(الوعي بالدموع)
أتذكر دموعي ولوعة قلبي أثناء مطالعتي لكتاب "الجريمة"
الذي أثبت فيه المؤرخ الماركسي رفعت السعيد وقائع اغتيال المناضل الشيوعي شهدي
عطية الشافعي. في وقت قراءة الكتاب كنت شابا يافعا يودع الدراسة الجامعية ويستعد
لمعانقة الحياة العملية، كنت أكتب للصحافة وأنخرط في النضال الطلابي المدافع عن
طريق الحرية والاشتراكية والوحدة، وكنت أنتمي بشدة للفكرة الناصرية التي تنادي
بالاستقلال عن القوى الدولية، وتدعم تأسيس كتلة ثالثة من دول العالم الفقير إلى
جوار الكتلتين المهيمنتين في الشرق والغرب.
لم أعش فترة عبد الناصر إلا سنوات قليلة في طفولتي، أتذكر منها
مسابقات الوعي القومي، وأناشيد المدرسة التي تعلمنا الوطنية بالأغاني، كما أتذكر
انكفائي على وجهي ذعرا وأنا ألعب بالكرة وحيدا أمام منزل العائلة، فقد هدرت فوق
رأسي طائرات حربية تخيلت أنها لامست سطح البيت، وكان الصوت مفاجئا ومخيفاً،
وارتبطت هذه الحادثة في ذاكرتي حتى الآن بنكسة 67.
بعد "انكفاءة التراب" سمعت من الكبار حكايات كثيرة عن
الحرب، لم يكن من بينها "حدوث هزيمة"، عرفت أن "المعركة
مستمرة" وبدأت أشارك في "إزالة آثار العدوان" تحت قيادة ابن عمي
الأكبر الناشط في الاتحاد الاشتراكي، كانت مهام الكبار تتلخص في توعية الفلاحين،
ودهان النوافذ الزجاجية في المدرسة والجمعية الزراعية وغيرها باللون الأزرق (مسحوق
زهرة الغسيل حينذاك) ووضع شرائط لاصقة على الزجاج حتى إذا انكسر أثناء إحدى
الغارات لا يصيب أحدا من الموجودين، وكان نشاط الأطفال من أمثالي يتلخص في الحضور
مع الكبار كمتفرجين وتشكيل فرقة ليلية تجوب الدروب وتغني: "طفي النور يا
ولية.. احنا عساكر دورية"، لأن طائرات الأعداء تتعرف على المناطق السكنية من
الضوء فتلقي بالقنابل على الأماكن المضيئة في الليل!..
(العملاق وعقلة الإصبع)
مرت ثلاث سنوات تقريبا بعد نكسة 67، عشتها كطفل ساذج في أجواء خرافية
بريئة، كنت أتخيل فيها عبد الناصر عملاقاً يقف فوق قمة جبل ويحارب الأعداء
الصهاينة الذين يهجمون في أعداد كبيرة كالحشرات، فقد كنت أتخيل الواحد منهم في حجم
"عقلة الإصبع" بينما عبد الناصر عملاقا وحيدا يصد هؤلاء المسوخ، وفي
شتاء 1970 كنت قد كبرت وصرت في الصف السادس الابتدائي، أحيي علم الجمهورية المتحدة
وأشارك في الإذاعة المدرسية، وألقي الخطب الوطنية المعدة مسبقا على التلاميذ في
طابور الصباح..
في ذلك اليوم طلب مني مدرس اللغة العربية (الأستاذ فتحي) الوقوف في
الطابور مع بقية التلاميذ، لأنه سيقوم بمهة الإذاعة المدرسية بنفسه، وبصوت متأثر
طلب الصمت دقيقة حدادا على أرواح شهداء جزيرة شدوان، ثم قرأ تفاصيل الجريمة وبطولة
الصيادين والجنود الذين دافعوا عن الجزيرة بحياتهم..
