فاز نادي
الأهلي المصري
الأحد الماضي
بدوري أبطال أفريقيا للمرة 11 في تاريخه والثالثة خلال الأربع سنوات
الأخيرة. التتويج المستحق جلب سيلا من التهاني لبطل القرن
من أكبر الأندية
والهيئات والشخصيات الرياضية في العالم، ما يؤكد المكانة السامية والرفيعة التي
وصل إليها النادي المصري العربي الأفريقي العريق، رغم حال التراجع وحتى الانهيار في
مصر والعالم العربي بشكل عام، بحيث بات الأهلي استثناء يثبت القاعدة ولا ينفيها.
اكتسبت البطولة
الأخيرة أهمية فائقة من عدة زوايا كونها الـ11 في تاريخ النادي، أي أكثر من ضعف أقرب
منافسيه، والثالثة خلال أربع سنوات، علماً أن الأهلي لعب النهائي السادس له خلال
السنوات السبع الأخيرة، بينما البطولة هي الخامسة في العقد الأخير والتاسعة منذ
بداية القرن الجديد.
بدأت معاناة الأهلي
في الموسم الجاري في بطولة
أفريقيا بعد الإرهاق في بطولة كأس العالم للأندية التي
استضافها المغرب في شباط/ فبراير الماضي، وواجه فيها بطل القرن بشجاعة وندية، وحتى
الدقائق الأخيرة بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية (ريال مدريد وفلامنجو)، وحصد المركز
الرابع عالميا، بعدما كان قد حقق البرونزية لمرتين في الدورتين السابقيتين، إحداهما
على حساب بطل البرازيل العريق بالميراس.
جاءت موافقة النظام على الحضور الجماهيري بعد غياب لعدة أسباب؛ منها عدم معاداة جماهير الأهلي -80 في المائة من الشعب المتيّم بكرة القدم حسب استطلاع إبسوس الشهير- في عام الانتخابات، وأجواء الانفتاح النسبي بعد المأزق متعدد المستويات في الداخل، ولإخفاء حقيقة الحرب الممنهجة ضد الأهلي (الاستثناء الناجح والمزدهر)، التي اشتدت وتيرتها في السنوات الأربع الأخيرة، خاصة بعد تحقيق النادي الخماسية الشهيرة
انعكس إرهاق
مونديال الأندية، حيث لعب الأهلي أربع مباريات قوية في 10 أيام، على أداء الفريق ومعاناته
في دور المجموعات في أبطال أفريقيا، لكنه نجح بالنهاية في التأهل المستحق بعدما
فاز بالمباراة الحاسمة على الهلال السوداني أمام جماهير كاملة العدد في استاد
القاهرة الشهير والمخيف؛ لأول مرة منذ فترة طويلة.
وجاءت موافقة
النظام على الحضور الجماهيري بعد غياب لعدة أسباب؛ منها عدم معاداة جماهير الأهلي -80
في المائة من الشعب المتيّم بكرة القدم حسب استطلاع إبسوس الشهير- في عام
الانتخابات، وأجواء الانفتاح النسبي بعد المأزق متعدد المستويات في الداخل، ولإخفاء
حقيقة الحرب الممنهجة ضد الأهلي (الاستثناء الناجح والمزدهر)، التي اشتدت وتيرتها
في السنوات الأربع الأخيرة، خاصة بعد تحقيق النادي الخماسية الشهيرة؛ الدوري والكأس
ودوري الأبطال بعد نهائي القرن 2020 والسوبر الأفريقي في الدوحة على حساب نهضة
بركان، وبرونزية مونديال الأندية في الدوحة أيضا.
في البطولة
الأخيرة في دوري المجموعات، تلقّى الأهلي هزيمة ثقيلة أمام بطل جنوب أفريقيا صنداونز لعدة أسباب، منها إرهاق السفر واللعب ظهرا، وعدم تعوّد المدرب السويسري المخضرم
مارسيل كولر -الذي نقل ليالي الأنس إلى فيينا ثم القاهرة- على الأجواء الأفريقية.
