذه فرحات.
وتكونت لجنة المناقشة من مشرفه الدكتور حسن فرحات، والأستاذ محمد
قطب، شقيق سيد، والشيخ محمد الراوي رئيس قسم التفسير في ذلك الوقت، وحظيت رسالته
بالثناء الجميل، والإشادة العالية من قبل المشاركين في المناقشة، وكان مما قاله
محمد قطب فيها "من أنضج الدراسات وأدقها وأوفاها وأشملها، وصاحبها كاتب تراجم
ممتاز، وعنده صبر على التنقيب، والتجميع، واستخلاص الدلالات، وإيجاد الروابط
بينها، وتجميع خيوط الشخصية منها، وإبراز الشخصية واضحة السمات."، ومدحه
بقوله: "كان موهوبا، وكان مقتدرا، وأبدى موهبة مبكرة تبشر –إن شاء الله–بمزيد من الإنتاج في هذا الطريق.".
صدرت شهادة الماجستير سنة 1980م، وقام بعدها بنشر الرسالة في كتابين
بعنوان "سيد قطب الشهيد الحي"، و "نظرية التصوير الفني عند سيد
قطب"، وبعد عودته للأردن استقر في منطقة صويلح، وتولى الخطابة في مسجد عبد
الرحمن بن عوف، وهو مسجد أسسه الشيخ عبد الله عزام نهاية سبعينيات القرن الماضي،
وشهد نشاطات وفعاليات دينية ودعوية وتعليمية كثيرة، وكان محضنا تربويا يشارك في
نشاطاته ودروسه كبار المشايخ والأساتذة كالدكتور محمد أبو فارس، والدكتور عبد الله
عزام، والدكتور أحمد نوفل..
بعدها بسنتين قرر الخالدي مواصلة دراسته الجامعية للحصول على
الدكتوراة، فصادف ذلك إعلان وزارة الأوقاف الأردنية فتح المجال للابتعاث والدراسة
في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، فتقدم للبعثة وحصل عليها، وكان
ذلك في أوائل سنة 1982، وقد أكمل مشواره في دراسة سيد قطب، فكان موضوع رسالته،
وبمشورة من أستاذه فرحات "في ظلال القرآن دراسة وتقويم"، وحصل الخالدي
على الدكتوراة سنة 1984، وقد نشر موضوعاتها في ثلاثة كتب، هي: "مدخل إلى في
ظلال القرآن"، و"المنهج الحركي في ظلال القرآن"، و"في ظلال
القرآن في الميزان".
جهوده في التعليم والدعوة واشتغاله بقضايا الأمة
عُرف الدكتور الخالدي بنشاطه الدعوي والعلمي والتربوي في المساجد
والمراكز والجامعات، خاصة في مسجد عبد الرحمن بن عوف الذي تولى فيه الإمامة
والخطابة، كما كان يعقد المجالس العلمية في سكن المسجد الذي يقيم فيه، كما اعتنى
عناية خاصة بالتعليم الجامعي، وقد تتلمذ على يديه مئات الطلبة في كلية العلوم
الإسلامية، والجامعة الأردنية، وجامعة العلوم الإسلامية، الذين باتوا فيما بعد
أساتذة جامعات، وأسماء معروفة في ميدان التدريس الشرعي، والوعظ الديني، والتربية
الإسلامية.
انطلق الدكتور الخالدي في جهوده ونشاطاته الدعوية والتعليمية
والتربوية من رؤية ناجزة، وتصور مكتمل، أوضحها فيما كتبه عن العناصر المطلوبة
لتشكيل شخصية طالب العلم والداعية، يقول في كتابه "الخطة البراقة لذي النفس
التواقة": "الخطوط الثلاثة المتوازنة في كيان صاحب العلم: الربانية،
السلفية، والحركية، هي ثلاثية متوازنة، ولا بد من اجتماعها وتناسقها، ولا يجوز
إلغاء خط واحد منها، إن إلغاء أو إغفال واحد منها، معناه تشوه في حياة صاحب العلم،
وعدم التزام بالإسلام كما أراد الله".