يعيش المرء معظم عمره مسحورا بالوجدان، والوجدان في معظمه مصنوع من خلطة عجيبة تشارك فيها الذات بنسبة لا تزيد عن الثلث، أما الباقي الغالب فتشكله البيئة المحيطة: المدرسة والأقارب وحكايات الأهل والكلام الرائج في المرحلة التي نعيشها، وإذا تيسر للإنسان فرصة التعلم الحر وتشغيل عقله بنزاهة مستقلة، يكتشف أنه يعتقد في كثير من "الخرافات" التي أعجبته وصدقها،
انسالت الدموع من عيني ومن عيون زملاء آخرين وارتفع صوت البكاء
مسموعا، وانغرست في قلبي أشواك الأسئلة الصادمة: أين تكون جزيرة شدوان هذه؟
ومن أولئك الشهداء الذين دافعوا عن الأرض حتى الموت؟ وأين كان العملاق عبد الناصر
عندما تسللت "حشرات عقلة الإصبع" إلى الجزيرة وقتلوا من فيها؟
(مولد الشهداء وموت الرئيس)
دموع شدوان كانت الفجيعة السياسية الأولى التي أدركت من خلالها أن
الرؤساء لا يدافعون وحدهم عن الوطن، لكن الناس الذين يعيشون حولي هم من يدافعون
ويضحون بأرواحهم دفاعا عن الوطن، علي أبو عيد استشهد في حرب اليمن وعم غريب عاد من
الحرب مختلفا عما ذهب، صار ألطف وأكثر نفعا لأهله، تعلم التمريض ومداواة المرضى،
ومنحني خيالا جديدا بأن الحرب تجعل الرجال أفضل.
في مساء أتذكر تفاصيله جيداً اندهشت من انشغال أبي ببرامج الإذاعة:
أكيد حاجة خطيرة حصلت!
أمي: خير إنشاء الله.. بتقول كده ليه؟
ـ الإذاعة قطعت كل برامجها والمحطات كلها بتذيع قرآن بس!
مات عبد الناصر.
كان ذلك هو الحدث الخطير الذي استشعره أبي، خرجت الجنازات في قريتنا
وفي كل مكان في
مصر، لم أشارك فيها، لكنني كنت أتفرج على المشيعين يحملون النعش
مزينا بسعف التخيل وقليل من الزهور الحمراء وتكبر الدهشة في رأسي أكثر..
كنت أستعد لدخول المدرسة الإعدادية في المدينة، وطلبت من أبي أن أرى
عبد الناصر لأن المدرسة أغلقت أبوابها في إجازة مفتوحة "ومش عارفين هندخل
امتى؟"
قال: تشوف مين؟.. الله يرحمه
قلت نروح القاهرة مع أيوب (ابن عمي)
كنت وحيده ويخاف عليّ من الزحام والمصير المجهول، فأقنعني بمشاهدة
الجنازة في التليفزيون، ولم تكن الكهرباء قد دخلت إلى القرية بعد، فسافر على
مسكننا القاهري وأحضر التليفزيون واتفق مع صديق له في المدينة المجاورة أن نشاهد
الجنازة في بيته..
كان الحزن يلف الجميع ودموع الرجال سهلة، ولم أتصور أن يبكي أبي أبدا
على عبد الناصر، فلم يكن يحبه ولا يؤيد سياساته وكان كثير النقد لعمي وأولاد عمي
المنخرطين في الاتحاد الاشتراكي والعمل الرسمي، وطالما سمعته يقول عن عبد الناصر أنه
"غشيم" متصلب الرأي تنقصه حرفة
السياسة، لذلك عندما رأيت دموعه تنزل
خلسة على خده أثناء الجنازة، كتمت دهشتي وكتمت سؤالي:
لماذا بكيت يا أبي؟
في طريق العودة إلى البيت مساء، قطع أبي الصمت الحزين داخل السيارة
وقال كأنه يرد على سؤالي: "كان راجل له هيبة، وموت الرجال صعب حتى لو مكانوش
على هوانا.. ما تزعلش يا جمال".. وعاد الصمت الحزين ليزيد ليل الريف رهبة
ورعدة.
