شهدت اشتباكات بجامعات
مصرية، الثلاثاء، إندلعت على خلفية مظاهرات لطلاب مؤيدين للرئيس المنتخب محمد مرسي، تراجع
الشرطة عن المشهد لصالح
الأمن الإداري في التصدي لتلك المظاهرات.
ويأتي ذلك مخالفا لما كانت تشهده مظاهرات مماثلة في مدار الأيام السابقة حيث كانت قوات الشرطة تتصدي للمظاهرات الطلابية وخاصة في جامعتي الأزهر والقاهرة وهما تتصدران موجهة
الاحتجاجات الطلابية التي تشهدها مصر منذ بداية العام الدراسي الحالي.
وقال مراسلون لوكالة الأناضول للأنباء إن قوات الأمن الإداري، هي التي تصدرت المشهد في التصدي للمظاهرات الثلاثاء، باستثناء جامعتي أسيوط والمنيا حيث شهدتا قيام الشرطة بالتصدي لمظاهرات طلابية حاولت التظاهر خارج أسوار الجامعة.
في جامعة القاهرة قام الأمن الإداري باستخدام الهراوات لتفريق مظاهرة طلابية مؤيدة لمرسي، بوسط الحرم الجامعي للتنديد باعتداء الأمن على زملائهم مرددين هتافات "أمن الجامعة بره الجامعة"، وسط غياب لمدرعات الجيش ومصفحات الشرطة، من محيط ميدان النهضة، المواجه للجامعة لليوم الثاني على التوالي.
ونشبت اشتباكات بين أفراد الأمن الإداري والطلاب المتظاهرون، استخدم فيها الحجارة والعصي، أسفرت عن وجود أربع حالات إصابة متوسطة بجروح بين الطلاب، فيما قام طلاب غاضبون بإضرام النار في أحد الغرف المخصصة للأمن الإداري مرددين هتافات ضد الجيش وضد رئيس جامعة القاهرة جابر نصار.
وكانت "حركة طلاب ضد الانقلاب" المؤيدة لمرسي دعت لمظاهرات الثلاثاء بجامعة القاهرة، تحت عنوان "جامعة القاهرة من الصمود للمقاومة".
وفي سياق متصل قرر مجلس كلية التجارة بجامعة القاهرة برئاسة سعيد الضو عميد الكلية، فصل 15 طالبا من طلاب الكلية لمدة اسبوعين، بعد اتهامهم بإثارة الفوضى وقيامهم بأعمال عنف، فيما وصف الطلاب المفصولون القرار بأنه "محاولة لتكميم أفواه هؤلاء الطلاب عن مساعدة طلاب الكلية".
وسيطرت حالة من الهدوء على جامعتي حلوان، وعين شمس وسط غياب لكل فعاليات ومظاهرات كل الحركات الطلابية، فيما واصل الأمن الإداري تشديد الإجراءات الأمنية داخل حرم الجامعة والتفتيش على البوابات تحسبا لحدوث أي اشتباكات، بعد تظاهرات واشتباكات عنيفة اندلعت الاثنين بين قوات الشرطة ومتظاهرون من الطلاب.وفي جامعة الإسكندرية نظم طلاب كلية العلوم داخل أسوار الجامعة مسيرة، لم تمنعهم الأمطار من مواصلاتها، رددوا خلالها هتافات منددة بالدستور المعدل، ودعا الطلاب زملائهم لمقاطعة الاستفتاء على الدستور المعدل، المقرر يومي 14 و15 كانون الثاني/ يناير.
وفي جامعة طنطا بمحافظة الغربية نشبت اشتباكات بين طلاب مؤيدين لمرسي، والحرس الإداري بالجامعة، أسفرت عن إصابة أكثر من 15 شخصا من الطرفين بإصابات متفاوتة.
وطالب المتظاهرون بمحاسبة المتورطين فى قتل الطلاب، بمنع عودة حرس
الجامعات التابع للشرطة، وسرعة الافراج عن 13 طالب من الجامعة تم اعتقالهم مؤخرا، وإقالة وزير الداخلية محمد إبراهيم ومحاسبته.
وفي جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية نظمت حركة طلاب ضد الانقلاب المؤيدة لمرسي مسيرة اعتراضا علي فصل 11 طالبة بكلية الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر فرع الزقازيق، رفعوا خلالها شعارات رابعة، ولافتات عليها صور زملائهم المحبوسين، ورددوا هتافات مناهضة للجيش والشرطة بينها.وتواصلت المظاهرات في بنفس الشعارات والهتافات تقريبا في جامعات، المنصورة بمحافظة الدقهلية وفي بني سويف، وقناة السويس، والمنيا وأسيوط.
وشهدت جامعتا المنيا وأسيوط تدخل من قوات الشرطة في التصدي للمظاهرات ومحاولة منع الطلاب من الخروج من أسوار الجامعتين، وتم اعتقال عددا من الطلاب على خلفية إلقاء الحجارة على قوات الشرطة مما أسفر عنه جرح شرطي في المنيا.
ومع تصاعد المظاهرات الطلابية التي تشهدها الجامعات المصرية منذ بداية العام الدراسي في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، تصاعد مطالب بعض قيادات الجامعات للحكومة بضرورة عودة الحرس الجامعي للجامعات لإنهاء ما يصفوها "حالة الانفلات الأمني" التي تشهدها الجامعات بسبب مظاهرات الطلاب المؤيدين لمرسي.
والحرس الجامعي هو جزء من الشرطة المصرية كان مكلفا بحماية الجامعات فيما سبق، غير أن الشرطة انسحبت تماما من داخل الجامعات بموجب حكم قضائي صدر قبل ثورة 25 كانون الثاني/ يناير عام 2011، بعد اتهامات من أساتذة بالجامعة لها بالتدخل في الشؤون الإدارية للجامعات على خلفية سياسية.