لكن الهزيمة كانت منعطفا ونقطة تحول في مسيرة الأهلي، حيث لم يخسر الفريق بعدها أي
مباراة وسجل 16 هدفا، وتلقى هدفين فقط خلال 8 مباريات؛ إثر موقف معتاد مهني حكيم
ومسؤول من إدارة النادي برئاسة الأسطورة المنتخب ديمقراطيا محمود الخطيب، ورد
الفعل وشخصية اللاعبين الأفضل في مصر وأفريقيا.
انطلق المارد
الأحمر بالمعنى الحقيقي للكلمة بكل قوته بعد هزيمة بريتوريا بتجاوز القطن والهلال
بدوري المجموعات مسجلا سبعة أهداف نظيفة، ثم الأدوار الإقصائية، بعد ذلك حيث لم
يخسر الأهلي أي مباراة، وفاز على كبار القارة الثلاثة في تصنيف الاتحاد الأفريقي
لكرة القدم "كاف" مع صنداونز، وهو التصنيف الذي يحتله ويتقدمه نادي
القرن بالطبع.
في الإقصائيات
فاز الأهلي مرتين بنصف النهائي على الترجي (ثالث التصنيف الأفريقي) في تونس
والقاهرة دون تلقي أي هدف، وقبل ذلك وبربع النهائي تجاوز الرجاء القوي (رابع
التصنيف، أفضل الفرق بدوري المجموعات بالنتائج والإحصائيات مع صنداونز)، وتعادل معه
سلبا في الدار البيضاء، ثم فاز بالنهائي
على الوداد (ثاني التصنيف الأفريقي) في القاهرة، وتعادل معه إيجابا في الدار البيضاء بعد مباراة ملحمية. أي إن الأهلي لم يخسر
نهائيا أي مباراة في الأدوار الإقصائية في مواجهة ثلاثة من أفضل خمس أندية حسب
التصنيف المعتمد للاتحاد الأفريقي، وسجل تسعة أهداف وتلقى هدفين فقط.
فضيحة قال عنها شيخ المدربين والرياضيين طه إسماعيل؛ إنها تلامس حدود الخيانة. ورغم فتح تحقيق صوري من وزارة الرياضة، واتهام موظف بالاتحاد بتعمد إخفاء الخطاب، ومن ثم التآمر وإيقاع الضرر بالأهلي، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء، ولا يزال الموظف المسنود أو الأداة يدير فعليا الاتحاد بأوامر مباشرة من الجنرال في الغرفة السوداء، التي تدير الرياضة والبلد بشكل عام.
اكتسبت البطولة
الحالية كذلك أهمية قصوى بعد ما تعرض له الأهلي من ظلم في نهائي العام الماضي؛ ليس
من الوداد والاتحاد المغربي اللذين دافعا عن حقوقهما ومصالحهما باستضافة المباراة
النهائية في ملعب الوداد في الدار البيضاء، ولكن من الاتحاد المصري للعبة ومن
يديرون
الرياضة في مصر بشكل عام، بما في ذلك فضيحة إخفاء خطاب الكاف، ومن ثم عدم
تقديم طلب القاهرة استضافة المباراة مقابل الطلب المغربي، كي تذهب المباراة
النهائية الحاسمة إلى ملعب محايد كما أراد فعلا رئيس الاتحاد الأفريقي كاف وصانع
نهضة صنداونز، باتريس موتسيبي، المحترف والنزيه، الذي يعمل في بيئة مهترئة وفاسدة.
وهي فضيحة قال عنها
شيخ المدربين والرياضيين طه إسماعيل؛ إنها تلامس حدود الخيانة. ورغم فتح تحقيق صوري
من وزارة
الرياضة، واتهام موظف بالاتحاد بتعمد إخفاء الخطاب، ومن ثم التآمر وإيقاع
الضرر بالأهلي، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء، ولا يزال الموظف المسنود أو الأداة
يدير فعليا الاتحاد بأوامر مباشرة من الجنرال في الغرفة السوداء، التي تدير
الرياضة والبلد بشكل عام.
