في
الأسبوع الماضي، غضب العالم الغربي من الهجمات "المعادية للسامية" المزعومة
التي وقعت في أمستردام واستهدفت مشجعي كرة القدم
الإسرائيليين، مما أدى إلى إصابة عشرة
منهم. وقال الملك فيليم ألكسندر، ملك
هولندا، إن هذه "الهجمات" تذكرنا بـ"الأزمان
المظلمة والقاتمة التي عانى فيها الشعب
اليهودي". لا يبدو أن الملك يعتبر مساواته
فيما بين مشجعي كرة القدم الإسرائيليين من مثيري الشغب والشعب اليهودي بأكمله، أو على
الأقل بينهم وبين كل اليهود الهولنديين، ضربا من اللاسامية، ناهيك عن مقارنته لاشتباكات
بين مشجعي كرة القدم من مثيري الشغب والمتظاهرين المناهضين للإبادة الجماعية بالمحرقة.
وقد أكد الملك معبرا عن ندم شديد: "لقد خذلنا المجتمع اليهودي في هولندا أثناء
الحرب العالمية الثانية، وفشلنا مرة أخرى الليلة الماضية".
ولكن
من غير الواضح ما إذا كان الملك يشير هنا إلى أعمال الشغب التي استهدف بها
هولنديون معادون للسامية يهود أمستردام بعد الاحتلال النازي، لا سيما في أحداث شباط/
فبراير 1941، أو إلى تعاون الشرطة الهولندية مع النازيين في محاصرة اليهود الهولنديين
وترحيلهم عن البلاد، حيث غالبا ما تتجاهل السلطات والثقافة العامة الهولندية منذ
نهاية الحرب العالمية ذكر مدى تعاون الهولنديين مع النازيين أثناء احتلال بلادهم. أما
هذا التعاون الهولندي مع النازيين، والذي نشط فيه ما لا يقل عن 300 ألف مواطن هولندي،
بما في ذلك "صيادو اليهود"، فيختلف تماما عن إشارة الملك إلى ما أسماه
فقط بـ"فشل" الهولنديين في حماية المجتمع اليهودي.
كما
أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يعاني من ضعف في القدرات العقلية ويفتقر إلى أي
فكرة خلّاقة، بيانا يحاكي كلمات الملك الهولندي بأن الهجمات "تعكس لحظات مظلمة
في التاريخ". بالفعل، لقد أصيب القادة الغربيون بالصدمة إزاء هذه "المذبحة"
المزعومة. بل إن صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية اليمينية قد ذهبت أبعد من ذلك،
ووصفت الاشتباكات بأنها "مذبحة أمستردام" وقارنتها بالمذبحة النازية في
عام 1938 المعروفة بـ"ليلة تحطيم الزجاج" أو "كريستالناخت". وفي
حين انضم الصحافي الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي إلى الجوقة بالإشارة إلى
الاشتباكات باعتبارها "مذبحة"، فقد فعل ذلك في سياق مقارنتها بالمذابح
اليومية والفعلية التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية، والتي تتجاهلها الصحافة
الغربية.
المرء في حيرة من أمره، هل بالفعل استهدفت الهجمات المزعومة المجتمع اليهودي في أمستردام، بما في ذلك منازل اليهود، والمعابد والمقابر اليهودية، وشركات وأماكن عمل اليهود، أم أنها كانت اشتباكا بين مشجعي كرة القدم الإسرائيليين المثيرين للشغب الذين يؤيدون الإبادة الجماعية والعنصرية؛ والمعارضين الهولنديين للإبادة الجماعية؟
وقد
أعلنت الشرطة الهولندية بدورها أن "الأمن سيُعزز في المؤسسات اليهودية في مختلف
أنحاء المدينة، التي تضم مجتمعا يهوديا كبيرا". والواقع أن المرء في حيرة من أمره،
هل بالفعل استهدفت الهجمات المزعومة المجتمع اليهودي في أمستردام، بما في ذلك منازل
اليهود، والمعابد والمقابر اليهودية، وشركات وأماكن عمل اليهود، أم أنها كانت اشتباكا
بين مشجعي كرة القدم الإسرائيليين المثيرين للشغب الذين يؤيدون الإبادة الجماعية والعنصرية؛
والمعارضين الهولنديين للإبادة الجماعية؟
وفقا
لصحيفة نيويورك تايمز، لقد أظهرت مقاطع الفيديو قبل وقوع الاشتباكات مشجعين إسرائيليين
(أتوا إلى أمستردام لحضور مباراة كرة قدم بين نادي إسرائيلي وآخر هولندي خسر فيها
الفريق الإسرائيلي) وهم يهتفون "هتافات عنصرية معادية للعرب وهم في طريقهم إلى
المباراة"، بما في ذلك أحد الهتافات الشعبية التي تحتفل بالإبادة الجماعية المستمرة
للفلسطينيين وإبادة عشرات الآلاف من الأطفال
الفلسطينيين في غزة: "لماذا لا توجد
مدرسة في غزة؟ لأنه لا يوجد أطفال في غزة". وفي الليلة السابقة للمباراة،
"حطم مشجعون إسرائيليون سيارة أجرة وأحرقوا العلم الفلسطيني، كما قالت الشرطة
الهولندية"، كما أزالوا الأعلام الفلسطينية من أمام منازل السكان المحليين. وتعرض
كذلك سائق سيارة أجرة هولندي من أصل عربي للهجوم. وفي الليلة السابقة للمباراة أيضا،
صرخ المشاغبون الإسرائيليون أيضا بألفاظ نابية في وجه الهولنديين المحليين في ساحة
دام بما في ذلك "اللعنة عليك يا فلسطين". ومن المفترض أنهم استهدفوا مواطنين
هولنديين من أصول عربية ومسلمة في الساحة.