(وطنية وجدان)
يعيش المرء معظم عمره مسحورا بالوجدان، والوجدان في معظمه مصنوع من
خلطة عجيبة تشارك فيها الذات بنسبة لا تزيد عن الثلث، أما الباقي الغالب فتشكله
البيئة المحيطة: المدرسة والأقارب وحكايات الأهل والكلام الرائج في المرحلة التي
نعيشها، وإذا تيسر للإنسان فرصة التعلم الحر وتشغيل عقله بنزاهة مستقلة، يكتشف أنه
يعتقد في كثير من "الخرافات" التي أعجبته وصدقها، حتى بات مستعدا
للتضحية بالأهل والأصدقاء والحياة نفسها دفاعا عنها، وتبقى عملية فلترة الخرافة من
عقل الإنسان عملية صعبة ومعقدة تشبه استئصال ورم خطير من مخ بشري تتشابك فيه
الأعصاب ومراكز الإحساس، بحيث يؤدي خطا بسيط على شلل الإنسان او تخلفه العقلي أو
فقدان ذاكرته، أو موته بشكل نهائي، لذلك يبرر الكثيرون لأنفسهم حيلة التعايش مع الخرافة والدفاع عنها
باعتبارها معتقدات راسخة لا يمكن السماح لأحد بالمساس بها أو الدعوة لا نتزاعها..
هكذا كنت أقول لأصدقائي الذين ورثوا تشجيع النادي الأهلي مثلا عن
أهاليهم، بينما كنت قد اخترت تشجيع النادي "الإسماعيلي" لأسباب موضوعية
تتلخص في أنه النادي الوحيد الذي كان يلعب كرة القدم ويمثل مصر في قارة افريقيا
اثناء توقف النشاط الرياضي في فترة النكسة، ولما حصل النادي الإسماعيلي على أول
بطولة قارية باسم مصر بعد نهائي مثير مع نادي انجلبير (ممثل أنجولا)، كان من الطبيعي ان يزداد اعجابي وتشجيعي للنادي
"البطل"..
كبرت وعلمت بتحكم "العثمانيين" في النادي الإسماعيلي، وكان
عثمان أحمد عثمان (زعيم العثمانيين) كارها كبيرا لعبد الناصر وعهده، لكنني ظللت
أجمع بين حبي لناصر وللاسماعيلي..
كيف؟
تلك هي "معضلة المتناقضات" التي تحكم سلوك الأغلبية
البريئة (ولا أقول الساذجة تأدبا) في مصر، فنحن نحب ونكره بصرف النظر عن قدرتنا
على التقييم الموضوعي لسلوك من نحبهم، فنظل نبتلع "الزلط" منهم ونقول
مادحين شاكرين: ما ألذ حلوى الأحباب، بينما يكون بعض من نكرههم على حق، لكننا لا
نراهم أبدا إلا "أهل شر وغلط"..
بعد تفكير طويل توصلت على قناعة بضرورة احترام مشاعر الحب والكراهية،
بشرط أن تظل هذه المشاعر في حدودها الشخصية، لأن الحب لا يعفي المخطيء من خطأه
مهما بلغت بنا درجة محبته، فإذا كنت تحب الخطيب وتكره مرتضى منصور مثلا، فهذا لا
يجعلك تقبل بقرارات خاطئة من حكم المباراة لصالح فريقك الذي تحبه ضد الفريق الذي
تكرهه، وإذا كنت قاضيا او مدرسا او معلما، فهذا لا يعني ان تنحاز لصالح من تحبهم
ضد من تكرههم...
هذا ما يسميه الناس: "العدالة"، أو "النزاهة"،
أو "الفصل بين الخاص والعام"، أو "القدرة على النقد الذاتي"
و"الحكم الموضوعي العادل"..
