قال رئيس المجلس الإقليمي للقرى العربية غير المعترف بها في منطقة
النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 1948، وعضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، عطية الأعسم، إن قرار سلطات الاحتلال بهدم قرية "
أم الحيران" العربية في النقب وإقامة مستوطنة "حيران" على أنقاضها، يؤكد أن الكيان الإسرائيلي يضع كل ثقله في اتجاه تهجير عرب النقب، وهو ينطلق "من منطلق قومي، باتجاه مصادرة الأرض وهدم القرى العربية وإقامة مستوطنات للمستوطنين اليهود على أنقاضها".
وكشف الأعسم في تصريحات لـ "قدس برس" عن وجود مخططين استيطانيين متوازيين يستهدفان النقب، الأول هو مخطط "برافر" والذي تسعى حكومة الاحتلال من خلاله لمصادرة الأراضي وهدم القرى العربية، والمخطط الثاني يتمثل في موافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلية على بناء المستوطنات على أنقاض ما سيتم هدمه، مضيفا أن هناك ترابطا وثيقا بين المخططين، فالأول يطردنا ويصادر أراضينا بشكل قانوني ووفقا لقوانينهم، والثاني يصادق على بناء المستوطنات على أنقاض قرانا وبيوتنا.
وحذر الأعسم، من أن سلطات الاحتلال تخطط لبناء 20 مستوطنة يهودية على أنقاض القرى العربية في النقب، التي سيتم هدمها، "وبهذا فإن دولة الاحتلال تقول للمواطن العربي في النقب "اذهب إلى الجحيم" وتصادر كل ما يملكه ولا تزال تتبع سياسة أرض بلا شعب".
وشكك الأعسم في ادعاءات سلطات الاحتلال من أن مخططات مصادرة الأراضي تهدف إلى تطوير النقب، مشيرا إلى أن الهدف تركيز أكبر عدد ممكن من المواطنين العرب على أقل مساحة ممكنة من الأرض.
وأكد الأعسم على أن عرب النقب "لن يتركوا أراضيهم، وإذا أرادت دولة الاحتلال طردهم، فلن تجد وسيلة إلا تحميلهم عنوة بالسيارات لتبعدهم عن أراضيهم وهذا لن يحصل أبدا . فكلما استمرت الحملة الشرسة ضدنا، كلما زدنا قوة وتحديا، فالدولة تهدم بوتيرة عالية جدا ونحن سنعيد البناء بوتيرة أسرع".
وأشار إلى أن "المواجهة بين عرب النقب وسلطات الاحتلال، مستمرة منذ حرب عام 1948، وهي حرب يومية تأخذ أشكالا متعددة، كحرمان القرى العربية من كافة الخدمات، من كهرباء ومياه وشوارع ومن الخدمات الصحية، إضافة إلى هدم المنازل ومصادرة الأراضي، حيث هدمت سلطات الاحتلال خلال عام 2012 نحو 1200 منزلا، ونتوقع أن يزداد هذا العدد خلال عام 2013، متهما سلطات الاحتلال بمحاولة إيصال عرب النقب إلى نقطة اليأس، لكي يوافقوا على شروط ترحيلهم".
وحذر الأعسم من "مواجهة لا يعرف حجمها، بينعرب النقب وسلطات الاحتلال إن لم تتوقف الأخيرة عن تنفيذ مخططاتها
الاستيطانية"،مشيرا إلى أن الكيان الإسرائيلي هو من يدفع المواطنين العرب إلى المواجهة "التي يتوقع أن يتسع نطاقها لتشمل كل المناطق الفلسطينية في أراضي الـ 48".