على
ضوء ما حدث، ما الذي قد يدفع الملك الهولندي وجوقة من الساسة الهولنديين، بما في ذلك
عمدة أمستردام، إلى إدانة مواطنيهم باعتبارهم "معاديين للسامية" عندما كان
المشاغبون الإسرائيليون المؤيدون للإبادة الجماعية هم الذين استفزوهم وهاجموهم واشتبكوا
معهم، مما أثار جنون الغرب وكأن مذبحة حقيقية استهدفت المجتمع اليهودي في أمستردام؟
ربما
مراجعة السياق التاريخي للعلاقة بين هولندا وإسرائيل تلقي بعض الضوء على ما يجري:
في
الثالث من أيلول/ سبتمبر 2024، وفي خضم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق
الشعب الفلسطيني في غزة، احتفلت هولندا بمرور 75 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية
مع إسرائيل، في حفل استقبال كبير في لاهاي بحضور السفير الإسرائيلي ووزير الخارجية
الهولندي الحالي كاسبر فيلدكامب. ولم تعترف هولندا، التي صوتت لصالح قرار الأمم المتحدة
بتقسيم فلسطين في تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، بإسرائيل رسميا إلا في كانون الأول/ ديسمبر
1949 عندما أقامت علاقات معها، وقانونيا في كانون الثاني/ يناير 1950، أي بعد أكثر
من عام وسبعة أشهر من إقامة المستعمرة الاستيطانية اليهودية الأوروبية.
ولم
يكن هذا التأخير في الاعتراف راجعا إلى أي نفور من المستعمرات الاستيطانية البيضاء،
التي كان الهولنديون روادا لها في الأمريكيتين وجنوب أفريقيا وجنوب شرق آسيا لمدة أربعة
قرون (في الواقع، قام الهولنديون ببناء أول جدار فصل عنصري لإبعاد "الهنود الحمر"،
أي الشعب الأصلي، عما يُعرف اليوم بجنوب جزيرة مانهاتن في نيويورك، الذي يُكرّم موقعه
السابق شارع "وول ستريت" أي "شارع الجدار"، الذي سُمي على اسمه)،
بل كان راجعا إلى المفاوضات التي فرضتها الأمم المتحدة في ذلك الوقت لتفكيك المستعمرة
الاستيطانية الهولندية في إندونيسيا، والتي لم يرغب الهولنديون في تعريضها للخطر من
خلال الإساءة إلى الإندونيسيين، الذين قتلوا منهم 100 ألف شخص منذ عام 1945 وحده، تم إعدام 40 ألفا منهم. وقد ارتكب الهولنديون هذه المذابح مباشرة بعد انتهاء المحرقة
وبعد تحرير بلادهم من النازيين. وقد حصلت إندونيسيا على استقلالها في 27 كانون الأول/
ديسمبر 1949، وعندها شعر الهولنديون أنه بإمكانهم الاعتراف بإسرائيل.
في
الواقع، وعلى النقيض من جميع الدول الأوروبية الأخرى التي كانت قد أقامت علاقات مع
إسرائيل وأنشأت سفاراتها في تل أبيب، قامت هولندا بإنشاء سفارتها في القدس
الغربية، التي كانت إسرائيل قد ضمَّتها بشكل غير قانوني في 5 كانون الأول/ ديسمبر
1949. وقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 كانون الأول/ ديسمبر 1949 القرار 303 الذي
أدان هذا الضم باعتباره انتهاكا للقانون الدولي. ولم تقم هولندا بنقل سفارتها إلى
تل أبيب إلا في عام 1980، استجابة لتوجيهات صارمة من المجموعة الأوروبية بعد ضم
إسرائيل للقدس الشرقية. ومع ذلك، فإن هولندا تستعد اليوم لنقل سفارتها مجددا إلى
القدس، في خطوة تعكس اعترافها بشرعية الضم.
