قضايا وآراء

أمريكا وصياغة شرق أوسط ما بعد الطوفان

عبد الرزاق مقّري
إنهم يريدون أن تضيع تضحيات أهل غزة والضفة، مدنيين ومجاهدين، وإنقاذ الكيان وهو يحتضر، وتحويل نصر الأمة في الطوفان إلى هزيمة.. الأناضول
إنهم يريدون أن تضيع تضحيات أهل غزة والضفة، مدنيين ومجاهدين، وإنقاذ الكيان وهو يحتضر، وتحويل نصر الأمة في الطوفان إلى هزيمة.. الأناضول
معطيات كثيرة تؤشر أن الولايات الأمريكية المتحدة تسعى لتحويل نتائج طـ.وفان الأقـ..صى لصالح المشروع الصهيوني الأمريكي وذلك برسم شرق أوسط جديد يقوم على ثلاث ركائز:

أولا ـ حل الدولتين: وهو الحل الذي كان قد تخلى عنه العالم بأسره، وتخلت عنه الدول العربية بتوجهها للتطبيع دون قاعدة انسحاب الكيان من كل أراضي 67 (القدس، غزة، الضفة، الجولان ..)، وهو الحل الذي ألغاه كل الساسة الإسرائيليين قبل طوفان الأقصى، ودمره الكيان بتوسيع المستوطنات في الضفة والقدس وتهويد القدس. ولكن هذا الحل رجع بقوة وتبناه العالم بأسره من جديد وجزء من ساسة الكيان.

غير أن حل الدولتين في صورته الجديدة غير الحل الذي اشترطه الإجماع العربي والمتوقع أن الصورة الجديدة تكون في صالح إسرائيل من خلال مساحة جغرافية أقل، ودون حق العودة، ودولة فلسطينية منزوعة السلاح وتقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى.

ثانيا ـ التطبيع مع السعودية دون اشتراط قاعدة حدود 67 بالرغم من أن المبادرة العربية للسلام أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله وتبنتها الدول العربي بالإجماع في لقاء الجامعة العربية ببيروت عام 2002.

والمقصود بالتطبيع مع السعودية هو كسر الحاجز نهائيا ليلتحق بالسعودية كل العالم العربي والإسلامي وفتح كل القنوات الرسمية العربية مع الكيان وإلحاق المنطقة كلها بالمحور الغربي الأمريكي وإبعاده عن المحور الشرقي الصيني ـ الروسي، وجعل دولة الكـيان هي محور المشروع مجددا بضمان تفوقها العسكري والاقتصادي والعلمي.

المعركة القائمة اليوم في فلسطين ـ وخصوصا في لحظات الحسم السياسي والدبلوماسي الأخيرة ـ ليست معركة بين حماس والكيان وإنما هي معركة بين المشروع الغربي الصهيوني الاستعماري والعالم كله، وأرض المعركة والحسم هي فلسطين والبلاد العربية، والمعنيون بها قبل غيرهم هم الفلسـ.طينيون ثم الشعوب العربية قبل غيرها.
ثالثا ـ ضرب كل القوى الوطنية الحية في العالم العربي والإسلامي التي ترفض الالتحاق بالمشروع أو تقاومه، وعلى رأسها حـركة حماس في فلسطين، وكذلك كل الحركات الإسلامية مهما حاولت إظهار اعتدالها وقبولها البقاء تحت سقف الأنظمة وسيكون مجرد رفضها للتطبيع سببا لإلصاق صفة الإرهـاب بها من أجل  سحقها.

هذا الذي رشح من بعض الدراسات الأمريكية وتم نشره في بعض الوسائط الإعلامية العربية ومنها سكاي نيوز العربية الإماراتية.

وعليه المعركة القائمة اليوم في فلسطين ـ وخصوصا في لحظات الحسم السياسي والدبلوماسي الأخيرة ـ  ليست معركة بين حماس والكيان وإنما هي معركة بين المشروع الغربي الصهيوني الاستعماري والعالم كله، وأرض المعركة والحسم هي فلسطين والبلاد العربية، والمعنيون بها قبل غيرهم هم الفلسـ.طينيون ثم الشعوب العربية قبل غيرها.

إنهم يريدون أن تضيع تضحيات أهل غزة والضفة، مدنيين ومجاهدين، وإنقاذ الكيان وهو يحتضر، وتحويل نصر الأمة في الطوفان إلى هزيمة.

هذا تدبيرهم ومكرهم.. لكنهم سيفشلون.. وطوبى لمن ساهم في إفشال هذا المشروع.  
التعليقات (0)