كشف مسؤول "
إسرائيلي" بارز النقاب عن أن الحكومة الأردنية أبلغت الحكومة "الإسرائيلية" بشكل رسمي أنها تفضل بقاء الجيش "الإسرائيلي" على طول الحدود بين الضفة الغربية والأردن وليس قوة فلسطينية.
وقال أوفير أوكينوس، نائب الوزير في ديوان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو إن مسؤولين أردنيين حذروا نظراءهم "الإسرائيليين" من خطورة انسحاب الجيش "الإسرائيلي" من الحدود التي تفصل الأردن عن الضفة الغربية.
وخلال كلمة له أمام منتدى في مدينة تل أبيب ليلة، السبت 18/1/2014، أوضح أوكينوس، أحد قادة حزب الليكود الحاكم، والمقرب من نتنياهو إن الإصرار "الإسرائيلي" على الحفاظ على تواجد عسكري في منطقة غور الأردن،كجزء من التسوية الدائمة يحظى بدعم واضح وصريح من الأردن.
ونقلت صحيفة "جيروسلم بوست"، صباح الأحد، عن أوكينوس قوله: "الأردنيون يعارضون الانسحاب الإسرائيلي من غور الأردن لأنهم يخشون أن تقع الدولة الفلسطينية تحت سيطرة المتطرفين،مثل حركة حماس وتنظيم القاعدة، وهذا ما يمثل تهديداً لحكم الملك عبد الله وليس فقط تهديداً لتل أبيب".
وهاجم أوكينوس الفلسطينيين، معتبراً أنهم يمثلون "عائقاً حقيفياً أمام تحقيق السلام"، معتبراً أن رفضهم الاعتراف بـ "إسرائيل" كدولة قومية للشعب اليهودي"، "يدلل على أن الصراع ليس صراع حدود، بل صراع على مجرد الوجود الإسرائيلي".
وحذر أوكينوس من مغبة السماح بقيام دولة فلسطينية، محذراً من أن مثل هذه الدولة ستهدد المدن الإسرائيلية.
وشدد أوكينوس على أن أكثر ما يمكن السماح به هو منح الفلسطينيين حكماً ذاتيا، مع صلاحيات واسعة، مشيراً إلى استعداد "إسرائيل" للتعاون اقتصادياً مع الإدارة الفلسطينية للحكم الذاتي.
من ناحيته،اعتبر الدكتور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس أن ما جاء على لسان المسؤول "الإسرائيلي" منطقي،منوهاً إلى أن النظام الأردني يرى إن ليس من مصلحته تواجد فلسطيني على الحدود الشرقية للضفة الغربية.
وفي تصريحات لـ "عربي 21"، قال قاسم إن الجيش الإسرائيلي مطمئن إلى سلوك ودور الجيش الأردني في حفظ الأمن الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن القوات الأردنية أثببت "جدراتها في تأمين حدود الكيان الصهيوني".
وأوضح قاسم أن النظام الأردني يخشى على استقراره وبقائه في حال تمكن الفلسطينيون من إقامة دولة حقيقية، منوهاً إلى أن هذا النظام ينطلق من افتراض مفاده أن جزءاً كبيراً من الفلسطينيين سيواصلون التشبث بالعمل المقاوم، مما يعني أن النظام سيدفع ثمناً مقابل عمليات المقاومة وبالتالي المس باستقراره وتهديد وجوده.
وأشار قاسم إلى أن التعاون مع "إسرائيل" في مواجهة المقاومة الفلسطينية يمثل إحدى الركائز الإستراتيجية للنظام الأردني سواء في عهد الملك عبد الله أو في عهد والده حسين.
ويذكر أن نتنياهو قام الأسبوع الماضي بزيارة وصفت بـ "المفاجأة " للأردن التقى فيها بالملك عبد الله، حيث تمت مناقشة مستقبل المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.
وصدر في أعقاب الزيارة بيان عن ديوان نتنياهو جاء فيه إن "إسرائيل" "تؤكد على الدور المهم للأردن تحت قيادة الملك عبد الله الثاني في التوصل لاتفاق"،منوهاً على أن "إسرائيل" معنية –أولاً وقبل كل شئ- بالتوصل لتفاهم حول الترتيبات الأمنية في أية تسوية سياسية، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح الأردن، وضمان احترام اتفاقية "وادي عربة".