خيمت الاشتباكات التي شهدتها جامعة
الأزهر، شرقي
القاهرة الاثنين، بين قوات الأمن وطلاب بالجامعة، على فعاليات
طلابية انطلقت بجامعات
مصرية الثلاثاء، احتجاجا على تلك الأحداث.
ففي كلية الهندسة بجامعة القاهرة، دخل اعتصام طلاب داخل مقر الكلية يومه الرابع على التوالي، للمطالبة بالقصاص لزميلهم الطالب بالكلية محمد رضا، الذى قتل خلال اشتباكات بين الأمن والطلاب الخميس قبل الماضي.
ونظم طلاب بالكلية مظاهرات صباحية، جابت أنحاء هندسة القاهرة، تنديدا بمقتل رضا، ورددوا هتافات مناهضة للداخلية، والجيش، فيما أضاف الطلاب المعتصمون عددا من الخيام الجديدة، وبعض الترتيبات، استعدادا لمواجهة موجة طقس بارد تشهدها البلاد، وقام طلاب آخرون بكتابة عبارات علي الجدران، تحث زملائهم علي الانضمام إليهم.
وفي الاثناء ذكرت شبكة رصد الإخبارية أن "جبهة الطلاب الأحرار" نظمت صباح الثلاثاء مظاهرة طلابية بمنطقة الورديان بغرب الإسكندرية تضامناً مع طلاب جامعة الازهر وضد اعتقال الطالب "مصعب" أحد أعضاء الجبهة وتنديدا بـ"حكم العسكر" و"داخلية الانقلاب" واقتحامها للجامعات المصرية.
وانطلقت المسيرة من أمام ماركت الحرملك واختتمت أمام المدرسة الفنية المتقدمة بالمنطقة وقام الطلاب بترديد هتافات " احمى كنيسة واضرب ازهر .. يسقط يسقط حكم العسكر".
من جانب آخر، دعت حركة طلاب ضد الانقلاب المؤيدة للرئيس المنتخب محمد مرسي، في جامعة القاهرة، للتظاهر بعد ظهر اليوم بساحة كلية التجارة، تنديدا بأحداث الأزهر الاثنين، وما قالت إنه "مقتل طالبين، نتيجة الاشتباكات بين الشرطة والطلاب"، بحسب بيان للحركة.
وقالت مصادر طلابية إن اشتباكات الاثنين بجامعة الأزهر أسفرت عن مقتل طالبين، وإصابة أكثر من 200 آخرين، وهو ما نفته وزارة الصحة المصرية لاحقا، وقالت إنه لم يسقط أي قتلى، والجرحى 5 طلاب فقط.
كما قال إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر، في تصريحات صحفية الاثنين، إن الاشتباكات لم تخلف أي قتلى، موضحا أن المصابين عددهم أربعة طلاب وطالبة واحدة، ونقلوا جميعا إلى المستشفى، وخرج ثلاثة طلاب وطالبة، وبقي طالب واحد، وحالته مستقرة.
وأشار الهدهد إلى أن الجامعة بصدد تحويل 58 طالبا، ألقت قوات الأمن القبض عليهم أمس، لمجالس التأديب لمعاقبتهم على أحداث اليوم.
في سياق متصل يشهد محيط جامعة القاهرة، وميدان النهضة المواجه للجامعة، استعدادا أمنيا وتواجدا ملحوظا من قوات الجيش والشرطة، اليوم، تحسبا لاحتجاجات طلابية قد تشهدها الجامعة داخلها أو خارجها.
يأتي هذا فيما أعلن طلاب بجامعة الازهر اليوم دخولهم في إضراب شامل عن الدراسة احتجاجا على أحداث الأثنين، حيث أغلق طلاب كلية التجارة والتربية والصيدلة والعلوم أبواب الكليات، رافضين دخول المحاضرات لحين فتح تحقيق موسع فيما جرى بالجامعة ومحاسبة المسؤولين عن ما قالوا إنه "مقتل" زملائهم والإفراج عن كافة المعتقلين، بحسب المحتجين.
واستنكر اتحاد طلبة الازهر في بيان له ما وصفه بـ"حملات الدهم واسعه النطاق، وتمشيط كل شبر من أرض الحرم الجامعي، واعتقالات بالجمله للطلاب من داخل قاعات الدراسة، بل وإهانه الأساتذة أمام الطلاب بأبشع الألفاظ".
وفي السياق ذاته أغلقت طالبات جامعة الأزهر فرع البنات صباح اليوم، البوابات الرئيسية للجامعة في حي مدينة نصر شرقي القاهرة، وأعلنوا دخولهم في إضراب شامل عن الدراسة والامتحانات لحين فتح تحقيقات موسعة فيما جرى الاثنين بالجامعة ومحاسبة المسؤولين عن اقتحام الجامعة، فيما هدد موظفو فرع جامعة الأزهر بنات بالإضراب عن العمل بعد وقوع حالات اعتداء عليهم من قبل الطالبات، مطالبين بسرعة تدخل الشرطة لحماية أرواحهم، كما وقعت حالات إصابة بين الطالبات نتيجة قيام أفراد الأمن الإداري بمحاولة إنهاء غلق الطالبات لبوابات الجامعة بحسب مراسل الأناضول.
كانت الطالبات قد أعلنَّ مساء الاثنين عن دخولهن في اعتصام مفتوح داخل المدينة الجامعية للطالبات، محملين وزير الداخلية محمد إبراهيم ورئيس الجامعية أسامة العبد المسؤولية الكاملة عما جرى في الجامعة.
ودافعت وزارة الداخلية المصرية عن دخول قواتها حرم جامعة الأزهر أمس، وقالت، في بيان لها، إنها تدخلت بناء على بلاغ من رئيس الجامعة أسامة العبد للحفاظ على الأرواح، والممتلكات داخل الحرم الجامعي، وانها تعاملت "بحرص بالغ مع مثيري الشغب، وأنها تمكنت من تفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع".
كما أكدت وزارة الداخلية في بيانها لها حول الأحداث ، أنها اعتقلت 58 من "مثيري الشغب" في جامعة الأزهر والمدينة الطلابية، خلال أحداث الأمس.
جدير بالذكر أن الأحداث في الجامعة قد بدأت في التطور صباح أمس عقب تنظيم "حركة طلاب ضد الانقلاب" مسيرة طلابية داخل الجامعة وأمام كلية الطب احتجاجا على ماصفوه باعتداءات الأمن المتكررة على الجامعة ليتدخل الأمن لفض المسيرة عقب انطلاقها بدقائق ثم تطورت الأمور ودخلت قوات الأمن للجامعة.