منذ
عام 1950، كانت هولندا على حد تعبير المؤرخ الهولندي بيتر مالكونتنت، "الدولة
الأكثر تأييدا لإسرائيل في أوروبا". وبينما تعاون العديد من الهولنديين، شأنهم
شأن غيرهم من الشعوب الأوروبية، مع النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية لترحيل وقتل
الغالبية العظمى من اليهود الهولنديين (أكثر من 105 آلاف شخص)، فقد أعربوا، أيضا
كغيرهم من الأوروبيين، عن توبتهم عن جرائمهم عبر دعم الاستعمار الاستيطاني اليهودي
في فلسطين بعد الحرب.
كان
المسيحيون الهولنديون يُعتبرون عرقا شقيقا للألمان والآريين، وقد قام النازيون بتعبئتهم
واعتبارهم مساوين للألمان. وقد كانت هولندا بحلول نهاية الحرب هي الدولة التي شهدت
أكبر عدد من القتلى اليهود من بين الدول التي غزاها النازيون في أوروبا الغربية، سواء
من حيث النسب المئوية (قُتِل أكثر من 75 في المئة من اليهود الهولنديين) أو من حيث
الأعداد المطلقة، أكثر من بلجيكا أو فرنسا.
لقد
كان رئيس الوزراء الهولندي الديمقراطي الاجتماعي ويليم دريس، الذي كان أسير حرب سابق
محتجز في معسكر اعتقال بوخنفالد الألماني، أكثر تعاطفا مع المستعمرات الاستيطانية بشكل
عام. ولم يكتف بتعزيز صداقة بلاده مع إسرائيل، بل سعى حتى إلى إقامة صداقة شخصية مع
ديفيد بن غوريون. ولكن الحب والعشق اللذين تكنّهما هولندا الاستعمارية لإسرائيل يتجاوزان
الأحزاب السياسية.
والواقع
أن جوزيف لونز، وزير الخارجية الهولندي الذي خدم من عام 1952 إلى عام 1972، وكان عضوا
في حزب الشعب الكاثوليكي، كان ملتزما بدعم إسرائيل تماما مثل دريس. وقد فسر دريس ولونس
حبهما لإسرائيل على أنه نتيجة للمحرقة النازية، شأنهما في ذلك شأن أغلبية الشعب الهولندي،
حيث كان دعم الأخير لإسرائيل أثناء غزوها لبقية فلسطين وثلاث دول عربية أخرى في حرب
عام 1967؛ يفوق الدعم الشعبي لإسرائيل في الولايات المتحدة وجميع الدول الأوروبية الأخرى
(67 في المئة من الهولنديين دعموا إسرائيل مقارنة بـ55 في المئة من الأمريكيين، و59
في المئة من البريطانيين، و58 في المئة من الفرنسيين).
أما
خلال حرب 1973، فلم تكتف هولندا بدعم المستعمرة الاستيطانية الإسرائيلية بالكامل من
خلال تزويدها بالأسلحة للدفاع عن الأراضي العربية التي احتلتها بشكل غير قانوني، بل
ذهب وزير الدفاع الهولندي من حزب العمل، هينك فريدلينج، إلى حد الاستعانة بالمحرقة
للدفاع عن دعم بلاده: "لقد رأيت اليهود يختفون ذات مرة ولم أستطع منع ذلك في
حينه، واعتقدت أني لن أرى ذلك مرة أخرى".
وبخلاف
الدول الأوروبية الأخرى التي اعترفت بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير في السبعينيات،
فقد رفض الهولنديون ذلك بشدة وحاولوا منع الأوروبيين من الاعتراف بهذا الحق. والواقع
أن الهولنديين كانوا قد صوتوا ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3237 لعام
1974 الذي اعترف بهذا الحق. وأكد وزير الخارجية الهولندي الجديد حينها، نوربرت شميلزر،
لحلفائه الإسرائيليين أنه سيضاعف جهوده "لجعل" هذا الاعتراف الأوروبي
"يتلاشى بطريقة مقبولة". وكان الهولنديون أيضا هم الذين أصروا على تخفيف
لغة "إعلان مدينة البندقية" الصادر عن المجموعة الأوروبية عام 1980 لدعم
الحقوق الفلسطينية.