وأضاف: "لو كان صاحب العلم ربانيا فقط، بدون سلفية ولا حركية،
فسيتحول إلى "صوفية منعزلة"، يهتم بالأذكار والأوراد داخل غرفته أو
صومعته، ويهتم بروحه وقلبه، ويغالي في ذلك، لكن شخصيته فاقدة لثلثيها، فأين
التزامه بالكتاب والسنة، وأين جهده لخدمة هذه الأمة؟ ولو كان صاحب العلم سلفيا
فقط، وأهمل روحه وقلبه، وغفل عن خدمة الأمة ومواجهة أعدائها، فسيبقى مع مسائله
العلمية السلفية، ويفقد ثلثي شخصيته".
لو كان صاحب العلم ربانيا فقط، بدون سلفية ولا حركية، فسيتحول إلى "صوفية منعزلة"، يهتم بالأذكار والأوراد داخل غرفته أو صومعته، ويهتم بروحه وقلبه، ويغالي في ذلك، لكن شخصيته فاقدة لثلثيها، فأين التزامه بالكتاب والسنة، وأين جهده لخدمة هذه الأمة؟
وأكمل: "ولو كان صاحب العلم حركيا فقط، وأهمل روحه، وأضعف
ربانيته، وفقد سلفيته، فسيتحول إلى مجرد حزبي أو سياسي أو تنظيمي أو إداري، ويضيع
ثلثي شخصيته، الربانية تعني الاتصال بالله، والسلفي تعني الالتزام بالمنهج الراشد،
والحركية تعني بذلك الجهد لخدمة المسلمين، والتكامل المتوازن مطلوب بين هذه الخطوط
الثلاثة".
وعن وعيه السياسي واهتمامه الشديد بقضايا الأمة ومتابعته لها، وفي
مقدمتها القضية
الفلسطينية، نقل نجله مؤلف الكتاب عن الدكتور محمد سعيد بكر، أحد
تلاميذ الشيخ الخالدي قوله: "في إحدى زياراتنا للشيخ، سألنا عن أسلوبه في الجمع
بين متابعة العلم وقراءة الواقع. فقال: "لا يجوز لطالب العلم أن ينفك عن
واقع أمته، وأنه يضع عينا على كتبه ومكتبته، وعينا ثانية على المواقع الإخبارية
يتابعها صباح مساء".
ونقل عن الدكتور همام سعيد، صاحب الخالدي في الدعوة والتعليم قوله: "كانت لا تغيب عنه قضية من قضايا الأمة، ولا حدث من أحداثها، وإذا ما وقع حدث
يهم المسلمين تجد قلمه سيالا يتناول هذا الحدث، فيقول كلمات يصرع فيها الباطل،
ويحق فيها الحق، فقد كان سياسيا بارعا في تعليقه على الأحداث، وقول كلمة الفصل
فيها".
ووفقا للكتاب، فقد "بلغ من اهتمام الشيخ بقضايا الأمة ودفاعه
عنها، وتبنيه لمواقف كرامتها أن صنفه مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة ـ ويست بوينت نيويورك بأنه "رجل دين راديكالي"، وذلك في تقرير عن الشيخ
نشره المركز في مطلع العام (2008م)، وهو منشور على موقعهم الإلكتروني، ومما جاء فيه
"يجب ترجمة ومناقشة كتابات الخالدي من قبل قادة الجيش والأمن القومي في
أمريكا، للبدء في فهم دوافع العدو أيديولوجيا، يتبع الخالدي نفس عملية التفكير
المعادي لأمريكا والسامية، مثل قطب".
الخالدي في عيون زملائه وتلاميذه
نقل المؤلف عشرات الشهادات لعلماء ودعاة ومشايخ ـ بعضها كان في
حياته، وبعضها الآخر بعد وفاته ـ تظهر الصفات التي تميز بها الدكتور الخالدي،
وتبرز الجوانب التي تفوق فيها، وكانت له فيها بصمات واضحة في الإنتاج العلمي
والفكري، منها شهادة الشيخ المحدث شعيب الأرناؤوط، جاء فيها: "مضت على صداقتنا
مع الدكتور صلاح الخالدي مدة طويلة، وربما تزيد على 30 عاما، فالله سبحانه خصه
بفهم كتابه ومعرفة خوافيه وأحكامه، وله في ذلك مؤلفات جليلة، كلها تستحق القراءة
والفقه فيها، ونستطيع القول؛ إن الشيخ بلغ الغاية في فهم كتاب الله، ومعرفة معانيه
ومقاصده وأحكامه، وقد قدم خدمات جليلة لكتابات سيد قطب رحمه الله".
