اتهمت أكثر من هيئة طلابية وحزبية وحقوقية، جهات سياسية نافذة بالمغرب، بتغذية ورعاية
الإرهاب والإجرام داخل الجامعات
المغربية، وبتوظيف عناصر فصيل "
البرنامج المرحلي"، كأدوات للاغتيال، واستهداف كل القوى الحية، وذلك خلال وقفة شعبية مساء الثلاثاء بالرباط، قبالة مؤسسة البرلمان.
وعبر المئات من المواطنين المغاربة بالوقفة ذاتها، عن إدانتهم الشديدة للعنف الجامعي بكل أشكاله، مشددين على ضرورة فتح حوار وطني، والإعلان عن جبهة وطنية تضم مختلف الفصائل والتنظيمات الطلابية بإسلامييها ويسارييها وأمازيغييها، وكل الهيئات التي تنبذ العنف والإرهاب، وذلك على خلفية اغتيال فصيل "البرنامج المرحلي" للطالب الشهيد عبد الرحيم حسناوي، عقب هجوم غادر يوم الجمعة الماضي بكلية الحقوق بمدينة فاس.
وردد المشاركون في الوقفة شعارات أكدت على السلمية ونبذ العنف، مستنكرة للتطرف الذي ضرب
الجامعة المغربية من جديد، داعية الدولة بمختلف أجهزتها لتحمل مسؤوليتها الكاملة حيال الوضع بالجامعة، مناشدين العدالة إنزال أقصى العقوبات بقتلة
الحسناوي من تنظم "البرنامج المرحلي"، مجددة مطالبتها بإعلان هذا الفصيل تنظيما إرهابيا وتفكيك خلاياه.
وضمن كلمات الوقفة قال محمد الهيلالي عن المركز المغربي لحقوق الإنسان: "إن الدولة ومكونات مختلفة، تتحمل مسؤولية إزهاق روح الحسناوي".
وفي السياق ذاته، أعلنت عزيزة البقالي رئيسة الشبكة الحقوقية "منتدى الزهراء للمرأة المغربية" أن الشبكة ستطلق حركة ائتلافية تحمل اسم "أمهات ضد العنف الجامعي"، وأن محاميات المنتدى سينضمون إلى هيئات دفاع الشهيد حسناوي.
وفي الوقت الذي تساءلت فيه البقالي عمن يوفر الحماية لعصابة "البرنامج المرحلي"، المسلحة داخل الجامعة؛ جاء الجواب واضحا من الحقوقي واليساري أحمد ويحمان، الذي أكد أن ممارسي العنف بالجامعة لهم من يوفر لهم الدعم المادي والمعنوي، وأن مخططاتهم تهدف لزرع الفتنة والاقتتال بين المغاربة.
من جهته، قال النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، عبد العزيز أفتاتي: "إن من يحرك أدوات الغدر داخل الجامعة قادر على ضربهم"، داعيا المحتجين إلى اليقظة والصبر لمواجهة التطرف ومخططات جر الطلبة للاقتتال فيما بينهم.
ودعا إلى جبهة وطنية تعزز التقارب بين الإسلاميين واليساريين والعلمانيين الديمقراطيين، معتبرا أن هذه الخطوات هي مناط قلق المستبدين.
من ناحيته، طالب ممثل فصيل طلبة العدل والإحسان عبد المولى علوان، بضرورة تدشين حوار بين المكونات الطلابية الرافضة للعنف، معلنا أن يد فصيلهم ممدودة لكل مبادرة تهدف لمحاصرة العنف بالجامعة.
وندد المسؤول الطلابي في العدل والإحسان، باستهداف الساحة الجامعية، داعيا إلى إنصاف مختلف ضحايا الاعتقالات والقمع بالجامعة بدون استثناء، منبها إلى أهمية تشكيل جبهة طلابية لتفويت الفرصة على مستهدفي الجامعة.
أما رشيد العدوني، رئيس منظمة التجديد الطلابي، فأكد على تشبث المنظمة بالحوار وخيار السلمية والقانون كآليات لا محيد عنها، في التعاطي مع الحادثة الفاجعة، التي هزت الجامعة والمجتمع المغربيين.
ووجه العدوني نقدا لاذعا للقناة الثانية المغربية، التي ساوت بين الضحية والقاتل، وتعمل على تمرير المغالطات للشعب المغربي، مبديا استغرابه من التعاطي الأمني مع فاجعة الاغتيال التي تمت تحت أعينه وبدم بارد.
بدوره، أكد محامي الدفاع عبد الصمد الإدريسي، أن قضية اغتيال الشهيد الحسناوي، عرفت تقاعسا أمنيا بيننا، وأن المقاربة الاستباقية للجهات الأمنية غابت مع هذه القضية، على الرغم من كل القرائن والتهديدات القبلية التي أعلنتها عصابة "البرنامج المرحلي"، وعدم نفيها لتهم القتل. كما استغرب الإدريسي بشاعة صور الجروح التي اخترقت جسم حسناوي بعد اطلاعه على الملف القضائي، كما استغرب وجود طلبة ينتمون لنفس الفصيل يوجدون بالجامعة لأكثر من 12 سنة.
وردد المشاركون في الوقفة الشعبية الاحتجاجية شعارات من قبيل: "الجامعة للطلاب مش قلعة للإرهاب"، و"دم الشهداء مش هباء"، و"شعارنا سلمية في وجه الإرهابية"، و"إدانة شعبية لمجازر لبرامجية"، و"هذا عيب، هذا عار. الجامعة في خطر"، وغيرها من الشعارات.
يشار إلى أن الوقفة الشعبية، عرفت في بدايتها محاولات للتشويش والنسف من طرف مجموعة معطلين، تضم بين صفوفها نشطاء منتمين وآخرين لا يخفون تعاطيهم مع فصيل "البرنامج المرحلي"، الذي ارتكب مجزرة في حق الطلبة بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، راح ضحيتها الشهيد عبد الرحيم حسناوي و16 طالبا جريحا اثنان منهم في حالة خطرة.