أصدرت الشرطة البريطانية بيانا اليوم السبت، أكدت فيه رفض التحالف المنظم
لمظاهرات التضامن مع
فلسطين طلبها تأجيل المظاهرة المقررة السبت المقبل 11/11، وذلك
بدعوى خشية حدوث مواجهات مع مجموعات يمينية متطرفة لتزامن المسيرة مع ذكرى يوم
الهدنة.
التحالف أكّد المضي قدما بالمظاهرة، ومراعاة القائمين عليها لمناسبة
ذكرى يوم الهدنة، واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب حدوث أي فوضى.
وقال التحالف في بلاغ صحفي له اليوم: "نشعر بقلق بالغ إزاء
البيان الصادر عن شرطة العاصمة. لقد عقدنا اجتماعات مع الشرطة بانتظام في الأسابيع
القليلة الماضية، لتحقيق أقصى قدر من السلامة العامة في الاحتجاجات واسعة النطاق
التي قمنا بتنظيمها، والتي جلبت ما يزيد على مليون شخص إلى شوارع لندن في مسيرة سلمية،
مطالبين بوقف إطلاق النار".
وأضاف البلاغ: "التقينا في وقت سابق اليوم مع الشرطة، لوضع
اللمسات الأخيرة على تفاصيل مسار المسيرة المخطط لها يوم السبت من ماربل آرتش إلى
السفارة الأمريكية بعيدًا عن وسط لندن ووايتهول. وفي ذلك الاجتماع، أوضحت الشرطة،
كما أكدت في بيانها، أن المسيرات التي نظمناها كانت سلمية في الغالب، مع انخفاض
مستويات الاعتقال. وطلبوا منا أن نفكر في وقف المسيرة يوم السبت، وتأجيلها لمدة
أسبوع؛ بسبب حساسية نهاية هذا الأسبوع".
ونفى التحالف بشكل قاطع أن تكون الشرطة قد قالت إنه ليس من المناسب
الاحتجاج في نهاية هذا الأسبوع، وقال: "لقد أثاروا مخاوف بشأن احتمال مغادرة
الجماعات المنشقة للمسيرة، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم أي دليل حول سبب زيادة هذا
الخطر يوم السبت".
وأكد التحالف المنظم للمسيرة المؤيدة للفلسطينيين، أنهم "يدركون
حجم الضغط السياسي الذي تمارسه الحكومة والجماعات السياسية اليمينية على الشرطة،
ولكن عليهم مسؤولية تحمل هذا الضغط، والعمل على دعم الحريات الديمقراطية، بما في ذلك
الحق في الاحتجاج".
وأضاف البلاغ: "إن تلك الضغوط المتزايدة هي نفس الأصوات التي
تقاوم بنشاط الدعوة إلى وقف إطلاق النار على الرغم من الدعم الشعبي الساحق لتلك
الدعوة. إن فكرة أنه من المقبول أن تستمر إسرائيل في قصف وقتل الفلسطينيين في غزة،
بما في ذلك أكثر من 4000 طفل، ولكن ليس من المقبول أن يحتج الناس سلمياً ضد هذه
الجرائم، هي فكرة بشعة".
وأنهى التحالف بلاغه قائلا: "سننظم احتجاجًا يوم السبت، وندعو
جميع أصحاب الضمائر الحية للانضمام إلينا في مسيرة سلمية، كما هو مخطط لها من هايد
بارك إلى سفارة الولايات المتحدة. وعلى الرغم من بيانهم، سنواصل التواصل مع الشرطة
لضمان السلامة العامة في هذا الاحتجاج".
وكانت شرطة العاصمة البريطانية لندن قد نشرت على صفحتها أنها "طلبت
من تحالف من المنظمين النظر في تأجيل أي
مظاهرات في لندن خلال عطلة نهاية الأسبوع
الخاصة بالهدنة".
وأضافت: "يشعر كبار الضباط بالقلق إزاء الأعمال الإجرامية التي
ترتكبها الجماعات المنشقة العازمة على تأجيج الاضطرابات التي تجتذبها هذه الأحداث
المنتظمة".
وقد رحبت وزيرة الداخلية البريطانية ببيان شرطة لندن، وقالت في تغريدة
نشرتها على صفحتها على منصة "تويتر": "أرحب بهذا البيان الصادر عن شرطة
العاصمة. ويتعين على المشاركين في مسيرات الكراهية أن يفهموا أن الشعب البريطاني
المحترم قد نال كفايته من عروض الترهيب والتطرف هذه".
ونشرت الصحفية صوفي ريدج تغريدة على صفحتها على منصة "إكس"، ساخرة من حجم المخاوف من المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين، قائلة: "يقضي
السياسيون الكثير من الوقت في الحديث عن شيء لا نعرف أنه سيحدث".
وأعلنت أن برنامجها اليومي "محور" سيناقش الاحتجاجات
المؤيدة للفلسطينيين المقرر تنظيمها خلال ساعات نهاية الأسبوع"، وفق تعبيرها.
أما المذيعة في قناة "ال بي سي" شيلاق فوغارتي، فقالت: "أشعر بالخجل الشديد لكوني بريطانية الآن.".
وأضافت فوغارتي: "يروي هذا الفلسطيني البريطاني، الذي فقد مؤخرًا أفرادًا من عائلته في الحرب أن تعليقات "مسيرة الكراهية" التي أدلت بها سويلا برافرمان كشفت عن "المعايير المزدوجة الكاملة" التي تتبعها المملكة المتحدة تجاه حياة الإنسان".
أما الكاتب والباحث البريطاني جايمس أوبراين فقال: "إذا لم تتمكن من الدعوة إلى هدنة في يوم الهدنة، فسوف يتساءل الناس، متى يمكنك ذلك بحق الجحيم؟"
وأضاف: " يتساءل لماذا يتم حث شرطة العاصمة على "حظر" الاحتجاج المؤيد لفلسطين في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) من قبل الحكومة ووسائل الإعلام "اليمينية".
من جهتها تقول البارونة وارسي: "إن وزيرة الداخلية جعلت الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين قضية سياسية حية لأنها "خطيرة ومثيرة للانقسام"، مضيفة أنها تعرف "تمامًا" مسار المسيرة، "بعيدًا" عن أحداث يوم الذكرى".
ويضم التحالف المنظم للمسيرة المنتدى الفلسطيني في
بريطانيا وحملة
التضامن مع فلسطين ومنظمة أصدقاء الأقصى والرابطة الإسلامية في بريطانيا، وتحالف
"أوقفوا الحرب" وتحالف أوقفوا التسليح النووي.
يذكر أن يوم الهدنة هو يوم احتفالي في 11 نوفمبر من كل عام لإحياء
ذكرى الهدنة الموقعة بين الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وألمانيا القيصرية في
كومبيين الفرنسية، لوقف الأعمال العدائية على الجبهة الغربية للحرب العالمية
الأولى، وقد دخلت الهدنة حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة من اليوم 11 من نوفمبر
لعام 1918.
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ نحو شهر "حربا مدمرة" على
غزة، قتل فيها 9500 فلسطيني، منهم 3900 طفل و2509 سيدات، وأصاب أكثر من 24 ألف
فلسطيني، كما قتل 151 فلسطينيا واعتقل 2080 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية
رسمية.
بينما قتلت "حماس" أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431،
وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، ترغب في
مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.