قبل ما سبق وبعده
بشكل عام، تعرض الأهلي خلال العام الجاري وما سبقه لحملة إعلامية مدفوعة ومكثفة
للنيل منه ومن إدارته ورئيسه الديمقراطي المنتخب، والحطّ والتقليل من إنجازات
النادي، بينما صمت الإعلام نفسه، بل يدافع عن منافسيه؛ مثل الزمالك الذي عجز عن
تجاوز دوري المجموعات في البطولة الأفريقية الأهم والأقوى لثلاث سنوات متتالية، بل
وعجز عن تحقيق الفوز خلال تسع مباريات متتالية في السنوات الثلاث، بينما يراد له
قسرا أن يكون القطب الثاني للكرة للإلهاء والإشغال وبثّ الفتنة بين الجماهير،
بينما المسكوت عنه الآخر؛ الأهرام (أو الأسيوطي سابقا) فلم يحقق أي لقب خلال
السنوات الخمس الماضية مع صرف مليارات الجنيهات، وهذا العام خرج من البطولة الأدنى
(الكونفدرالية الأفريقية) على يد فريق مغمور ومجهول من مؤخرة الجدول في دوري جنوب أفريقيا
الممتاز، وقد هبط فعلا بعد ذلك إلى الدرجة الأولى.
طوال هذه السنوات الأربع، لم تتوقف الحملة الإعلامية المأجورة والموجهة ضده في وسائل الإعلام المملوكة لصالح الجهاز السيادي الذي يحكم البلد، من العاجزين عن استثمار ثرواته الهائلة بشريا وماديا، والاستفادة منها كما يفعل الأهلي؛ الذي افتتح منذ أيام فقط فرعه الرابع في التجمع الخامس بتكلفة وصلت إلى مليار ونصف مليار جنيه، وفّرها النادي كلها دون أن يستدين ولو قرشا واحدا منها.
بتوسيع الدائرة أكثر
مع البطولة الحالية، وصل الأهلي إلى النهائي الأفريقي ثلاث مرات خلال أربع سنوات؛
فاز مرتين ثم جرى التآمر عليه لهزيمته وكسره ووقف صعوده وهيمنته ممن يفترض أنهم
يدافعون عن مصلحته ومصالح البلاد. وطوال هذه السنوات الأربع، لم تتوقف الحملة الإعلامية
المأجورة والموجهة ضده في وسائل الإعلام المملوكة لصالح الجهاز السيادي الذي يحكم
البلد، من العاجزين عن استثمار ثرواته الهائلة بشريا وماديا، والاستفادة منها كما
يفعل الأهلي؛ الذي افتتح منذ أيام فقط فرعه الرابع في التجمع الخامس بتكلفة وصلت إلى
مليار ونصف مليار جنيه، وفّرها النادي كلها دون أن يستدين ولو قرشا واحدا منها.
مع التذكير
بالترحيب العالمي الكبير من الهيئات والأندية والشخصيات الرياضية بفوز الأهلي، لا بد
من الإشارة إلى أن الأهلي سيشارك في مونديال الأندية للمرة الرابعة على التوالي
والتاسعة في تاريخه. وهذا العام يشارك نادي الشعب وفخره بمونديال الأندية لكرة
القدم والسلة واليد، وهو إنجاز فريد استثنائي وغير مسبوق. إلى ذلك، ينافس الأهلي
العملاق الإسباني ريال مدريد على لقب النادي الأكثر تتويجا بالألقاب القارية (كان
الأول حتى سنوات قليلة قبل أن يتسلّم ابن النادي بالتبني محمود طاهر الرئاسة في
غفلة من الزمن)، وهو الآن على بعد أربع بطولات فقط من العملاق الإسباني، علما أن
الأهلي هو رقم واحد على مستوى العالم بالعدد الإجمالي للبطولات المحلية والخارجية
وهو 147.
في النهاية، لا
شيء يشرح الواقع الفكري والسياسي والرياضي في العالم العربي مثل الحقيقة أو الحقائق
التالية، يسافر المصريون والعرب إلى الدول الخليجية المزدهرة والناهضة فيتساءلون: كيف
ومتى تصبح بلادنا مثلها؟ بينما يسافر الأهلي إلى الدول نفسها، فيتساءل أهلها: كيف
ومتى نصبح مثل الأهلي؟