تتواصل ردود
الفعل العربية والدولية الرافضة لدعوة جيش الاحتلال
الإسرائيلي لترحيل سكان
غزة
للجنوب، في مقابل ضوء أخضر أمريكي لتنفيذ هذا المخطط.
وكان الجيش
الإسرائيلي طالب، الجمعة، سكان مدينة غزة بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا "من
أجل سلامتهم الشخصية"، وكرر متحدث جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، السبت أيضا
نداء مماثلا.
رفض وتحذير
دوليان
وحذر الممثل
الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، في تغريدة عبر منصة
"إكس" من أن طلب إسرائيل بإخلاء شمال غزة "خطير للغاية ومستحيل
عمليا".
وقالت وزارة
الخارجية التركية، الجمعة، إن إجبار سكان غزة على النزوح داخل منطقة محدودة جدا
انتهاك صارخ للقوانين الدولية، مشيرة إلى أن طلب الجيش الإسرائيلي "لا يمكن
قبوله".
وأدانت وزيرة
الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت، في تصريحات الجمعة، الحصار على غزة، وقالت: "عندما
تطلب (إسرائيل) من هذا الكم من الناس المغادرة (من غزة) وليس لديهم طعام أو دواء
فيجب عليك إدانة ذلك".
وعلى مستوى
المنظمات الدولية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمة
الجمعة، إن نقل سكان قطاع غزة عبر منطقة حرب إلى مكان بلا طعام أو ماء أو سكن
"أمر خطير للغاية وببساطة غير ممكن".
ووصفت وكالة غوث
وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين "الأونروا"، الجمعة، طلب إسرائيل من أكثر
من مليون مدني بالنزوح من شمال غزة بأنه "مروّع"، مبينة أن غزة تتحول
بسرعة إلى "حفرة من الجحيم" وهي على وشك الانهيار.
لاءات عربية
وأعلنت قطر، في
بيان للخارجية السبت، عن "رفضها القاطع لمحاولات
التهجير القسري لقطاع
غزة"، واعتبرته انتهاكا للقوانين الدولية، داعية إلى "رفع الحصار عن
القطاع وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات".
وأكدت السعودية،
في بيان الجمعة، رفض تهجير سكان غزة، مطالبة برفع الحصار عنهم ووقف القصف
الإسرائيلي ضدهم، وتوفير الاحتياجات الإغاثية والدوائية اللازمة للسكان.
كما أعلن وزير الخارجية
الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، في تصريحات الجمعة، رفض بلاده بشكل
قاطع دعوات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مطالبا بتدخل دولي فوري
لإيقاف ذلك التصعيد الإسرائيلي.
وأعلنت مصر
المتاخمة أراضيها لحدود غزة والأقرب لجنوب القطاع، رفض دعوات إسرائيل لسكان غزة
إلى المغادرة جنوبا، وطالبت إسرائيل بالامتناع عن ذلك التصعيد، محذرة من
"تبعات خطيرة".
كذلك حذّر عاهل
الأردن الملك عبد الله الثاني، الجمعة، من أية محاولة لتهجير الفلسطينيين، خلال
اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، وفق بيان للديوان الملكي.
وعلى مستوى
المنظمات العربية، أكد مجلس التعاون الخليجي، في بيان السبت، أن "دعوات
التهجير القسري للشعب الفلسطيني من القطاع، تستوجب التدخل الفوري العاجل من
المجتمع الدولي لإيقافها".
كما أعلنت
الجامعة العربية، الجمعة، توجيه خطاب عاجل إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش، تطالبه بالتدخل لمنع إسرائيل من ترحيل سكان غزة، واصفة ذلك بأنه
"جريمة حرب".
وأيضا أعربت
الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في بيان الجمعة، عن "رفضها المطلق
وإدانتها لدعوات إسرائيل، التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني".
رفض فلسطيني
لتكرار سيناريو 1948
يأتي توالي
المواقف العربية والدولية وسط موقف فلسطيني رافض للتهجير.
وقال رئيس
الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في مؤتمر صحفي الجمعة، إن "اللجوء الذي حصل
عام 1948 لن يتكرر (..)، شعبنا لن يغادر أرضه، ومنذ عام 1950 وإسرائيل تحاول توطين
اللاجئين في الدول العربية، واليوم تحاول توزيع سكان قطاع غزة على دول العالم".
وفي 1948، هاجر
وشُرّد نحو 800 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم من أصل 1.4 مليون شخص كانوا يقيمون في
فلسطين التاريخية في ذلك العام، هربا من "مذابح ارتكبتها عصابات
صهيونية"، بحسب مراجع تاريخية، فيما تقول "أونروا" إن العدد كان
750 ألفا.
من جهتها، قالت
وزارة الداخلية في غزة، إن الاحتلال يريد تهجير الفلسطينيين مرة أخرى من أرضهم،
مؤكدة أن هجرة عام 1948 لن تتكرر، بل سيعود الفلسطينيون إلى أراضيهم المحتلة عام
48.
ودعت الوزارة،
الشعب الفلسطيني إلى الصمود في منازلهم وعدم الانصياع لأكاذيب وترهيب الاحتلال
الذي يسعى لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
ضوء أخضر أمريكي
في المقابل، قال
متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في مقابلة مع قناة MSNBC،
إن "مهمة إجلاء أكثر من مليون شخص في قطاع غزة إلى الجنوب ستكون صعبة، نظرا للكثافة
السكانية فيها، ونظرا لأنها مسرح للقتال"، دون أن يدين أو يستنكر تلك الخطوة.
وأضاف المسؤول
الأمريكي: "هناك قنابل تتساقط، وغارات تحدث.. وهذا يعني نقل عدد كبير من
الناس خلال فترة زمنية قصيرة للغاية (..) والجيشان الأمريكي والإسرائيلي يدركان
التحدي هناك".
وقطاع غزة،
يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي
متواصل منذ 2006.
ولليوم الثامن
على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت
أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف
الحديدية".
وفجر 7 تشرين الأول/
أكتوبر الجاري، أطلقت حركة "حماس"، وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، عملية
"طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين
الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد
الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".