قال كاتب مصري، إن رئيس النظام السوري بشار
الأسد، تعمّد إهانة أمين عام
جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وقال الكاتب المصري سليمان جودة، في
مقال بصحيفة "المصري اليوم"، إنه "رغم الصياغة اللافتة لكلمة الرئيس السوري بشار الأسد أمام القمة العربية في جدة، إلا أنها كانت غريبة للغاية عند المقارنة بينها وبين بقية الكلمات التي ألقاها القادة العرب".
وأضاف: "كان وجه الغرابة فيها أن الأسد هو الوحيد الذي لم يذكر في مستهل كلمته اسم أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية.. وقد بدا من سياق الكلمة أنه كان يتعمد ذلك ويقصده!".
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب جودة، فإن "الأسد راح يلمز في الجامعة ويهمز، وكان على مدى كلمته يشير إلى جامعة الدول، وكأنها هي المسؤولة عن قرار تجميد عضوية
سوريا فيها".
وقال: "ليس هذا صحيحًا بالطبع، لأن الجامعة لا تتحرك من دماغها، ولأن تحركها في أي قضية عربية هو تحرك يعبر عن إرادات أعضائها مجتمعة، كما أن أمينها العام لا يملك أن يتخذ موقفًا بمفرده من سوريا ولا من أي دولة عربية، سواء كان الأمين العام هو أبو الغيط أو سواه.. ثم إن الأمين العام الحالي لم يكن في موقعه أمينًا عامًا يوم تجمدت العضوية السورية، ولم يصدر عنه ما يفيد أبدًا أنه ضد عودة العضوية".
وأضاف سليمان جودة: "لا أعرف كيف فات على الرئيس الأسد أن هجومه على الجامعة، وتجاهل ذكر اسم أمينها العام في كلمته، هو أمر تستفيد منه أطراف إقليمية لا يسعدها وجود الجامعة أصلًا، ولا يسعدها طبعًا أن يكون للجامعة أي دور.. ومن بين هذه الأطراف تركيا الأردوغانية التي وصفها الأسد في حديثه أمام القمة بأنها: فكر عثماني يتطعم بنكهة إخوانية منحرفة".
وأردف قائلا: "عندما وقفت صحفية سورية تسأل في المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام مع الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودى، للرد على شواغل الإعلام حول القمة، بدا من صيغة السؤال أن موقف الأسد من الجامعة هو موقف إعلامه على السواء".
وأضاف: "رغم الفرحة بعودة سوريا إلى مقعدها الشاغر، إلا أن هذا الموقف السوري المفاجئ قد ألقى بشيء من الحيرة على وجوه الحاضرين في المؤتمر، وربما تساءل بعضهم بينه وبين نفسه عن حقيقة مبررات الموقف، وعن خلفيته، وعن دوافعه".
وبحسب جودة، فإن "جامعة الدول العربية لا تزال بيت العرب الأول، وليس من المصلحة العربية في شيء أن ننال منها، حتى ولو كانت هناك ملاحظات على دورها وأدائها.. ونحن نذكر أن إثيوبيا فقدت عقلها وتصرفت بعصبية، عندما قررت الجامعة في اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية، وضع ملف سد النهضة بندًا دائمًا على جدول أعمالها، وكان ذلك دليلًا على أن جامعة الدول لا تزال قادرة على أن تقول، وعلى أن تؤثر بما تقوله، وأننا مدعوون إلى تقويتها وتعزيز دورها لا استهدافها".