"تاريخ المسرح المغربي".. توثيق مسار الفرق المسرحية

قدم الباحث والأكاديمي المسرحي المغربي أحمد مسعية كتابه "تاريخ المسرح المغربي"، في ندوة على هامش معرض مدينة الدار البيضاء المغربية الدولي للنشر والكتاب.

الكتاب الذي أصدرته وزارة الثقافة المغربية مؤخرا في نسختين بالعربية والفرنسية، يعد الأول من نوعه في المغرب، ويوثق لتاريخ الحركة المسرحية في البلاد منذ عهد الاستقلال حتى عام 2010 -بحسب مسعية-.

وأكد مسعية أن أهمية الكتاب ترجع إلى "الحاجة الماسة إلى عمل أكاديمي يصون الذاكرة الثقافية في المغرب، خاصة تلك المرتبطة بتايخ المسرح المغربي، يمد الباحثين في مجال الفنون بمادة علمية تسلط  الضوء على مسار المسرح المغربي، والسياقات السياسية والاجتماعية التي رافقت تطوره".

وأشار مسعية إلى أنه "اختار أن يشمل توثيقه لتاريخ الحركة المسرحية في المغرب في الفترة الزمنية الممتدة من عام 1956 (تاريخ استقلال المغرب)، إلى عام 2010 بالنظر إلى توفر المادة التاريخية من وثائق وشهادات ترتبط بهذه الفترة".

واعتبر خلال استعراضه لمضامين مؤلَّفه أنه تجنب خلال جمعه للمادة التاريخية، "إقحام أي رؤى أيديولوجية، أو توجيه مسار التاريخ في اتجاه سياقات معينة"، بل حرص على تقديم المعلومة التاريخية "مجردة" –وفق قوله-.

من جانبه، اعتبر الناقد المسرحي الحسين اللشعبي في كلمته له خلال الندوة أن "هذا المؤلف التوثيقي لتاريخ المسرح المغربي، يسهم في حفظ ذاكرة المسرح المغربي، وهو الأول من نوعه في المكتبات المغربية الذي يجمع أرشيف الفرق المسرحية ويؤثق لتاريخها".

ورأى أن المؤلف "نجح في نبش ذاكرة مختلف الفرق التي اعتلت خشبات المسارح الوطنية في المغرب منذ استقلال البلاد واستعراض سيرها الذاتية، وسلط الضوء على أبرز أعلام الفن المسرحي في المغرب من ممثلين ومخرجين".

وعَدَّ أن الكتاب "يسهم بشكل كبير في سد الفراغ الحاصل في مجال التأريخ لمسارات الفن المسرحي بالمغرب، خاصة في ظل عدم وجود أي مؤسسة عمومية تعنى بالبحث والتأريخ في هذا المجال، وتعمل على حفظ وصيانة ذاكرة المسرح المغربي وتوثيق حركته الإبداعية".

ويضم كتاب "تاريخ المسرح المغربي" أكثر من 1200 صورة من أرشيف الفرق المسرحية، ووثائق وبطاقات تقنية تعرف بكل فرقة على حدة، وإبراز عدد هذه الفرق والمناطق الجغرافية التي ظهرت بها، وتطورها وأبرز المسرحيين الذين انضموا لها.

ويعتبر أحمد مسعية أحد أبرز المهتمين بالنقد المسرحي في المغرب، وشغل منصب مدير المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالعاصمة المغربية الرباط، وصدرت له عدة مؤلفات فكرية تتناول الشأن الثقافي في المغرب؛ من بينها مؤلَّف "رغبة في الثقافة"، إلى جانب عدد من المقالات والبحوث في مجال الإبداع الثقافي.

وتستمر فعاليات معرض الدار البيضاء الدولي للنشر والكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة المغربية، بين يومي 13 و23 من الشهر الجاري.