من هذا الفهم ظللت أحب عبد الناصر، لأنني لم أستطع أن أخون وجدان
طفولتي وصباي، أنا مخلص لذلك الوجدان الصادق البريء الذي تشربته في مراحل عمري
الأولى، لكن تطور الوعي الذي حدث (والذي يجب أن يحدث باستمرار لكل إنسان) جعلني أردد
مع عدد من الناصريين المخلصين لوجدانهم وعقولهم معا: لو عشنا زمن عبد الناصر، لكنا
من زبائن سجونه ومعتقلاته وليس من المهللين لجميع سياساته، فالحب لا يمنع النقد
ولا يتعارض مع المعارضة، وبما أنه لا يوجد مسؤول لا يخطيء فمن العيب أن نمضي في
المواكب صاغرين مهللين، ومن الخطايا أن نقدس الحكام مهما أحببناهم كأشخاص، ومهما
التقينا في الشعارات العامة..
(عودة إلى دموع الوعي)
لم أحب رفعت السعيد يوماً، كنت أذهب إلى حزب التجمع في بداية عملي
الصحفي للقاء أصدقائي اليساريين واستخدام تليفون المقر كلما احتجت إلى اتصالات
صحفية، وكانوا يفعلون مثلي إيمانا بأن هاتف الحزب "قطاع عام" حسب الفهم
الاشتراكي، وذات صباح فوجئنا بقفل على قرص الهاتف لمنعنا من الاتصال إلا بإذن
مكتوب من الدكتور رفعت (الأمين العام) توفيرا للفاتورة، وبدا الصدام الشبابي مع
شخصية رفعت السعيد التي انتهت به (وبالحزب كله) إلى التبعية المكشوفة لأجهزة الأمن،
بحجة الاصطفاف لمواجهة الإرهاب الإسلامي في زمن مبارك!
وعندما حصلت على كتاب "الجريمة" بدأت أقرأه بنية الرد على
افتراءات السعيد ضد عبد الناصر تمشيا مع
حملة الهجوم التي التقى فيها اليمين واليسار وورثة نظام يوليو في جمهورياته
التالية، ولما قرات الكتاب تأثرت بشدة من وقائع السجون والتعذيب، ولم أقدر أبدا
على التسامح مع جرائم مثل هذه..
المقصد من الكتابة الذاتية عن ثورة يوليو هو تخفيف حدة الاحتقان في تناول القضية بين مناصرين يقدسون المرحلة ويهتفون مع نزار قباني "قتلوك يا آخر الأنبياء"، وبين مخالفين يركزن على شيطنة المرحلة كلها ووصفها بالدنس، من دون أن تتمكن الأجيال الجديدة من العثور على قراءة نقدية معتدلة لمرحلة مهمة من تاريخ مصر،
أعرف أن زمن عبد الناصر تعرض لحملة ضخمة من التشويه والتهويل
والمبالغة في تصوير الأخطاء والخطايا، لكن نقد النظام بنزاهة يؤكد وجود أخطاء
(مهما اجتهد المناصرون في تبريرها والقول باعتبارها قرائن حكم تحدث في كل الدول
وكل الأزمنة) لكن ما حدث من أخطاء في ظل "الجمهورية الأولى" لا يمكن
التسامح معه إلا إذا كنا نرغب في تطوير التنكيل بالإنسان بحجة حماية النظام، وهذا
أحد أكبر الجرائم التي تمنع تطور نظام القضاء والالتزام بالقوانين والدساتير التي تتضمن
بنود للعدالة وحقوق الإنسان ثم تطمسها سياسات نوهم انفسنا بأنها خالية من العيوب
والأخطاء، وان ما تفعله مجرد احترازات وطنية للحفاظ على المصلحة العامة للبلاد!.