بالإضافة
إلى ما سبق، تتخصص هولندا كذلك في تصدير الكلاب العنصرية إلى وحدة "عوقتص"
التابعة للجيش الإسرائيلي لمهاجمة الفلسطينيين ونهش أجسادهم. والواقع أن الدعم الهولندي
لإسرائيل قد وصل درجة من التعصب إلى الحد الذي جعله محل انتقاد من جانب دول
أوروبية أخرى مؤيدة لإسرائيل ومتعصبة لها على نحو مماثل، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا
وبريطانيا. ففي عام 2012، رفض وزير الخارجية الهولندي أوري روزنثال، من الحزب الليبرالي
المحافظ، بيانا أوروبيا مشتركا استشهد بتقرير للاتحاد الأوروبي حول الاحتلال الإسرائيلي
للضفة الغربية، ومن ثم حرص روزنثال على "نسف" تقرير آخر للاتحاد الأوروبي
ينتقد السياسات الإسرائيلية. وأصر روزنثال على الإشارة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة
باعتبارها مجرد أراض "متنازع عليها"، مكررا موقف إسرائيل الرسمي بشأنها في
ذلك الوقت.
هل من المستغرب أن يدافع المسؤولون الهولنديون عن المشاغبين الإسرائيليين المؤيدين للإبادة الجماعية ويدينون مواطنيهم الذين اشتبكوا معهم، ليس لأنهم يهود، بل بسبب هتافاتهم العنصرية وقيامهم بأعمال شغب عنيفة وتهجمهم عليهم؟
وبعد
استسلام ياسر عرفات في أوسلو عام 1993، بدأ الهولنديون في تمويل البانتوستانات التي
ترعاها إسرائيل. ولكن مع انهيار "عملية السلام"، ظل الإجماع الهولندي قائما
على أن إسرائيل لها كل الحق في استخدام أي نوع من العنف تراه ضروريا "للدفاع"
عن نفسها، وأن الفلسطينيين هم الذين يتعين عليهم أن يوقفوا "عنفهم". ولم
يكن هذا الموقف جديدا، بل كما يوضح المؤرخ بيتر مالكونتنت، فقد عبّرت الصحف الهولندية
في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين عن مثل هذه الآراء، ووصفت الفلسطينيين بأنهم
"مزارعون شرقيون يتمتعون بنفسية قاسية وظالمة، وروح عاطفية، وقادرون على
ارتكاب أقسى الفظائغ".
لا
يقتصر عشق إسرائيل وكره الفلسطينيين على الطبقة السياسية الهولندية ووسائل الإعلام
الهولندية وحدها، بل إن الشعب الهولندي عموما يراوده نفس الشعور. ففي عام 2003، وجدت
دراسة استقصائية أجراها صندوق مارشال الألماني أن "المجتمع الهولندي في أوروبا
لم يستمر في إظهار أحر المشاعر تجاه إسرائيل فحسب، بل وأيضا أبرد المشاعر تجاه الفلسطينيين".
إضافة
إلى إسرائيل، فإن هولندا هي بلا شك الدولة الأكثر معاداة للعرب والمسلمين والفلسطينيين
في العالم، على المستوى الرسمي، وعلى المستوى الإعلامي، وعلى المستوى الشعبي. ونظرا
لتاريخها الاستعماري الاستيطاني المروع، وكونها كانت واحدة من أكبر تجار العبيد الأفارقة
في أوروبا تاريخيا، ناهيك عن تاريخها المؤيد لإسرائيل والمناهض للفلسطينيين، فهل من
المستغرب أن يدافع المسؤولون الهولنديون عن المشاغبين الإسرائيليين المؤيدين للإبادة
الجماعية ويدينون مواطنيهم الذين اشتبكوا معهم، ليس لأنهم يهود، بل بسبب هتافاتهم العنصرية
وقيامهم بأعمال شغب عنيفة وتهجمهم عليهم؟
إن
عنصرية المسؤولين الهولنديين تجاه مواطنيهم من ذوي الأصول العربية والمسلمة تتناغم
مع تاريخهم الاستعماري الاستيطاني في الأمريكتين، وفي جنوب أفريقيا، وفي إندونيسيا
(التي أطلقوا عليها ذات يوم اسم "باتيفيا")، والتزامهم المستمر والمتواصل
بإسرائيل ونظام التفوق العرقي اليهودي فيها. إن دفاعهم عن مثيري الشغب الإسرائيليين
المؤيدين للإبادة الجماعية باعتبارهم ضحايا وقمعهم للمتظاهرين المناهضين للإبادة الجماعية
باعتبارهم مرتكبي مذبحة؛ ما هو إلا أحدث مظهر من مظاهر العنصرية الهولندية المتفشية.