قالت مجلة "
إيكونوميست" في مقال على موقعها إن موسم الحماقة في
مصر لا زال مستمرا. وعلقت على الجدل والإهتمام الذي أبدته قنوات التلفزة المصرية العامة والخاصة بقصة "
أبلة فاهيتا" التي قيل إنها تحمل شيفرات إلى الإخوان المسلمين الذين يتعرضون لحملة قمع من الحكومة المدعومة من الجيش.
وقالت "إيكونومست": "في أماكن تمر بحالات من الإضطراب السياسي مثل مصر، حيث أصبح الرجال الأخيار في اليوم الماضي أشرارا اليوم، فإن التفريق بين الحقيقة والخيال يصبح مهمة صعبة، لأن من الواضح أن قلة من الصحف المصرية حاولت فعل ذلك، أي التفريق بين ما هو صحيح وباطل".
وتشير الصحيفة إلى مواقع إنترنت عربية نشرت قبل فترة قصة تزعم أن شرطة الشغب السويدية قامت بفحص غاز للضحك بهدف استخدامه للسيطرة على الجماهير. وقد ثبتت نجاعته. وتبرعت تلك المواقع بنشر تفاصيل عن حالة الضحك التي تصيب المحتجين، والتي تجعلهم يقعون على الأرض وهم "يكركرون". وتقول المجلة إن عملية بحث سريعة على "غوغل" كانت كافية لإثبات زيف وكذب الخبر، لكن لم تقم فقط عدة صحف قاهرية بتبني القصة على أنها حقيقة، بل قامت أيضا بتعزيزه بعبارات من مثل "وكالات الأنباء"، و"وخدمة الأخبار السويدية" لإضفاء نبرة صحة وجدية على القصة.
وتقول المجلة "ليست الصحافة هي فقط التي تكافح للتأكد من الحقيقة، بل وشعرت شركة
فودافون المصرية بضرورة أن تصدر بيانا حول إعلان تلفزيوني يظهر شخصية كاريكاتورية قيل إنها حملت رسائل تخريبية. وجاء نفي الشركة لكل ما قيل بعد الاتهامات التي بثتها برامج حوارية تقول إن الإعلان حمل صورا وكلمات يمكن تفسيرها على إنها شفرات موجهة للإرهابيين الإسلاميين".
وتقول المجلة إذا أخذنا بعين الاعتبار الحملة التي تشنها الحكومة المدعومة من الجيش على الإخوان المسلمين الذين أطيح بهم، وإذا أخذنا بعين الإعتبار الصحافة المطبّلة لحملات الملاحقة وتصيّد الإخوان، فلم يكن مثيرا للدهشة تعامل الكثير من المشاهدين مع تلك الاتهامات بنوع من الجدية. وقد لاحظ بعضهم أن شجرة الصبار التي ظهرت بشكل عابر في الإعلان كان لها أربعة فروع تشبه شعار رابعة المكون من أربعة أصابع، والذي أصبح علامة سلام بين مؤيدي الإخوان بعد مقتل المئات منهم عندما قامت قوات الشرطة بفك الإعتصام في القاهرة. وقال معلق إن "شجرة الصبار تمثل المرارة والمقاومة، فيما قال آخر إن الزينة المعلقة على شجرة الصبار ترمز للقنبلة".
وكان الإعلان التلفازي واحدا من سلسلة تقوم بترويج خدمات الشركة للمستخدمين والزبائن، ولكها تصور "أبلة فاهيتا" الثرثارة، وابنتها ذات العيون الجاحظة "كركورة". والإعلان الذي أثار الجدل أظهر أبلة فاهيتا تتحدث إلى صديق تناديه بتوتو. وهذه الشخصية التي لم نرها، اعتبرها الرجل الذي نصَّب نفسه خبيرا تمثل بوضوح الإخوان المسلمين. وتوصل لنتيجة مفادها أن تلك اللقطة مشفرة، وتدعو الناشطين الإخوانيين إلى استهداف الكنائس في يوم عيد الميلاد، والذي يحتفل فيه مسيحيو مصر في 7 كانون الثاني/ يناير.
وتختم المجلة بالقول إن المصريين تعاملوا في معظمهم مع هذا الكلام السخيف بنوع من الإحتقار والسخرية إلا الحكومة. فقد دعا النائب العام، والذي طلب سابقا من النيابة العامة، وهي الفرع المثير للرعب الذي يتعامل مع قضايا الإرهاب، بإجراء تحقيق عاجل وموسع في قضية أبلة فاهيتا".
وليس غريبا تلك الحملة التي انطلقت على مواقع الإنترنت وجماعات الدعم للعبة في عملية احتجاج وقائية ضد ما ستتعرض له من انتهاكات وتعذيب على يد الشرطة المتحمسة وبشكل كبير!! وفي حملة أخرى ذات طابع وطني دعا أفرادها لملاحقة وجمع كل لعب أبلة فاهيتا وصديقها توتو".