كنت قد قرأت القليل من الكتب التي تنال من زمن عبد الناصر وتبرز
جرائم عصره حسب توجيهات السادات الذي كنا نعتبره "مرتدا" على
ثورة يوليو
ونسمي عهده "زمن الردة"، لكن تلك الكتب في معظمها أدت إلى رد فعل عكسي،
ضد كتابها من أمثال عبد العظيم رمضان وأنيس منصور وأحمد رائف وغيرهم من المتحاملين
الذين يخلطون الحقائق بالأكاذيب لغرض يخدم الوريث المنقلب (السادات)، فقد كانت
هناك مبالغات تنقلب في مقصدها إلى الضد، وهو ما لم أشعر به مثلا في كتاب
"عودة الوعي" لتوفيق الحكيم، فبرغم وجود ملاحظات فرعية على توقيت النشر
وبعض الوقائع المذكورة، إلا أن كتاب الحكيم كان موضوعيا في نقده بنسبة كبيرة،
وسبقته كتابات نقدية شجاعة من الحكيم في حياة عبد الناصر، بعضها تدخلت ضده قيادات
في الدولة والجيش والمخابرات، مثل مشكلة "بنك القلق" التي اثارت ضجة في
كواليس الدولة تدخل فيها عبد الناصر مؤيدا حث الحكيم في النقد (فمن العيب أن يمنع
النظام الجمهوري كاتبا ينتقد الثورة بينما تمكن ذلك الكاتب من نقد النظام الملكي
بكل حرية) والعبارة كانت من عبد الناصر لعبد الحكيم عامر حسب رواية محمد حسنين
هيكل.
(المقدس والمدنس)
المقصد من الكتابة الذاتية عن ثورة يوليو هو تخفيف حدة الاحتقان في
تناول القضية بين مناصرين يقدسون المرحلة ويهتفون مع نزار قباني "قتلوك يا
آخر الأنبياء"، وبين مخالفين يركزن على شيطنة المرحلة كلها ووصفها بالدنس، من
دون أن تتمكن الأجيال الجديدة من العثور على قراءة نقدية معتدلة لمرحلة مهمة من
تاريخ مصر، خرجت فيها البلاد (شكليا) من حكم السلاطين والملوك إلى حكم الرؤساء
وأبناء الشعب، لكن التحول (شأن كل التغيرات الاجتماعية) لم يكن ناجحا تماما، ولم
يتم تطويره على أسس صادقة تطابق الشعارات المرفوعة، لذلك ظلت القوانين الحاكمة في
معظمها موروثة من نظام الحكم المملوكي مع تهجينه بنظم غربية (فرنسية أولا ثم
بريطانية وامريكية لاحقا)، ما أدى إلى تشوهات خطيرة و"زيف رسمي" يحتاج
إلى مكاشفة وتصحيح، وهو ما كنا نأخذه على ناصرية "أولاد الدولة" من
أمثال سامي شرف وعبد الله إمام، وغيرهم من موظفي النظام الذين حملوا راية الدفاع
عنه والحرب ضد خصومه، والكتابة والكلام بالمكايدة لخصوم عبد الناصر، ما ساهم في
تكريس جريمة التقسيم الرأسي للوعي العام، وتعطيل فضيلة الجدل الخلاق وفريضة النقد
الذي يهدف للتطوير، إذ لا يمكن تطوير شيء يتصور المدافعون عنه انه بلغ الكمال، ولا
يمكن طلب مكان افضل من الجنة..، وبما أن "يوليو" لم تكن بحكم العقل
المعتدل "جنة أرضية" فيظل من الواجب الاعتراف بأخطاء التجربة والمجاهرة
بضرورة إصلاحها، فالمصائب التي وصلت إليها مصر، لها بكل تأكيد جذور متصلة بالأنظمة
الحاكمة القديمة، وهذه الجذور الخبيثة التي لم يتم معالجتها بعلم ووعي، هي التي
أنبتت كل هذا القمع وكل هذا الخراب في النظام الجمهوري، ربما بمستوى أسوأ مما كان
عليه الحال في بعض عصور السلاطين...
وللنقد بقية.
[email protected]