وجاء في شهادة الدكتور علي الصوا، أستاذ الفقه وأصوله "الشيخ
صلاح الخالدي عالم رباني، ولا أُزكي على الله أحدا، يتمتع بخلق رفيع تأثر فيه
بكتاب الله، وعالم تفسير تأثر بخصال القرآن الكريم، وحقيقة له باع طويل بالعلم
والتفسير، وهو إلى جانب ذلك شخصية مُحببة تقربه من الناس، ويصرف قسما كبيرا من
جهده ووقته في تعليم كتاب الله في المساجد، وكذلك في الدورات الشرعية التي استفاد
منها الكثير من طلبة العلم الشرعي، وهو كذلك عف اللسان ويتقبل وجهات النظر
المختلفة".
أما شهادة زميله الدكتور أحمد نوفل، أستاذ التفسير وعلوم القرآن،
فأبرز فيها جانبا مهما من شخصية الدكتور الخالدي، ألا وهي بعده عن طلب المراكز
الدنيوية وزهده الشديد بالمواقع القيادية في مؤسسات العمل الدعوي الإسلامي، يقول نوفل: "والدكتور صلاح أستاذ جامعي من طراز ممتاز، وما كل من امتهن هذه المهنة
أعطاها حقها، لكن أخانا وفَّى عمله حقه، بدلالة أنه ترك في طلابه أعمق البصمات،
وأوضح الآثار، والأخ صلاح ليس طالب مركز ولا منصب ولا دنيا، لا في عمله التطوعي،
ولا في عمله الوظيفي، فهو ـ فيما أعلم ـ لم يرأس قسما مثلا، لا في هذا الموقع ولا
ذاك".
وركز أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية، الدكتور وصفي عاشور أبو زيد في
شهادته وتقديمه للكتاب على الصفات التي تميز بها الدكتور الخالدي، وتخصصه في دراسة
أفكار وإنتاج سيد قطب، "فهو رجل قرآني، وعالم رباني، وداعية إيماني، ترك
للمكتبة القرآنية والدعوية ما من حقه أن يتربع على عرش الإعجاب والاهتمام
والتقدير. ولقد هيأ الله تعالى لعالمنا الرباني بيئة علمية ومشايخ عظماء تلقى عنهم
العلم والعمل جميعا، وكان لهم أثر ملحوظ في مسيرته العلمية، وسيرته الدعوية
وتكوينه الشرعي، بما جعل ما تركه لنا وللأجيال أكثر أصالة وأطيب ثمارا".
وأضاف: "ومن أهم ما تركه لنا وللمكتبة الإسلامية والأجيال
المسلمة كتاباته عن شهيد القرآن، وصاحب الظلال الأستاذ سيد قطب، الذي تخصص فيه
وكتب عنه كما لم يكتب أحد؛ حتى إن شقيقه الأستاذ الكبير محمد قطب ـ يرحمه الله ـ كان إذا سئل عن أي شأن علمي أو توثيقي يخص أخاه سيدا، قال: "اسألوا الشيخ
صلاحا فهو أعلم مني بسيد قطب".
عاش الدكتور الخالدي حياته كلها خادما لكتاب الله، ومشتغلا بعلوم
القرآن وتفسيره، ومن صور اشتغاله أنه ختم تفسير القرآن مرتين في دروس وعظية وعلمية
بعد صلاة الفجر في بيوت الله، "وكفى بذلك منقبة، كما يقول الدكتور أبو زيد،
لم أسمع بها ولا أعرفها لأحد من علمائنا على مر التاريخ". توفي الدكتور صلاح
الخالدي يوم الجمعة 28/1/2022 بعد إصابته بفيروس كورونا.